تختلف الاجتهادات في تفسير أسباب عدم اهتمام الشباب المصري بالقضايا العامة, والعزوف عن المشاركة السياسية, وقد نشر تقرير حكومي أخير أشار إلي أن85% من الشباب المصري لايشعرون بالانتماء للبلد.
وهذه نتيجة خطيرة لأوضاع وسياسات لم يعد السكوت عليها ممكنا, باعتبارها علي رأس قضايا الأمن القومي.وفي مقال للأستاذ محمد علي إبراهيم رئيس تحرير الجمهورية قال ان الانتماء صار عملة صعبة في بلد تزيد فيه الأحوال الاقتصادية سواء, وفي مؤتمر المركز القومي للبحوث الاجتماعية عن التغييرات في الشخصية المصرية قال الخبراء ان عدم الاهتمام بالمشاركة نتيجة لعوامل نفسية واجتماعية جعلت السلوك السياسي للمصريين يتجه إلي السلبية, وعدم الاهتمام سواء بمتابعة مايجري في الساحة السياسية, أو بالتصويت في الانتخابات, أو بعضوية الأحزاب, أو مؤسسات المجتمع المدني, مع أن مشاركة المواطنين عموما, والشباب خصوصا, تعتبر من ضرورات الأمن والاستقرار.
والخبراء الاجتماعيون يرون أن قلة الوعي السياسي هو نتيجة للتنشئة في البيت, والمدرسة, والاعلام, وهذا ما يهييء الفرصة لظهور الجماعات المتطرفة وتيارات الانحراف الفكري والاخلاقي, ويكفي مانراه من استباحة المنابر والفضائيات ومايبث منها من سموم في عقول الناس.
وفي بحث ميداني للدكتورة سوسن فايد الخبير الاجتماعي علي عينة ممثلة لطلبة وطالبات الجامعات المصرية جاءت النتائج تؤكد أن الانحراف والسلوك العدواني والخروج علي القيم والاخلاق نتيجة للضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشباب, وإلي فتور العلاقات بين الآباء والأبناء مما يدفع الشباب إلي البحث عن الانتماء والاهتمام لدي جماعات بديلة يجد لديها الاشباع لاحتياجاته النفسية, والتدعيم لثقته بنفسه, ويجد لديها المشاركة الوجدانية التي يحتاج اليها كل انسان, وكان من الممكن توفير هذه الاحتياجات الطبيعية لجذب الشباب إلي العمل السياسي والاجتماعي المشروع ولكن القصور من التنظيمات والمؤسسات الرسمية واكتفاءها بالتقارير الوردية عن انجازاتها ونجاحاتها أعطي الفرصة للتنظيمات غير المشروعة لملء الفراغ.
وكشف البحث عن أن الشباب لديه استعداد للعمل العام, ولكن تعدد أسباب المعاناة, والفساد والظروف الضاغطة سببت للشباب مايسميه العلماء الاجهاد النفسي وهذا جعل أفراد العينة يعبرون عن شعورهم بالنقص عند مقارنتهم بالآخرين, واحساسهم أنهم مكتوب عليهم التهميش والحرمان من ممارسة دور حقيقي في الجامعة أو في المجتمع مما جعلهم يرون أنهم ليست لهم قيمة أو أهمية, وبأنه يشعر بعدم قدرته علي الحصول علي احتياجاته اليومية, وكشف البحث عن أن الشباب لديه استعدادات ايجابية ولكنه لايجد الفرصة مما يجعل هذه الطاقة تتحول إلي السلبية فتدفعه إلي الانسحاب واللامبالاة واحباط الكفاءة والاستعداد للقيام باعمال صغيرة للمجتمع.
نتيجة لهذه المشاعر والأحوال نلاحظ عدم تجاوب الشباب مع الكبار, والحرص علي الانغلاق وكتمان الأفكار والمشاعر الحقيقية التي لايبوح بها إلا لأقرانه وزملائه في الشلة أو الجماعة لعدم وجود الكبير الذي يثق به ويفتح له قلبه ويبوح له بما في نفسه دون تحفظ, ويصدقه ويستجيب لتوجيهاته بناء علي هذه الثقة.. وفي مرحلة سابقة كان في كل مدرسة, وفي كل كلية الاخصائي الاجتماعي المؤهل للقيام بعمل مهني في ارشاد الشباب وتوجيه طاقته إلي أنشطة ثقافية واجتماعية تساعد علي بناء الوعي الاجتماعي والتجاوب مع القضايا العامة, وكان هذا الاخصائي الاجتماعي يساعد الشاب علي مواجهة مشاكله وبناء شخصيته.. هذه المهنة كانت رسالة ثم تحولت إلي وظيفة نتيجة التدهور الذي أصاب التعليم والإعداد والتدريب العملي وقبول من لايصلح لمساعدة الآخرين وليست لديه الشخصية المقنعة, وأيضا بسبب عدم احترام هذه المهنة, كما كان من قبل والنظر اليها الآن علي أنها زائدة وغير ضرورية وبلا فائدة.. وهذا موضوع غائب في المناقشات والبحوث عن الشباب ومشاكله.
ومما يلفت النظر
تختلف الاجتهادات في تفسير أسباب عدم اهتمام الشباب المصري بالقضايا العامة, والعزوف عن المشاركة السياسية, وقد نشر تقرير حكومي أخير أشار إلي أن85% من الشباب المصري لايشعرون بالانتماء للبلد.
وهذه نتيجة خطيرة لأوضاع وسياسات لم يعد السكوت عليها ممكنا, باعتبارها علي رأس قضايا الأمن القومي.وفي مقال للأستاذ محمد علي إبراهيم رئيس تحرير الجمهورية قال ان الانتماء صار عملة صعبة في بلد تزيد فيه الأحوال الاقتصادية سواء, وفي مؤتمر المركز القومي للبحوث الاجتماعية عن التغييرات في الشخصية المصرية قال الخبراء ان عدم الاهتمام بالمشاركة نتيجة لعوامل نفسية واجتماعية جعلت السلوك السياسي للمصريين يتجه إلي السلبية, وعدم الاهتمام سواء بمتابعة مايجري في الساحة السياسية, أو بالتصويت في الانتخابات, أو بعضوية الأحزاب, أو مؤسسات المجتمع المدني, مع أن مشاركة المواطنين عموما, والشباب خصوصا, تعتبر من ضرورات الأمن والاستقرار.
والخبراء الاجتماعيون يرون أن قلة الوعي السياسي هو نتيجة للتنشئة في البيت, والمدرسة, والاعلام, وهذا ما يهييء الفرصة لظهور الجماعات المتطرفة وتيارات الانحراف الفكري والاخلاقي, ويكفي مانراه من استباحة المنابر والفضائيات ومايبث منها من سموم في عقول الناس.
وفي بحث ميداني للدكتورة سوسن فايد الخبير الاجتماعي علي عينة ممثلة لطلبة وطالبات الجامعات المصرية جاءت النتائج تؤكد أن الانحراف والسلوك العدواني والخروج علي القيم والاخلاق نتيجة للضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشباب, وإلي فتور العلاقات بين الآباء والأبناء مما يدفع الشباب إلي البحث عن الانتماء والاهتمام لدي جماعات بديلة يجد لديها الاشباع لاحتياجاته النفسية, والتدعيم لثقته بنفسه, ويجد لديها المشاركة الوجدانية التي يحتاج اليها كل انسان, وكان من الممكن توفير هذه الاحتياجات الطبيعية لجذب الشباب إلي العمل السياسي والاجتماعي المشروع ولكن القصور من التنظيمات والمؤسسات الرسمية واكتفاءها بالتقارير الوردية عن انجازاتها ونجاحاتها أعطي الفرصة للتنظيمات غير المشروعة لملء الفراغ.
وكشف البحث عن أن الشباب لديه استعداد للعمل العام, ولكن تعدد أسباب المعاناة, والفساد والظروف الضاغطة سببت للشباب مايسميه العلماء الاجهاد النفسي وهذا جعل أفراد العينة يعبرون عن شعورهم بالنقص عند مقارنتهم بالآخرين, واحساسهم أنهم مكتوب عليهم التهميش والحرمان من ممارسة دور حقيقي في الجامعة أو في المجتمع مما جعلهم يرون أنهم ليست لهم قيمة أو أهمية, وبأنه يشعر بعدم قدرته علي الحصول علي احتياجاته اليومية, وكشف البحث عن أن الشباب لديه استعدادات ايجابية ولكنه لايجد الفرصة مما يجعل هذه الطاقة تتحول إلي السلبية فتدفعه إلي الانسحاب واللامبالاة واحباط الكفاءة والاستعداد للقيام باعمال صغيرة للمجتمع.
نتيجة لهذه المشاعر والأحوال نلاحظ عدم تجاوب الشباب مع الكبار, والحرص علي الانغلاق وكتمان الأفكار والمشاعر الحقيقية التي لايبوح بها إلا لأقرانه وزملائه في الشلة أو الجماعة لعدم وجود الكبير الذي يثق به ويفتح له قلبه ويبوح له بما في نفسه دون تحفظ, ويصدقه ويستجيب لتوجيهاته بناء علي هذه الثقة.. وفي مرحلة سابقة كان في كل مدرسة, وفي كل كلية الاخصائي الاجتماعي المؤهل للقيام بعمل مهني في ارشاد الشباب وتوجيه طاقته إلي أنشطة ثقافية واجتماعية تساعد علي بناء الوعي الاجتماعي والتجاوب مع القضايا العامة, وكان هذا الاخصائي الاجتماعي يساعد الشاب علي مواجهة مشاكله وبناء شخصيته.. هذه المهنة كانت رسالة ثم تحولت إلي وظيفة نتيجة التدهور الذي أصاب التعليم والإعداد والتدريب العملي وقبول من لايصلح لمساعدة الآخرين وليست لديه الشخصية المقنعة, وأيضا بسبب عدم احترام هذه المهنة, كما كان من قبل والنظر اليها الآن علي أنها زائدة وغير ضرورية وبلا فائدة.. وهذا موضوع غائب في المناقشات والبحوث عن الشباب ومشاكله.
ومما يلفت النظر في نتائج هذا البحث أن78% من الشباب لديه استعداد للمشاركة السياسية والاشتراك في المناقشات حول القضايا الوطنية والاجتماعية والاقتصادية ولكنهم لايجدون الفرصة لذلك, والمعاناة الاقتصادية ضاغطة وعدم وجود ديمقراطية في الأسرة وفي الجامعة وغياب الممارسة الديمقراطية و التدريب علي هذه الممارسة وفاقد الشيء لايعطيه!
ومن نتائج هذا البحث أيضا مطالبة الشباب باعادة تدريس منهج كامل للتاريخ والتربية الوطنية والتربية الدينية السليمة لتدعيم مشاعر الولاء القومي ولتحصين الشباب من الأفكار الدينية المنحرفة.. وقال الشباب أيضا ان المجتمع غير راغب ـ أو غير قادر ـ علي استيعاب طاقات وخبرات الشباب التي اكتسبها من وسائل المعرفة الجديدة( الانترنت والفضائيات والجدال السياسي الدائر في المجتمع وفي الصحافة) ولشعورهم بأن الكبار سبب حرمانهم من الفرصة يتولد لديهم الرفض لافكار الكبار والنقد لأسلوبهم في الحياة وفي العمل.
وأخيرا فان هذا البحث يكشف عن استعداد الشباب ـ والكبار ـ للمشاركة السياسية والاجتماعية ولكن هذا الاستعداد كامن, وفي حالة عزوف, لعدم توافر الثقة والمصداقية والجدية فيما يقال عن الترحيب بالشباب للمشاركة والبناء.. ويتساءل الشباب: أين يشارك.. وكيف وما النتيجة.. وهل سيكون لآرائهم قيمة؟ وهذه اســـئلة مشروعة من حق الشباب أن يجدوا الاجابة العملية عنها في الواقع وليس في الخطب.