سر العداء للاسلام

كما ان المسلمين مشغولون فى الغرب بالبحث عنسر العداء للاسلام فى الغرب فان الغربيين ايضا مشغولون بالبحث عن جذور هذه المشكلة التى أدت الى حروب وجرائم كثيرة .


كثير من المفكرين فى الغرب يرجع هذا العداء الى ان معظم الغربيين لا يعترفون بان القرآن كلام الله كما ان الحروب الدينية قديمة وقد تركت هذه الحروب أثارا عميقة خاصة عندما قامت جيوش المسلمين بغزو أوربا ووصلت الى مدينة بواتييه فى جنوب فرنسا وبعدها قامت جيوش الصلبيين بغزو اعالم الاسلامى ووصلت الى القدس لم يكن الدين هوالدافع الوحيد ولكن كانت هناك حضارتان بلغتا درجة من القوة تجعل كلا منهما تسعى الى تأكيد الذات والتوسع على حساب الأخرى 0


وفى أوربا مفكرون يرون ان التعايش بين الغرب والاسلام ممكن وبعضهم يشترط لذلك ان ينجح المسلمون فى التوفيق بين الافكار والقيم التى يعتننقونها واسلوب الحياة الذى اعتادوا عليه وبين الحضارة الحديثة وليس فى جوهر الاسلام ما يحول دون التحديث والتجديد فى الفكر والحياة الاجتماعية 0 وفى الكتابات الغربية ما يلقى بمسئولية العداء على الثورة الايرانية بالقول بانها بدأت بأعلان العداء للغرب ولاتزال كذلك الى اليوم وفى اكثر من بلد اسلامى ظهر المتمردون على حكوماتهم من الاصوليين الذين يؤمنون بأن (الجهاد) هو القتل العشوائى فى بلادهم وفى الغرب ايضا ويضاف الى كل ذلك الاخطاء التى ارتكبتها ولا تزال ترتكبها الحكومات الغربية فى علاقاتها بالعالم الاسلامى وتجاهلها للعدالة فى التعامل مع القضايا الحساسة وقضية فلسطين هى اكثر هذه القضايا حساسية وتأثيرا وأثارة لللغضب لدى المسلمين 00 ويرى هؤلاء المفكرون الغربيون ان جماعتا العنف فى العالم الاسلامى يوجهون الى الغرب المسئولية عن فساد انظمة الحكم فى بلادهم ويرون ان الغرب يدعم هذه الانظمة 00 ويستنتج هؤلاء من ذلك ان الغضب الذى يشعر به المسلمون تجاه الغرب هو الذى يستنفر الاستياء وبذلك يدور الغضب المتبادل فى دائرة مفرغة0


كتابات عديدة تشير الى احداث العنف فى الجزاغئر زادات من الشعور بالقلق فى الغرب والجماعات المسلحة كانت تقتل النساء لمجرد ظهورهن بدون نقاب وتقتل الاجانب دون تمييز وتسيطر على بعض الضواحى والقرى وقد امتدت حوادث العنف الى افغانستان فى ظل فى حكم طالبان وفى النهاية تعبر هذه الكتابات عن الخوف من ان تمتد حوادث العنف الى الغرب وهذا ما حدث فعلا وسقط قتلى ابرياء فى المترو والفنادق والاسواق واوربا فيها الآن اكثر من 15 مليون مسلم والخوف من تكرار حوادث الارهاب يدفع دول الغرب الى منع الهجرة واعادة المتسللين اليها الى بلادهم وهذه السياسة تؤدى هى الأخرى الى توتر العلاقات بين المسلمين ودول اوربا.


المشكلة ان التصور السائد فى الغرب ان تخلف وضع المرأة فى العالم الاسلامى بسبب الشريعة الاسلامية وليس بسبب ميراث الاوضاع الاجتماعية من عصور الاستعمار والتخلف ويركزون على موضوع تعدد الزوجات والتمييز بين الرجل والمرأة فى الميراث والشهادة فى القضايا واباحة ضرب الرجل لزوجته كما يركزون على غياب الديمقراطية فى معظم البلاد الاسلامية ومساندة علماءالدين للانظمة غير الديمقراطية بتفسير للقرآن يعيطهم الشرعية ومفهوم ( الشورى ) لا يعنى (الديمقراطية) فالشورى نظام من العصور الوسطى كان يمارسه البارونات وكان الحاكم يستشير الآخرين ثم ينفرد هو بالقرار ورجال الدين يحتكرون تفسير النصوص واصدار الاحكام الشرعية ومن يبدى رايا مختلفا يعتبرونه خارجا عن الاسلام وهم يرون ان مبدأ (الاجماع ) وهو أصل من اصول الفقه يعنى اجماع علماء الدين ولم يحدث أن أجمع علماء الدين الا فيما ندر من الامور وكل منهم يرى أنه يمتلك اليقين الثابت وأن كلمته هى الكلمة الاخيرة وأنه هو الذى يعرف أين حكم الله بينما الديمقراطية تعنى التخلى عن فكرة اليقين وامتلاك شخص او جماعة للحقيقة المطلقة ونشأة الديمقراطية بدأت عندما انتهت فكرة اليقين وسيطرة يقين شخص على اراء غيره وذلك فى القرن السادس عشر عندما ساد مبدأ أن كل أنسان مسئول اما الله عن افعاله وعن الطريقة التى اختارها لنفسه ليعيش بها حياته ودور القساوسة أن يشرحوا تعاليم الدين دون اكراه الناس على شىء وترك الاختيار فى التهاية للانسان وهذا موضوع شرحه يطول.

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف