سيناريو أمريكى خطر

اسرائيل هى المستفيد الاكبر مما فعلته حماس باقتحام الحدود المصرية بجرافتها ورجالها الملثمين ودفعها لعشرات الآلآف من الفلسطينين نحو الاراضى المصرية وتسلل بعض عناصرها بمتفجراتهم الى المدن الداخلية .


 استفادت اسرائيل باعادة احياء مشروعها القديم الخرافى عن توطين الفلسطينين فى سيناء وعبر خالد مشعل عن ذلك بقوله ان كل خيمة ينصبها الفلسطينيون فى اى مكان لن يستطيع أحد اقتلاعها اما قيام اسرائيل بتصعيد التصفية الجسدية للفلسطينين فكانت بناء على ضوء أخضر من الرئيس بوش فى زيارته الاخيرة لاسرائيل كما أعلن أولمرت بنفسه ويبدو أن ما جرى وسوف يجرى هو مرحلة جديدة من مراحل استرايجية الفوضى التى تتبعها الادارة الامريكية الحالية لاعادة تشكيل الشرق الاوسط بعد غزو العراق كما أعلن ذلك الرئيس بوش مرارا وربما من أهم المجلات الامريكية المتخصصة فى الدراسات السياسية والاسترايجية وفى بدايتها تأكيد بان خريطة الطريق لن تحقق شيئا سوى استمرار المباحثات الى ما لا نهاية حول التفاصيل وأن ظهور نظام حكم جديد فى العراق تحت الوصاية الامريكية سيؤدى الى توفير الامن لاسرائيل وللدول المعتدلة فى المنطقة وستظل رؤية بوش لاقامة دولة فلسطينية لها حدود مؤقتة تعيش فى سلام بجانب اسرائيل مجرد رؤية تفتقد آلية للتنفيذ وفى غياب مؤسسة قادرة على كبح جماح (المنظمات والمليشيات الارهابية ) الفلسطينية فان القوات الاسرائيلية تتكرر عودتها الى احتلال الاراضى الفلسطينية وستظل حكومات اسرائيل فى العمل على قتل كل مشروع للحل كما فعلت مع اتفاقات برشلونة وأوسلو والقاهرة وواشنطن وخطة تينت وتفهاهمات ميتشل وغيرها وغيرها وستظل تعلن عن عدم وجود شريك فلسطينى موثوق فيه لعقد اتفاقية معه وامام هذا الطريق سيكون رد فعل الادراة الامريكية الابتعاد وترك الاطراف فى مباحثات ثنائية بلا جدوى وستكون النتيجة استمرار المجازر البشرية واشتعال العاداء للويات المتحدة فى العالم الاسلامى وفشل اسرائيل فى تحقيق الامن وانعاش اقتصادها وتعريض مستقبلها للخطر 0


والسيناريو الغريب الذى أعلنه مارتن أنديك أن تستفيد امريكا من انتصارها فى غزو العراق والبدء فى تنفيذ مشروع لوضع فلسطين تحت الوصاية الدولية بقيادة الولايات المتحدة بقرار من مجلس الامن وتكون مهمة القيادة الامريكية لهيئة الوصاية اعداد شريك فلسطينى مسئول لعقد اتفاق سلام نهائى مع اسرائيل وانشاء جهاز أمنى فلسطينى فعال والاشراف على اقامة مؤسسات سياسية ديمقراطية ووضع مشروع دستور فلسطينى جديد وانشاء سلطة قضاءية فلسطينية مستقلة واجراء انتخابات حرة واقامة مؤسسات اقتصادية تتحمل مسئولية التنمية بشفافية بمساعدة البنك الدولى وبتمويل دولى لاعادة بناء الاقتصاد الفلسطينى .


ووفقا لهذا السيناريو الامبريالى الجديد تنسحب القوات الاسرائيلية من الاراضى الفلسطينية التى (تنازلت ) عنها لاسرائيل للفلسطينين فى الضفة وغزة وبعض المناطق الاضافية لتحقيق التواصل بين الاراضى الفلسطينية وتوضع تحت تصرف هيئة الوصاية وحدات من القوات


 الامريكية الخاصة ومعها بعض قوات أخرى بقيادة امريكية ولن تكون هذه القوات قوات حفظ السلام ولا قوة مراقبين ولكن ستكون قوات لحفظ النظام وقمع (الارهارب ) واصدار الاوامر الى أجهزة الامن الفلسطينية واعادة تدربيها وأن تقوم بنفس الدور الذى تقوم به فى افغانستان 0وضع الاراضى الفلسطينية تحت الوصاية الدولية بقيادة امريكا يعنى العودة بالقضية الفلسطينية الى ما قبل 1948 ووضع الشعب الفلسطينى تحت هيمنة الويات المتحدة كما فى العراق وأفغانستان وما يستجد.


ومن الخطأ أن نستهين بما قاله مارتن انديك فهو واحد من المشاركين فى صنع السياسة الامريكية سفير سابق فى اسرائيل يهودى مساعد سابق لوزير الخارجية لشئون الشرق الاوسط وعضو نشيط فى اللوبى اليهودى الامريكى ومدير مركز دراسات الشرق الاوسط بمعهد بروكينجز .


ومع انى سبق أن أشرت الى هذا المشروع يبدو خرافيا وقلت انى أخشى أن يكون مثل وعد بلفور ومشروع مؤتمر بازل وقد استهان بهما العرب الا أن هذا المشروع لم يحظ بالاهتمام الواجب وان كانت حماس لا تعلم بهذا المشروع فتلك مصيبة وان كانت تعلم فالمصيبة أعظم!


جميع الحقوق محفوظة للمؤلف