لماذا تخلف المسلمون 11

ليس هناك سبب لهذا التخلف وضعف المستوي العلمي ومستوي القدرة علي الابتكار في العالم الاسلامي سوي نظام التعليم المتخلف‏,‏ ويدلنا عالم الفيزياء الباكستاني البروفيسور برويز أمير علي بيود الي ملاحظات مهمة في ضوء بحث أجري وفقا للمعايير العلمية العالمية‏,‏ من هذه الملاحظات أن أسئلة الامتحانات تتكرر وهذا يدل علي ضعف مستوي واضعي الأسئلة أنفسهم‏,‏ ومعظم الأسئلة من نوعية اكتب ما تعرفه عن أو ناقش موضوع كذا‏,‏ وهذا النوع من الأسئلة يختبر القدرة علي التذكر فقط ولا يختبر القدرة علي الفهم والاستيعاب والتفكير‏,‏ ويباهي واضعو الأسئلة بأنهم يختارون أسئلتهم مكررة حرفيا بالنص من الكتب المدرسية المقررة أو مع تعديل بسيط فيها‏,‏ ونصف الأسئلة في الامتحانات اختيارية مما يتيح للطالب إهمال مذاكرة جزء لا يستهان به من المقرر الدراسي‏,‏ هذا مع ضعف المستوي العلمي للمدرسين‏,‏ وفي بحث آخر علي مجموعة من المدرسين الحاصلين علي درجات أعلي من البكالوريوس لم يتمكن معظمهم من الاجابة الصحيحة علي جميع الأسئلة في مستوي الثانوية العامة‏(!)‏


وهذا دليل علي أن في المدرسين من لا يستوعب مادته ولا يعمل عقله بالقدر الكافي‏,‏ ومع فشل المدرسة أصبحت الدروس الخصوصية هي البديل الذي لا غني عنه لكل تلميذ سواء كان من القادرين أو من المعدمين‏,‏ وانتشر الفساد الأخلاقي في بيع الشهادات والدرجات وأسئلة الامتحانات والغش في الامتحانات وأدي ذلك الي الاحباط لدي التلاميذ لأن النجاح يتحقق بوسائل أخري غير المذاكرة وبذل الجهد‏,‏ هذا هو حال التعليم‏:‏ المناهج وأساليب التدريس مسئولان عن تعطيل التفكير المنطقي والابتكار‏,‏


وفشل المدارس الوطنية أدي الي انتشار المدارس الأجنبية التي تتبع في ادارتها ومناهجها لدول أجنبية وتمنح شهادات أجنبية‏,‏ وبذلك أصبحت النخبة الجديدة في العالم الإسلامي تفكر بعقول أجنبية‏,‏ وتجيد التعبير باللغات الأجنبية واللغة أداة التفكير والتعبير‏,‏ ولذلك تدين بالولاء لثقافة أجنبية وتنفصل عن ثقافة بلادها‏,‏ وتبعا لذلك صارت الجامعات في الدول الاسلامية أضعف حتي من الجامعات في جنوب آسيا‏,‏ فليس في الدول الاسلامية جامعة في مستوي جامعات الهند أو كوريا‏,‏ وليس في أية دولة اسلامية مراكز بحوث مثل الهند متخصصة في العلوم الفيزيائية والهندسية وغيرها‏,‏ ففي الهند خمسة معاهد للتكنولوجيا تعمل بمستويات عالمية‏,‏ ومركز بهابها للبحوث الذرية‏,‏ ومعهد تاتا للبحوث الأساسية‏,‏ ومعهد ساها‏..‏ والمعهد الهندي للعلوم‏..‏ والانتاج العلمي لكل مركز منها يزيد علي إجمالي الانتاج العلمي ذي القيمة للجامعات ومراكز البحوث في الدول الاسلامية مجتمعة‏.‏


وبسبب الفقر العلمي في العالم الاسلامي‏,‏ كان طبيعيا أن يهاجر الأذكياء وذوو الطموح من الشباب ليجدوا فرصتهم للتقدم والتفوق وحيث ترحب بهم دول الغرب المتقدم‏,‏ بينما تمثل الجامعات في العالم الاسلامي مراكز طاردة للكفاءات‏,‏ وهي المسئولة عن استنزاف الغرب للعقول من العالم الاسلامي‏,‏ وهي الجامعات الوحيدة في العالم التي تكلف أساتذتها بالتدريس في غير تخصصاتهم‏(!)‏ وبينما الجامعات في الدول المتقدمة تسعي الي جذب الأساتذة من أكثر العقول ابداعا من أية جنسية أو ديانة‏,‏ فإن الجامعات في العالم الاسلامي تغرس في طلابها وأساتذتها ما يسميه البروفيسور برويز بيود الخنوع الثقافي وقليل منهم من ينجو ويحتفظ لنفسه بالقدرة علي التفكير المستقل أو التحليل أو الابداع‏..‏ ولذلك لا تجد في معظم العالم الاسلامي من يفكر في تقديم جديد بالمعايير العالمية في الهندسة الوراثية أو الروبوت أو أنظمة الذكاء الاصطناعي‏,‏ أو الالتحام النووي أو اكتشاف الفضاء‏,‏ أو انتاج المواد الجديدة‏.‏


يشير البروفيسور برويز بيود الي مؤتمر عقد في دولة اسلامية وحضره رئيس الدولة ومئات العلماء ورجال الدين من مختلف الدول الاسلامية‏,‏ كان موضوعه المعجزات العلمية‏,‏ كان مثار تعجب من علماء الغرب لأنهم لا يؤمنون بوجود معجزات في العلم ويؤمنون بوجود قوانين علمية‏,‏ وانتهي المؤتمر الي أن جميع الحقائق العلمية والنظريات الحديثة عن الظواهر الفيزيائية موجودة في الكتاب والسنة‏.‏ نظام تعليم متخلف‏..‏ وانتظار للمعجزات بينما يؤمن غيرهم بقدرة الإنسان علي تحقيق ما يريد‏..‏ والنفاق العلمي ومسايرة الادعياء برفع الكتاب والسنة والادعاء بأن فيهما كل العلوم والنظريات وليس بعدهما مجال للبحث العلمي‏..‏ النتيجة اصابة العقول بالجمود والشلل‏..‏ ولهذا تخلف المسلمون


جميع الحقوق محفوظة للمؤلف