نظرية جديدة لأعداء الإسلام 4
يحذر أصحاب النظرية الجديدة لأعداء الإسلام من تزايد أعداد المسلمين فى أوروبا وأمريكا, ويقولون إن ذلك يهدد أوروبا بأن تصبح مسلمة بعد أقل من نصف قرن, لأن المسلمين يتزايدون بالهجرة وبزيادة النسل, ويتزايدون من ناحية أخرى بدخول أعداد من الأوروبيين والأمريكيين فى الإسلام.
ويقولون إن أى جهادى إسلامى يستطيع أن يعبر أوروبا كلها ويتنقل بين دولها ومدنها, على الرغم من القوانين والإجراءات والتشدد فى المطارات والحدود البرية والبحرية, وذلك بأن يغير اسمه وبعض ملامحه, أو يجد من يقوده عبر المناطق البعيدة على الحدود.
ونتيجة لهذه المبالغات فى إثارة المخاوف بدأت الحكومات الأوروبية فى إتخاذ إجراءات أكثر تشددًا تجاه المسلمين, وإنتقلت موجة الكراهية إلى الإعلام, فلا يمر يوم دون ظهور المقالات والكتب والمحاضرات والبرامج التليفزيونية التى تعمق مشاعر الخوف والكراهية من الإسلام والمسلمين, فلم يعد برنارد لويس أو سلمان رشدى أكبر أعداء الإسلام بعد ظهور عشرات أكثر كراهية للإسلام منهما.
وفى الفترة الأخيرة, قرر وزير الداخلية الإسبانية زيادة العملاء السريين فى أجهزة الأمن إلى ثلاثة أضعاف ما كانوا عليه, وضاعفت الشرطة الإسبانية أعداد أفرادها وأنشأت جهازًا جديدًا يضم عناصر من الشرطة والاستخبارات لمراقبة المناطق التى يسكنها المسلمون. يردد أصحاب هذه النظرية أن زيادة الخطر الإسلامى فى أوروبا حدثت بسبب التسامح الدينى والثقافى الذى كان سائدًا فى أوروبا وأمريكا, إلى الحد الذى سمح لخلية هامبورج بعقد اجتماعاتها التنظيمية, ووضع خططها لعملياتها الإرهابية. وهذا التسامح الدينى والثقافى الذى فتح الجامعات فى أوروبا لأفراد يمثلون الإسلام الراديكالى, خاصة فى ألمانيا, حيث التعليم مجانًا فى جميع مراحله, حتى الجامعات والدراسات العليا وحتى للأجانب, ويقولون: إن الأوروبيين فتحوا بلادهم لهجرة المسلمين وتعاملوا معهم بدرجة عالية من التسامح، ولكن المسلمين الراديكاليين يعيشون فى أوروبا ويستفيدون من ذلك ولا يتعاملون مع الأوروبيين بمثل هذا التسامح, وينظرون إلى دول الغرب على أنها دار الحرب, وإلى الغربيين على أنهم كفار ويجعلون هدفهم هداية الشعوب الغربية أو إكراهها على الدخول فى الإسلام.
إلى هذا الحد يصل التحريض على المسلمين!.. ويضيفون أيضا أن المسلمين يعيشون معا فى أحياء خاصة بهم ويرفضون الاندماج فى المجتمعات الغربية, وأن بعضهم يرفض تعلم اللغات الخاصة بالدول التى يعيشون فيها ويتفاهمون مع إخوانهم بلغاتهم الأصلية, بل إنهم ينشئون خاصة تعلم أطفالهم لغاتهم الأصلية مع تحفيظ القرآن ومبادئ الإسلام, ولا تلتزم بمناهج التعليم فى البلاد التى يعيشون فيها. ولكن الأحداث أيقظت الغافلين كما ظهر فى رد الفعل فى هولندا لاغتيال المخرج الشهير فان جوخ, ورد الفعل فى بريطانيا لإساءة الجهاديين استغلال حق اللجوء السياسى, ورد الفعل فى فرنسا لإصرار المسلمات على إرتداء الحجاب فى المدارس الحكومية, وبذلك تصادمت التعددية الثقافية فى أوروبا مع الليبرالية وتصادم الحق فى الخصوصية مع ضرورات الأمن القومى, وظهر أن التعددية الثقافية سوف تؤدى إلى التسامح مع الإرهاب وتفقد صلتها بالليبرالية, بعد أن سمحت الليبرالية والتسامح الدينى والثقافى بتحويل مقار العبادة إلى غرف عمليات للإرهابيين.
هل يمكن أن يصبح المسلمون فى أوروبا وأمريكا أوروبيين وأمريكيين كغيرهم من المهاجرين وأبنائهم؟
يجيب أصحاب نظرية العداء الجديدة بأن ذلك لن يحدث, لأن المسلمين يرفضون الاندماج, وأكثر من ذلك فإنهم يريدون تحويل الأوروبيين والأمريكيين إلى مسلمين, أى إن المهاجرين المسلمين غير مستعدين للتغير والتكيف مع المجتمع الأوروبى أو الأمريكى الذى يعيشون لكنهم يريدون أن يغيروا العالم, لأن العالم فى نظرهم يعيش فى ضلال وجاهلية, وعليهم رسالة هداية العالم بالدعوة أو بالجهاد!
يقولون: لقد فشلت سياسة الاستيعاب فى فرنسا وفشلت سياسة التعددية الثقافية فى بريطانيا وهولندا, فهل يمكن أن تكون هناك سياسة أخرى للتعامل مع الخطر الإسلامي؟!
هذه بعض أفكارهم!