نظرية جديدة لأعداء الإسلام 2


يتجاهل أعداء الإسلام أثر الإحساس بالظلم الذى يعانى منه المسلمون نتيجة اغتصاب أراضيهم وقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء وإستباحة حرماتهم, والإعتداء على مقدساتهم, ويعبرون رد فعل على العدوان الواقع عليهم للتعبير عن الغضب أو الرغبة فى الإنتقام, أو السعى إلى إسترداد الحقوق المغتصبة, أو مقاومة الاحتلال فى أوطانهم, يعتبرون كل ذلك إهاربًا يبرر شن الحروب وإستخدام الأسلحة المحرمة.


مع أن الصحف الأمريكية نشرت تصريحات لمسئولين كبار فى الإدراة الأمريكية استقالوا من مناصبهم أخيرًا رافضين سياسة الإفراط فى إستخدام القوة التى تستخدمها الإدارة الأمريكية فى العراق وأفغانستان, وأشارت الصحف أيضًا إلى مذكرات الاستخبارات التى نبهت إلى أن الجاهديين فى أوروبا لم يتوسعوا فى عملياتهم إلا بعد غزو العراق واحتلاله وبعد الاعتقالات التعسفية وعمليات التعذيب الوحشية فى سجن أبوغريب وغيره فى العراق ومعتقل جوانتانامو, واستمرار عمليات القتل والتدمير التى قامت وتقوم بها القوات الأمريكية فى العراق, وتقول هذه التقارير إن أسامة بن لادن أعلن الجهاد بعد غزو إفغانستان والعراق, أنه أصدر التوجيه الإستراتيجى بذلك لشبكات الجهاد الأروربية التى تعمل مستقلة عن قيادته المباشرة ولكنها تتجاوب مع توجيهاته وتجذب أعدادًا من المقاتلين المحترفين والمتطوعين وتشن هجماتها وتفكك نفسها إلى أن يتاح لها أن تتجمع من جديد بعد أن تهدأ حالة الاستنفار الأمنى عقب كل هجوم.


ولا ينكر أكثر أعداء الإسلام أن هذه المجموعات الجهادية كانت توجه هجماتها إلى الدول الأوروبية المتحلفة مع الولايات المتحدة فى غزو العراق سواء بتفجيرات مدريد أو بريطانيا, أو فى مخططات المجموعة التى كشفتها الشرطة فى لندن وكانت مكونة من 9 مواطنين من أصل باكستانى, أو المجموعة الأخرى التى كانت تضم 8 مهاجرين من جنوب أسيا من أبناء الجيل الثانى الحاملين للجنسية البرطانية, وقيل إنهم تم تدريبهم فى معسكرات القاعدة على تجميع قنبلة قذرة. ونشرت المخابرات فى هولنداتقريرًا عن توافد مئات من المتشددين إلى العراق منهم عشرات من أبناء المهاجرين من الجيل الثانى انضموا إلى شبكة أبومعصب الزرقاوى, ونشرت الصحف الأسبانية أنه تم العثور على وثائق اجتماع عقده الزرقاوى فى إسطنبول بتركيا فى فبراير 2002 أبلغ فيه أعوانه أن الاحتلال الأمريكى للعراق سوف يستمر لسنوات طويلة وأنه لذلك يفكر فى أنشاء خط سكة حديد تحت الارض لنقل المتطوعين للعمل معه, وفى تقرير لباحث ايطالى شارك فى تحقيقات مع جماعات جهادية قال أن وسائل تجنيد المتطوعين للقتال فى العراق تشبه الوسائل التى اتبعت فى جذب المتطوعين للقتال فى الشيشان وكشمير.


يقول الباحث الأمريكى روبرت ليكين بمؤسسة بروكينجز إن الأوروبيين لم تهزهم جهمات 11 سبتمبر على نيويوركووانشطن كما اهتز الأرميكيون, وهذا ما أثار استياء الإدارة والشعب الامركيين,ربما لأن هذه الهجمات كانت بعيدة عن أوروبا, أو لأن خبرة الأوروبيين بالارهاب لاتتجاوز تفجير سيارة أو عبوة ناسفة,ولذلك فإن الأوروبيين ينظرون إلى عمليات الارهاب على أنها جرائم تواجه بالمحاكمة القانونية لاو تستدعى إعلان الحرب كما فعلت امريكا, بالاضافة إلى أن الأوروبيين قريبون فى دول الشرق الأوسط ويورن أن الحوار والإجراءات الوقائية المشتركة يمكن أن توفر لهم الحماية, كما أن اسامة بن لادن عرض هدنة على الدول الأوروبية التى لم تشترك فى غزو العراق, وهذا ما جعل السلطات فى كثير من دول أوروبا لاتلجأ إلى تشريعات وإجراءات أمنية بالغة الشدة كما فعلت الولايات المتحدة, وتكتفى بإجراءات المرقبة التقليدية ويرفض مسايرة أمريكا فى حشد القوات العسكرية, وإقامة معسكرات اعتقال, وإغلاق الحدود, وفرض إجراءات غير مسبوقة فى المطارات, وترحيل العناصر التى تحوم حولها الشكوك, واعتقال المتهمين لسنوات طويلة دون محاكمة, وهكذا يبدو الخلافبين الرؤية الأمريكية والرؤية الأوروبية للخطر الإسلامى الذى إعلنت الإدارة الأمريكية أنه العدو الذى ستوجه إليه قواتها العسكرية لسنوات غير محدودة.


 




 

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف