قصة مدينة فى الصين
فى الصين عشرات المدن التى تمثل نماذج مبهرة للتنمية وجذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية, وتحقيق معدلات خيالية فى التصدير ومدينة " تشنجن" ليست سوى "عينة" من هذه النماذج قد تفيد دراستها من يريد أن يستفيد.
حتى سنة 1980 كانت "تشنجن" قرية ساحلية صغيرة يسكنها 30 ألفًا يعيشون على صيد السمك ورعى الأنغام والزراعة البدائية ويسكنون فى أكواخ من الطين والقش ولا يزال جزء من أحيائها القديمة موجود للذكرى والمقارنة. واليوم صارت "تشنجن" واحدة من أكبر المدن الصناعية وفيها ميناء دولى يحتل المرتبة الثانية على مستوى الصين فى تجهيزاته وعدد الحاويات والسفن. التى يتعامل معها وفيها عشرات المصانع للشركات العالمية الكبرى المتخصصة فى إنتاج الكمبيوتر والبرمجيات وأجهزت الاتصالات الأرضية والفضائية والأقمار الصناعية والتليفون المحمول ومحطاته وشبكات الإنترنت وأجهزة التليفزيون والفيديو وكاميرات التصوير وأقراص D.V.D وC.D وماركات الساعات العالمية والأجهزة الطبية الحديثة والملابس.. الخ.. وباختصار أصبحت فى هذه المدينة مصانع لمعظم الشركات الأمريكية والأوروبية واليابانية الشهيرة ويبلغ حجم تصديرها من المنتجات التكنولوجية فقط 9 مليارات دولار, وقد حصلت الصين على حقوق الملكية الفكرية لهذه المنتجات.
ومع أن تخطيط المدينة قائم على أساس أنها مدينة للصناعات التكنولوجية المتقدمة وللاستثمارات الوطنية والأجنبية وللتصدير إلا أن التخطيط لا يشعرك بالتكدس أو الزحام, فالشوارع واسعة جدًا تتسع للزيادة المتواقعة حتى منتصف القرن الحادى والعشرين والمساحات الخضراء تحتل 45% من الساحة الكلية للمدينة وهى مقسمة إلى أحياء كل حى منها مخصص لنوع معين من النشاط.. منطقة تجارية فيها مراكز تجارية على مستوى مثيلاتها فى أمريكا وأوروبا ومنطقة للمؤسسات المالية والبورصة والبنوك العالمية ومكاتب الشركات, ثم منطقة صناعية فيها مئات المصانع الحديثة, ومنطقة ثقافية فيها مكتبة عامة ضخمة تضم آلاف الكتب بجميع اللغات تقريبًا, وفيها مكاتب دور النشر ومكتبات لبيع الكتب والصحف الصادرة فى أنحاء مختلفة من العالم, وتصدر فى المدينة صحفية زرتها فوجدت المبنى مكونًا من 60 دورًا. وفى المدينة منطقة ترفيهية ورياضية فيها 9 أندية للجولف وأستاد رياضى ضخم تقام فيها مباريات دولية قوية للثقافة والفلكلور الصينى تجد فيها ركنا لكل قومية فى الصين تقدم فيها عروض للتمثيل والغناء والموسيقى المميزة لها, وتعرض الأساطير والقصص الشعبية الخاصة بها. وفيها أيضً حديقة حيوانات وحمامات سباحة وبعد الظهر وفى الإنجازات تزدحم القرية بالآلاف من الأسر الصينية والأجنبية التى تعيش فى "تشنجن".
بذلك تتوافر أسباب الاكتفاء الذاتى للمقيمين فى "تشنجن" وللسياح الذين يزيد عددهم عامًا بعد عام, ففيها كل ما يحتاجه كل منهم حتى أندية الرشاقة والساونا ومراكز التجميل و139 فندقًا من مستويات أربعة نجوم حتى سبعة نجوم تمتلىء بالسياح القادمين إلى هونج كونج حيث توجد عبارات كل ساعة من "تشنجن" إلى هونج كونج والعكس, وفى "تشنجن" خمسة مسارح تستضيف فرقًا مسرحية وغنائية من مختلف دول العالم وفيها 77 مستشفى وعيادة طبية وكنائس ومعابد ومدارس وجامعات تدرس بالإنجلزية والفرنسية والألمانية.. باختصار فإن هذه المدينة تبدو كمدينة الأحلام وكل ذلك لكى تجذب المستثمرين الأجانب ولا يشعرون فيها بالغربة.. ولذلك يتدفق عليها المستثمرون وماذا يريد المستثمرون إلا أن يجدوا الفرص لتحقيق ربح مضمون وسهولة إجراءات التصدير والإستراد, وتحويل الأموال وظروف للمعيشة تناسبهم وتناسب عائلاتهم وبعض التسهيلات بدون رشاوى أو عملات أو بأقل قدر منها.
قال لى عمدة المدينة: نحن نختار لإدارة شركات القطاع العام اكفأ العناصر بغض النظر عن جنسيته ووجود مدير أجنبى أفادنا فى تكوين جيل جديد من المديرين الصينيين الأكفاء.
أتمنى أن يزور وزير الاستثمار هذه المدينة ليرى الاستثمار والتنمية بإقامة مصانع وصناعات جديدة وليس بيع المصانع القائمة!