المواطن الآن سيد قراره

المواطن في يوم‏7‏ سبتمبر هو الذي سيحدد مصير البلد ـ فالبلد ملك لسبعين مليون مواطن‏,‏ وفي هذا اليوم يذهب الملاك الي صناديق الانتخاب لاختيار رئيس الجمهورية ليتولي قيادة البلد باسمهم وعليهم أن يتحملوا مسئولية هذا الاختيار‏,‏ فكل من يملك القرار عليه أن يتحمل نتائجه‏.‏


ونحن في انتخابات مجلس الشعب‏,‏ والنقابات والأندية نطالب كل من له صوت في هذه الانتخابات بأن يتروي‏,‏ ويفكر كثيرا قبل أن يدلي بصوته‏.‏ أما في انتخاب رئيس الجمهورية فإن الاختيار مسئولية خطيرة أخطر ألف مرة من غيرها‏.‏ فمسئولية المواطن أن يعطي صوته للقيادة التي يثق في قدرتها علي تنفيذ وعودها‏,‏ والمواطن يطالب الرئيس في المرحلة القادمة بمطالب كثيرة لا يقدر علي تحقيقها إلا الرئيس القوي الذي يتمتع بالخبرة والمقدرة علي التصدي للمشاكل في الداخل‏,‏ والتعامل مع القوي والأطماع الخارجية بحكمة وحزم‏,‏ بحيث تكون علاقاتنا جيدة مع كل دول العالم دون أن يتنازل أو يفرط في حق من حقوقنا‏,‏ أو في كرامتنا الوطنية أو في مكانة مصر ودورها‏..‏ وهذه معادلة صعبة وإن كان البعض لا يدرك ذلك‏!‏

وكل مواطن لديه قائمة بالمطالب التي يريدها من رئيس الجمهورية‏..‏ فرصة عمل‏..‏ مسكن‏..‏ مواصلات‏..‏ علاج‏..‏ معاش يستره في شيخوخته‏..‏ تعليم جيد لابنائه‏..‏ احترام لحقوق الانسان وكرامته وحريته‏..‏ المطالب كثيرة‏,‏ وكلها مطالب مشروعة‏,‏ ولن تتحقق إلا باستكمال ما تم بناؤه في السنوات السابقة‏..‏ وماتم بناؤه كثير ويملأ مجلدات‏,‏ ولا ينكر هذه الحقيقة إلا جاهل أو جاحد‏,‏ أو في نفسه مرض‏.‏

والمرحلة القادمة ليست مرحلة الكلام‏..‏ وتتطلب ماهو أكثر من الكلام والوعود‏..‏ تحتاج إلي فكر‏,‏ وتخطيط‏,‏ وحشد لكل قوي وقدرات المجتمع وعمل كبير وكثير في كل المجالات‏..‏ في المجال الاقتصادي هناك ألف مشروع وألف تشريع لنحقق الانطلاقة للاستثمار والتنمية ونحقق ماهو أهم من ذلك بالنسبة للمواطن‏:‏ العدالة الاجتماعية والقضاء علي الفساد‏.‏ وفي المجال السياسي هناك ألف قضية‏..‏ دستور جديد‏..‏ ضمانات جديدة لاستقلال القضاء‏..‏ وضمانات اكيدة لحرية الصحافة وحرية تكوين الأحزاب‏..‏ والغاء القوانين والاجراءات الاستثنائية‏..‏ الخ‏.‏


وكل مواطن لكي يطمئن الي أن الوعود ستتحول إلي حقائق‏,‏ ولن تتبخر مع الأيام عليه أن يقول كلمته يوم‏7‏ سبتمبر أمام الله‏,‏ وأمام ضميره‏,‏ وأمام العالم بعد أن يسأل نفسه‏:‏ من المرشح الذي يدرك أبعاد السياسة الدولية بما فيها من مناورات ومؤامرات‏,‏ والقوي الفاعلة فيها‏,‏ ومن لديه المقدرة علي التعامل معها بما يحقق مصالحنا‏,‏ ومن المرشح الذي يتحدث عن مشاكل لا يعرف حجمها وأسبابها ولا يعرف سوي عناوين الموضوعات ويوهمنا بأنه قادر علي حلها بالشعارات‏,‏ ومن المرشح الذي يقدم برنامجه بناء علي دراسات علمية وواقعية‏,‏ ومن المرشح الذي يخاطب عقولنا ويصارحنا بالحقائق ويعرف كيف يتخذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح‏,‏ ولا يتردد أو يهتز في أوقات الشدائد والازمات‏,‏ ومن الذي يعتمد علي الاثارة والابتزاز السياسي والمتاجرة بالمشاكل دون أن تكون لدية الحلول المناسبة لها‏.‏ ومن المرشح الذي نعرف تاريخه واختبرناه ومن المرشح الذي جاء بلا تاريخ ولم يختبر؟


والشيء الذي يدعو للاطمئنان علي مستقبل البلد أن المواطن المصري بعد تجارب السنين أصبح يتمتع بقدر كبير من الوعي والنضج ولم يعد بالسذاجة التي تجعله ينخدع بالبطولات الزائفة‏..‏ المواطن المصري الآن أكد قدرته علي التمييز بين اللؤلوة الأصلية واللؤلوة المزيفة ولا ينخدع بالبريق‏..‏ ولديه رصيد من الخبرة تجعله قادرا علي الاختيار الصحيح‏,‏ وممارسة واجبه الانتخابي وحقه في الاختيار دون أن تكون للغوغائية تأثير علي قراره‏,‏ وسوف يشهد العالم انتخابات نموذجية تليق بمصر والمصريين‏..‏ وقرار المواطن يوم‏7‏ سبتمبر سيكون أخطر قرار في تاريخ البلد‏..‏ لن يقتصر تأثيره علي ست سنوات فقط‏,‏ بل سيمتد تأثره ربما الي قرون‏,‏ والله المنجي‏!

 



جميع الحقوق محفوظة للمؤلف