إدمان الكراهية لأمريكا
أصبح هذا السؤال يتردد يوميا علي ألسنة كبار المسئولين, وفي كتابات كبار المحللين في الولايات المتحدة: لماذا يكره العالم أمريكا؟ ولماذا يكره المسلمون والعرب أمريكا أكثر؟
وتعددت اجابات الأمريكيين.. الرئيس بوش قال: لأنهم يكرهون تقدمنا وحريتنا. ونائبه ديك تشيني قال: لأنهم يكرهون ثروتنا والرخاء الذي نتمتع به.. ووزير الدفاع رامسفيلد قال: لأنهم يكرهون قوتنا, وكذلك فإن الدول المعتدية التي أصابتها الشيخوخة مثل دول أوروبا العجوز تكره الفتوة والحيوية والشباب في أمريكا. وبعض المحللين قالوا: إن استخدام أمريكا القوة العسكرية ولهجة الرئيس بوش المليئة بالغطرسة هي سبب الكراهية والخوف معا. وبعضهم الآخر قال إن أمريكا ـ في ظل الإدارة الحالية ـ لا تكف عن تهديد الدول, واضافة دولة جديدة إلي القائمة التي تضعها وفقا لما تراه وتعتبرها دولا راعية للإرهاب وتفرض عليها الحصار. والأوروبيون مجمعون علي أن أمريكا أصبحت دولة تمارس الأعمال التي تفرض العقوبات بسببها علي الدول الأخري, مثل عدم احترام الشرعية والقانون الدولي, وانتهاك حقوق الإنسان, والانسحاب من الاتفاقات والمعاهدات, والاستهانة بالحلفاء والأصدقاء, والسعي إلي الانفراد بالقرار وبالعمل في الشئون الدولية, ومحاولة انشاء امبراطورية يمتد نفوذها إلي أنحاء العالم, والتوسع في انشاء القواعد العسكرية في قارات العالم الخمس و
في البحار والمحيطات, والسيطرة علي الفضاء بأقمار التجسس, وبالإضافة إلي ذلك فهي المسئولة عن الأزمة الرأسمالية العالمية والانحراف بالعولمة.
أصبح هذا السؤال يتردد يوميا علي ألسنة كبار المسئولين, وفي كتابات كبار المحللين في الولايات المتحدة: لماذا يكره العالم أمريكا؟ ولماذا يكره المسلمون والعرب أمريكا أكثر؟
وتعددت اجابات الأمريكيين.. الرئيس بوش قال: لأنهم يكرهون تقدمنا وحريتنا. ونائبه ديك تشيني قال: لأنهم يكرهون ثروتنا والرخاء الذي نتمتع به.. ووزير الدفاع رامسفيلد قال: لأنهم يكرهون قوتنا, وكذلك فإن الدول المعتدية التي أصابتها الشيخوخة مثل دول أوروبا العجوز تكره الفتوة والحيوية والشباب في أمريكا. وبعض المحللين قالوا: إن استخدام أمريكا القوة العسكرية ولهجة الرئيس بوش المليئة بالغطرسة هي سبب الكراهية والخوف معا. وبعضهم الآخر قال إن أمريكا ـ في ظل الإدارة الحالية ـ لا تكف عن تهديد الدول, واضافة دولة جديدة إلي القائمة التي تضعها وفقا لما تراه وتعتبرها دولا راعية للإرهاب وتفرض عليها الحصار. والأوروبيون مجمعون علي أن أمريكا أصبحت دولة تمارس الأعمال التي تفرض العقوبات بسببها علي الدول الأخري, مثل عدم احترام الشرعية والقانون الدولي, وانتهاك حقوق الإنسان, والانسحاب من الاتفاقات والمعاهدات, والاستهانة بالحلفاء والأصدقاء, والسعي إلي الانفراد بالقرار وبالعمل في الشئون الدولية, ومحاولة انشاء امبراطورية يمتد نفوذها إلي أنحاء العالم, والتوسع في انشاء القواعد العسكرية في قارات العالم الخمس و
في البحار والمحيطات, والسيطرة علي الفضاء بأقمار التجسس, وبالإضافة إلي ذلك فهي المسئولة عن الأزمة الرأسمالية العالمية والانحراف بالعولمة.
أما في مصر فقد عبر الرئيس مبارك عن رأي المصريين والعرب حين قال أخيرا إن موقف الولايات المتحدة من القضية الفلسطينية هو السبب الرئيسي لكراهية العرب والمسلمين لأمريكا, وإذا تحركت بجدية وساعدت علي اقامة السلام العادل بحق فسوف تنتهي نصف مشاعر الكراهية, وبالطبع فإن ما تفعله أمريكا في العراق وتهديداتها لسوريا والسودان.. من الأسباب المهمة للكراهية.
وفي رأي مايكل براون المدير التنفيذي لمنظمة شركاء السلام أن الرئيس بوش لا يتلقي الرسالة التي يبعث بها العالم إليه لدعوته ليكون صانع السلام في الشرق الأوسط, والرسالة تقول إن القضية هي الاحتلال.. الاحتلال.. الاحتلال. لكن الرئيس بوش ـ مع ذلك ـ يردد أن القضية هي الديمقراطية للفلسطينيين. وقد رفض الاستماع صراحة إلي رسالة العالم, وقال في زيارته لكندا الشهر الماضي إن تحقيق السلام في الأراضي المقدسة ليس مسألة ضغط علي هذا الجانب أو ذاك بشأن الحدود أو المستوطنات, فقد حاولنا هذا التوجه ولم يحقق نجاحا, وعلينا عند التفاوض علي تفاصيل السلام أن نركز علي قلب المسألة وهو الحاجة إلي الديمقراطية للفلسطينيين. ويقول مايكل براون: إن خريطة الطريق تنص علي تجميد المستوطنات ولم يضغط الرئيس بوش علي تنفيذ هذا الشق, وإذا لم يقدم بوش للفلسطينيين بعض الأمل في العدل الأمريكي فإنه يدفعهم إلي اليأس من جدوي المفاوضات, والعرب يشاهدون أن الاذعان الأمريكي العلني لخطط شارون قد بلغ درجة لم تحدث أبدا من قبل, وليس مقبولا أن يبدو الرئيس الأمريكي غير مدرك للقيم الأمريكية التي تتمثل في العدالة وحقوق الإنسان والحرية للشعوب والأفراد, ويظهر عدم الإكتراث بمعاناة الشعب الفلسطيني.. وعلي الرئيس بوش أن يدرك أن الفلسطينيين لو أقاموا أفضل ديمقراطية في العالم فلن يكونوا أحرارا, والديمقراطية لن تنهي الاحتلال والاستيلاء علي أرضهم.. فالقضية هي كيفية الخروج من الخضوع للاحتلال. وإذا كانت حجة شارون وبوش في وجود عرفات أنه ليس شريكا للسلام فما هي الحجة اليوم والقيادة الفلسطينية الجديدة تمد يدها وتعلن استعدادها للمشاركة في تحقيق السلام وليس لها شروط سوي أن يكون السلام عادلا.
يقول مايكل براون إن تحقيق السلام في الشرق الأوسط يتطلب قيادة قوية من رئيس أمريكي مستعد لاتخاذ موقف عادل ومتوازن, فيطالب بإنهاء العنف الفلسطيني, وفي نفس الوقت يطالب إسرائيل بإنهاء الاحتلال, والانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان, وأن تكون لديه الشجاعة للتصدي لمشكلة مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين طردوا من أرضهم وبيوتهم خلال56 عاما. وينتهي مايكل براون إلي أن الرئيس بوش حتي اليوم يفتقد الشجاعة لمصارحة حلفائنا الإسرائيليين بالحقائق الصعبة ويكتفي بالضغط علي الشعب الفلسطيني فقط, دون أن يطالب إسرائيل بتنفيذ التزاماتها, وليست هذه قيادة أخلاقية(!)
ومنذ أيام قال وزير الخارجية الأمريكية: إن العالم الإسلامي بعد أن رأي الكرم الأمريكي والقيم الأمريكية علي أرض الواقع بالمساعدات لضحايا تسونامي قد يصبح أقل عداء لأمريكا. وعلق علي ذلك كاتب أمريكي بقوله: إن إدارة بوش مشغولة بمواصلة الإدارة السيئة للحرب التي شنتها في العراق وكان أداؤها محزنا, ومن الأفضل أن تتحرك الإدارة الأمريكية في الاتجاه الصحيح قبل أن يتحول المسلمون والعرب إلي ادمان الكراهية لأمريكا ويصعب العلاج!