تشويه الإسلام
لحملة علي الإسلام والمسلمين مستمرة في الولايات المتحدة وأوروبا, وفي كل يوم, يزداد الهجوم علي الإسلام واعتباره المحرض علي الإرهاب. بينما المدافعون عن الإسلام غائبون عن الساحة الدولية تقريبا, وإذا تحركوا فإنهم لا يتحركون وفق سياسة واضحة ولا يعملون باستراتيجية النفس الطويل.
كاتب مثل ستانلي ويس رئيس منظمة متخصصة في شئون الأمن القومي مقرها واشنطن كتب مقالا في هيرالد تريبيون يعتبر بن لادن هو المعبر عن روح الإسلام الذي يحمل الكراهية للغرب منذ العصور الوسطي, وفريد زكريا الكاتب الأمريكي في مجلة نيوزويك كتب يقول: إن المسلمين المعتدلين قلة وجبناء ولا يعملون ما فيه الكفاية لإنقاذ العالم من قبضة الاستبداد الديني الإسلامي.
وفي نيويورك تايمز كتب المعلق المشهور نيكولاس كريستوف مقالا يطالب فيه باعادة كتابة وتفسير القرآن, ويقول إن محمد عطا قائد المجموعة الإرهابية المسئولة عن تفجير11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن كتب إلي زملائه يقول لهم: إن الحور ينادونكم في الجنة. ويعلق كريستوف علي ذلك بأن المعتقد الراسخ في الإسلام أن الشهداء سوف يدخلون الجنة, ويتزوج كل منهم72 من العذاري من الحور العين, وبعض المفسرين يتحدثون عن الملذات الجنسية التي يستمتع بها الشهداء في الجنة, ويقول كريستوف إن السيوطي تحدث عن ذلك وقال: إن الجنس في الجنة مختلف عنه في الدنيا, فهو مستمر وإذا جربه إنسان في الحياة الدنيا فسوف يصاب بالاغماء. ويقول كريستوف إن القرآن مكتوب بلغة بليغة, ولكنه غامض, وكثير من كلماته من اللغة السريانية والآرامية, ومثال ذلك الحور في الجنة جزاء للشهداء, فسرها الأوائل عن أنها تعني العذاري بينما في اللغة الآرامية تعني الشيء الأبيض وكانت تستخدم اسما للعنب الأبيض.
ويشير إلي بحث أمريكي علي الانترنت يؤكد أن الحور تعني عنقودا من العنب الأبيض. والقرآن يشير كثيرا إلي ان الجنة زاخرة بالفاكهة. ويفسر هذا البحث وصف القرآن للرسول صلي الله عليه وسلم بأنه أمي بمعني أنه لم يكن معتنقا لدين من أديان اهل الكتاب قبل أن ينزل عليه الوحي, وليس بمعني امية القراءة والكتابة. ويضيف ان الإسلام فيه تقليد يسمي الاجتهاد, ولكن الاجتهاد لم يصل إلي إعادة تفسير القرآن, ومازال المسلمون يرددون التفسيرات التقليدية التي كتبها أصحابها بعد قرنين من وفاة الرسول, ومضت عليها قرون والمسلمون لا يفكرون في إعادة النظر فيها, والإسلام مجموعة معتقدات جامدة مقدسة محظور علي المسلمين التفكير فيها بحرية, بينما الحضارات قامت عندما تمكن الناس من مناقشة جميع الأمور بحرية دون محظورات.
ويتحدث عن جمود العقلية الإسلامية باحث في الإسلام بجامعة نوتردام بولاية انديانا الأمريكية, اسمه جبريل رينولدز, فيقول إن المعتقدات الجامدة التي يحظر الاقتراب منها كثيرة في الإسلام, وكل من يحاول دراسة القرآن والشريعة الاسلامية بفكر متحرر يواجه بتهمة الخروج من الملة, وهذا مايصيب المفكرين المسلمين بالرعب, وحتي أصبحت الساحة خالية للمتعصبين والمتشددين وانفردوا بتفسير الإسلام, ويقول باحث أمريكي آخر اسمه لوكسنبرج إن كسر القيود في الدين الإسلامي شرط لازم لتقدم المسلمين علميا وفكريا.
قبل ذلك كتب سلمان رشدي مؤلف رواية آيات شيطانية التي امتلأت بابشع الشتائم للإسلام وللرسول وزوجاته, كتب مقالات في نيويورك تايمز بعنوان إنه الاسلام يقول فيها لاتصدقوا أن الإرهاب من صنع مجموعات من المسلمين لهم تفسير يخالف حقيقة الإسلام, فإن حقيقة الإسلام مرتبطة بالإرهاب. والعدو للغرب هو الإسلام وليس الأصوليين أو الإرهابيين كما يقال.
مثل هذه التفسيرات الغريبة والأكاذيب والتخاريف التي تمتليء بها الصحف والكتب والجامعات في الولايات المتحدة ودول أوروبا لا تجد حركة مساوية لها في الاستمرار والانتشار من الدول والمؤسسات الإسلامية. ولا يكفي إرسال عدد من الدعاة, أو نشر كتاب أو كتابين مقال أو عشرات المقالات لتوضيح حقيقة الإسلام.. لأنها معركة مستمرة لابد ان نخوضها دون توقف إلي أن يفهم الغرب الإسلام علي حقيقته.. والإبطاء في ذلك عاقبته وخيمة.