الهدف: 2 نوفمبر

أعلن توم ريدج وزير الأمن الداخلي الامريكي عن معلومات استخبارية تنذر بوقوع هجمات ارهابية في الولايات المتحدة قبيل موعد انتخابات الرئاسة يوم‏2‏ نوفمبر‏.‏

وليس هذا هو التحذير الوحيد من وزير الامن الداخلي‏,‏ ولكنه أصبح يتكرر كلما هبطت اسهم الرئيس جورج بوش في الحملة الانتخابية أو بدأت حملات النقد تشتد لسياساته وتتكشف أخطاء إدارته في السياسة الداخلية وآثارها السلبية علي الاقتصاد الامريكي والأخطاء والاكاذيب التي لازمت حربه علي العراق والقصور في مواجهة هجمات‏11‏ سبتمبر‏.‏ والبعض يري انه ليس من المستبعد أن يحدث عمل ارهابي قبيل الانتخابات لترتفع اسهم الرئيس بوش باعتباره رئيس الحرب علي الإرهاب‏.‏


ومع ذلك فان حملة النقد علي تخبط سياسات الادارة الامريكية في العراق تشتد يوما بعد يوم مع تكشف الحقائق التي فرضت عليها الادارة الامريكية التعتيم واخفتها حتي عن الكونجرس‏,‏ وتشمل حملة النقد في الصحافة الامريكية عملية نقل السلطة شكليا الي الحكومة العراقية التي تم اختيارها من سلطات الاحتلال‏,‏ بينما الامور كلها باقية في قبضة الامريكيين وتحت سيطرتهم مما يدل علي أن وضع الحكومة مجرد عملية تجميل لتمرير استمرار الاحتلال وكسب الوقت الي حين موعد انتخابات الرئاسة‏.‏

والحقيقة كما يقول المعلق السياسي هـ‏.‏د‏.‏اس جرينواي فإن هذه الحكومة ليست لها سلطة علي المواني‏,‏ او المطارات أو المجال الجوي للبلاد‏,‏ وقوات الأمن التابعة لها محددة العدد وامكاناتها محدودة وتدريباتها غير كافية بدليل أن اعضاء الحكومة وكبار المسئولين لا يعتمدون عليها في حمايتهم ويعتمدون علي حراسة رجال أمن اجانب والبلاد في حالة من الفوضي الأمنية تزيدها عمليات الانتقام العسكرية الامريكية وآخرها في سامراء وقبلها في الفلوجة وبعقوبة‏..‏ وغيرها‏..‏ والشعب العراقي محروم من المرافق الأساسية بعد أن دمرتها القوات الامريكية‏.‏ فالكهرباء لاتصل إلي كل أحياء العاصمة‏,‏ ويعيش العراقيون علي لمبات الكيروسين التي كانوا يستعملونها أوائل القرن الماضي‏,‏ وحالة انعدام الأمن جعلت الحاكم الامريكي السابق بول بريمر يتعجل اجراءات تسليم السلطة دون اعلان ويغادر البلاد خفية‏.‏


وبرغم تكشف كذب ادعاء الادارة الامريكية عن السبب الرئيسي للحرب وهو امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل وعلاقة صدام حسين بتنظيم القاعدة وهجمات سبتمبر فإن الرئيس بوش مازال حتي اليوم يكرر ان العراق كان يمتلك هذه الاسلحة‏,‏ وانه كان علي صلة بتنظيم القاعدة وباسامة بن لادن‏,‏ وبينما العالم يشاهد صور العراق المدمر‏,‏ والشعب الذي يعاني نقص الغذاء والادوية وانتشار البطالة فإن الرئيس الامريكي يكرر القول بأن العراق اصبح عراقا جديدا حرا وديمقراطيا وصديقا لاسرائيل ونموذجا للدولة الحديثة الذي يجب أن تحتذي به دول المنطقة‏(!)‏ مع أن آخر استطلاع امريكي للرأي اجري في العراق قال‏2%‏ فقط إن الولايات المتحدة قوة تحرير للعراق‏!‏

المحلل السياسي جرينواي يتحدث ايضا عن التخبط والارتجال في سياسات وقرارات الادارة الامريكية في العراق دليلا علي انها لم تكن لديها استراتيجية متكاملة‏,‏ وكان الهدف الوحيد هو الحرب وتدمير قوة العراق وازالة صدام حسين والسيطرة علي البترول والوجود العسكري‏,‏ وفيما عدا ذلك لم يكن في الحسبان‏,‏ وبعد أن قامت بتسريح الجيش وتشريد‏200‏ الف عسكري بدون معاشات عادت لمحاولة بناء الجيش من بعض افراده السابقين‏,‏ وبعد أن قررت مطاردة البعثيين وعزلهم من وظائفهم وسجنهم عادت الي الاستعانة بهم‏,‏ وبعد ان ضربت الفلوجة والنجف وكربلاء بالصواريخ والدبابات واصابت العتبات المقدسة قامت بفك الحصار والانسحاب دون شروط‏.‏


وبعد أن سلمت الفلوجة الي جنرال عراقي سابق عزلته وعينت جنرالا عراقيا آخر ثم تركته وانصرفت‏!‏ وبعد أن اعلنت اصرارها علي اعتقال مقتدي الصدر ومحاكمته تراجعت‏,‏ والغريب ان ادارة الرئيس بوش تتهم المرشح الديمقراطي جون كيري بأنه المسئول عن هذا التخبط‏.‏

والجميع في العراق وفي العالم‏,‏ وكثيرون في الولايات المتحدة ذاتها يدركون ان الوجود العسكري الامريكي في العراق هو المشكلة وليس الحل‏..‏ لكن الادارة الامريكية تدلل اسرائيل وتدمر العراق وتوظف كل شيء في الداخل والخارج من أجل انتخابات رئاسة يوم‏2‏ نوفمبر المقبل‏.‏


 

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف