أزمة المصداقية فى أمريكا
اجرت مجلة تايم الامريكية استطلاعا للرأي العام الأمريكي بالاشتراك مع شبكة سي.إن.إن حول مصداقية الرئيس جورج دبليو بوش. وقالت المجلة وهي تعرض نتائج هذا البحث إن ادارة الرئيس بوش تواجه بالشك والارتياب فيما تعلنه في عدة مجالات.
وقالت المجلة إن الثقة بالنسبة لأي رئيس هي القوة التي لايمكنه ان يحقق شيئا بدونها, وإذا فقدها لايستطيع استردادها, والشعور السائد لدي قطاع كبير من الأمريكيين ان الرئيس بوش إما انه كان يكذب فيما يتعلق بأسباب الحرب علي العراق أو انه لم يكن يعرف الحقيقة, وكلا الاحتمالين لايدعو للاطمئنان, خاصة ان الرئيس بوش ظهر مؤخرا مع مذيع التليفزيون الشهير تيم روبرت في برنامج واجه الصحافة وقال إن صدام حسين كان قد استخدم اسلحة الدمار الشامل, وكان قد صنع هذه الاسلحة, وانه قام بتمويل المفجرين الانتحاريين, وكانت له صلة بالإرهابيين, وكل تلك كانت تعني تهديدا لأمريكا!
في استطلاع تايم و سي.إن.إن قال44% فقط من الامريكيين ان الرئيس بوش قائد يمكن الوثوق فيه, وقال55% انهم لديهم بعض الشكوك والتحفظات, وقال السيناتور توم داشل زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ: سواء كان الأمر يتعلق بأسلحة الدمار الشامل, أو بالميزانية أو بأمور كثيرة أخري تصدر عن هذه الادارة, فان مصداقيتها قد تآكلت بشكل مثير. وقال السيناتور ايفان باي عضو لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ: ان مصداقيتنا هي مصدر القوة الأكبر للأمن القومي, وعلينا الآن استرداد هذه المصداقية, ان الشعب الامريكي يمكنه ان يتفهم كيف امكن ارتكاب الاخطاء, ولكن لن يفهم لماذا رفض الاعتراف بالخطأ.
ولم يستطع وزير الخارجية كولين باول ان يكابر كما يفعل الآخرون واعترف في حديث لصحيفة واشنطن بوست بانه لم يكن يعرف ان العراق ليست لديه أسلحة دمار شامل, ولوكان يعرف لكان سينصح بعدم الذهاب للحرب. وقالت تايم ان بعض الموالين للرئيس بوش يعتقدون انه سوف يخسر الانتخابات القادمة بسبب هذه الحرب. ووزير الدفاع رامسفيلد هو المتهم الأول الآن لأنه لم يقدم سوي مجموعة من النظريات بلا أساس وآخرها:.. ربما تم اخفاء الاسلحة.. وربما نقلها صدام الي دولة اخري.. وربما دمرها في آخر لحظة.. وربما خدعه علماؤه وأوهموه بأنه يمتلك ترسانة من هذه الاسلحة.. قال رامسفيلد ذلك امام مجلس الشيوخ وأراد إقناع الجميع بأن الحرب يمكن ان تستند الي افتراضات وبدون أدلة. والنتيجة ان أعضاء مجلس الشيوخ يرون ان الرئيس بوش والمسئولين في ادارته قدموا معلومات استخباراتية زائفة, وكان ذلك هو الدافع لعقد جلسات مغلقة لمناقشة اسباب ونتائج حرب العراق, ومثل هذه الجلسات لاتعقد إلا عندما يكون الأمن القومي في خطر, ويضاف الي ذلك الشكوي من ان الميزانية تبدو وكأنها تخرج عن حدود السيطرة, وفيما يقول الرئيس بوش ان العجز في الميزانية عجز جزئي نتيجة التحديات الخارجية التي تواجه الولايات المتحدة, فإن مكتب الميزانية التابع للكونجرس أعلن ان ذلك غير صحيح, وان36% من العجز ناتج عن قرار الرئيس بوش بخفض الضرائب علي الاغنياء, و31% من العجز بسبب تزايد الانفاق الحربي, والباقي ناتج عن الركود الذي أصاب الاقتصاد الأمريكي, والذي جعل العجز يقفز من375 مليار دولار هذا العام الي521 مليار دولار في العام القادم, بالاضافة الي تكلفة الحرب في العراق وافغانستان التي ستزيد علي50 مليار دولار.
وكانت نتيجة استطلاع تايم وسي.إن.إن كما يلي:55% لديهم شكوك في ان الرئيس بوش قائد يمكن الوثوق فيه. و42% لايوافقون علي الطريقة التي يدير بها بوش عمله. و42% يعتقدون انه ليس أمينا أو جديرا بالثقة, و44% لايصدقون ما يقوله عن حالة الاقتصاد, و43% لايصدقون ما يعلنه عن أسباب عجز الميزانية الفيدرالية, و44% يرون انه لايقوم بعمل جيد في العراق. و43% يرون ان عمله ضعيف في التعامل في السياسة الخارجية, و45% يرون انه ليس أمينا مع الأمريكيين, و52% يرون انه ضعيف في التعامل مع الاقتصاد, و58% يرون انه يقوم بعمل ضعيف لعلاج العجز في الميزانية.
هل يستطيع الرئيس بوش ان يغير الرأي العام الأمريكي في الشهور القليلة الباقية علي انتخابات الرئاسة؟ وكيف؟