من المستفيد؟

ؤال يتردد كثيرا في الصحافة الأمريكية هذه الأيام‏:‏ من المستفيد من الحروب والحشود العسكرية الأمريكية التي لم يسبق لها مثيل حتي في الحرب العالمية الثانية أو في سنوات الحرب الباردة بين القوتين العظميين؟

والاجابة في كل مرة‏:‏ الشركات الأمريكية العملاقة هي المستفيد‏.‏


في صحيفة هيرالد تريبيون الشهيرة كتب بوب هربرت مقالا في أول فبراير الحالي بعنوان خمنوا كم دفعت هاليبيرتون للضرائب؟‏,‏ قال فيه‏:‏ إن العراق الذي مزقه الحرب كان منجم الذهب لشركة هاليبيرتون الأمريكية‏,‏ وهي شركة ليس لها نظير في الحصول علي الثروة من الحكومة‏.‏

ويضيف‏:‏ لقد أطلعت علي بعض ملفات هاليبيرتون في لجنة السندات المالية في السنوات الأخيرة‏,‏ فرأيت كيف ذهبت بعيدا جدا‏,‏ في التهرب من الضرائب‏,‏ وكيف تساهلت الحكومة معها في ذلك‏,‏ والتقارير الرسمية المحفوظة في لجنة السندات تظهر أن هذه الشركة منذ تولي ديك تشيني منصب الرئيس التنفيذي لها‏,‏ وأعد خطة التلاعب بأموال الحكومة عن طريق شركات عديدة تابعة لها‏,‏ ومقارها في أماكن بعيدة منذ جزر كيمان‏,‏ وبرمودا‏,‏ وترينداد‏,‏ وتوباجو‏,‏ وبنما‏,‏ وفانواتو‏,‏ وغيرها من الجزر المجهولة تقريبا في جنوب المحيط الهادي يعيش أهلها علي الصيد والزراعة البدائية‏,‏ وبعض العائدات من السياحة‏,‏ وفي نفس الوقت فإن هاليبيرتون تجعل من هذه الشركات المنفذ لتحويل أرباحها الي خارج الولايات المتحدة‏.‏


ويقول بوب هوبرت‏:‏ عندما سألت كم دفعت هاليبيرتون من الضرائب قالت المتحدثة باسم الشركة إن الشركة قامت بتحويل مبالغ الي الخارج لسداد الضرائب المستحقة علي فروعها في هذه الجزر‏,‏ وسددت للحكومة الفيدرالية‏15‏ مليون دولار عام‏2002,‏ وهذا المبلغ ـ كما قال بوب هربرت ـ لا يساوي شيئا علي الاطلاق بالنسبة لامبراطورية في حجم هاليبيرتون‏,‏ انه مبلغ يماثل مصروف الجيب‏(!)‏ ولابد أن ديك تشيني يضحك للطريقة التي تخدع بها شركته الحكومة باتباعها خريطة الطريق التي وضعها وهو رئيسها‏.‏


يقول بوب هربرت أيضا‏:‏ في أوائل التسعينيات‏,‏ كان ديك تشيني وزيرا للدفاع في إدارة الرئيس بوش الأب‏,‏ استعان بشركة براون اندر روت التابعة لشركة هاليبيرتون وعهد اليها بتحديد المهام العسكرية التي يمكن أن تقوم بها الشركات الخاصة‏,‏ وأعدت هذه الشركة دراسة حصلت في مقابلها علي عقد حقق لها أرباحا طائلة وعهد اليها بتنفيذ ما جاء في هذه الدراسة‏..‏ وهذه الدراسة محظورالاطلاع عليها حتي الآن‏..‏ وتولي تشيني منصب الرئيس التنفيذي لهاليبيرتون عام‏1995‏ وظلت عقود الدفاع تتدفق علي هذه الشركة‏,‏ وعندما عاد نائبا للرئيس عام‏2001,‏ أصبحت شركة هاليبيرتون هي الفائز الأول بالعقود المتعلقة باحتياجات الحرب علي الإرهاب‏,‏ وعلي العراق‏,‏ ومازال تشيني يتلقي من هذه الشركة حتي الآن اموالا تعويضا مؤجلا لنهاية الخدمة يتزايد بقيمة الفوائد‏,‏ وان كان مصرا علي أنه لم يتدخل لمنح العقود الخاصة بوزارة الدفاع لها‏..‏ وهاليبيرتون منتشرة بشركاتها في دول عديدة منها الدول التي تتهمها أمريكا برعاية الإرهاب‏..‏ وقد اثيرت واقعة حصول إحدي شركاتها التابعة علي فواتير مبالغ في قيمتها وصلت إلي‏61‏ مليون دولار لتوريد البنزين من الكويت الي القوات الأمريكية في العراق‏..‏ يقول بوب هربرت‏:‏ انها شركة متعددة الجنسيات تستنزف الأموال‏,‏ وتتهرب من الضرائب‏,‏ وليس لها ولاء للولايات المتحدة‏,‏ وكل ذلك عن طريق أصحاب النفوذ في الحكومة‏,‏ حتي أصبحت ـ كما يقال ـ تملك مفتاح الخزانة الأمريكية‏.‏


هذا مجرد نموذج لما في الصحافة الأمريكية‏.‏

ولا تعليق‏!

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف