هل الحرب العالمية الثالثة على الإسلام ؟
 من يتابع ما ينشر فى الغرب عن الإسلام والمسلمين لابد أن يصاب بالذهول. إنهم يتحدثون عن إسلام غير الإسلام الذى نعرفه ونؤمن به ونعيش فى ظلاله. إنهم يتحدثون عن إسلام ملىء بالشرور والكراهية والعنف والعدوان. إسلام يزرع الخوف وينشر الإرهاب فى جميع أنحاء العالم. وكنا نقرأ ما تنشره الصحافة فى الولايات المتحدة ودول أوربا من مقالات معادية للإسلام والمسلمين ونظن أنها مجرد آراء شخصية لكتّابها، وإنها أفكار مشوهة ناتجة عن الجهل والتأثر بالدعايات المعادية التى نعرف مصدرها، والتى لا نعرف مصدرها حتى الآن، ولكن الآن وقد انتقل موضوع الصراع بين الغرب والإسلام من موضوع للصحفيين والمفكرين إلى موضوع للسياسيين والعسكريين، فإن الأمر  يدعو إلى القلق الشديد، والخوف مما يمكن أن يحدث، وكعادتنا نحسب أن ما سيحدث سيكون مفاجأة بينما ليس فى الأمر مفاجأة وهم يعلنون كل نواياهم ولا يخفون شيئا، ربما اعتمادا على أن العرب والمسلمين لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يصدقون، وإذا صدقوا لا يعملون، كما قال عنهم موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى ذات يوم.

صحيفة التايمز البريطانية نشرت مقالا فى 20 سبتمبر عام 1999 كتبه وليام ريس موج بعنوان: (التوقعات عن صراع عالمى بسبب الإسلام أثبتت دقتها بصورة تبعث على الفزع) قال فيه إن العنف سوف ينتشر فى جميع أنحاء العالم، وأن هناك تهديدات تنذر بما هو أسوأ، وإن ما نراه من حوادث العنف فى دول العالم لا تقع لأسباب محلية خاصة بكل دولة، ولكن وراءه أسبابا أكبر وأوسع ليست المسئولة عنها الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة. فإن الصراع والعنف فى تيمور الشرقية، وكوسوفا، والعراق، وكشمير، كلها أجزاء لمشكلة عالمية واحدة وجميعها صراعات بين دول إسلامية وجماعات عرقية أو ثقافات أخرى. وحتى صانع السلام العربى الملك حسين عاهل الأردن الراحل قال: إن حرب الخليج كانت حربا ضد كل العرب وكل المسلمين وليست ضد العراق وحده.

ويقول المقال: إن الغرب متورط فى الصراع فى تيمور الشرقية، لأن أبناءها يدينون بالكاثوليكية، والصراع فى كشمير بين باكستان الإسلامية والهند الهندوسية، والصراع فى الشيشان بين الإسلام وروسيا وهى قلب الأرثوذكسية السلافية، وتمثل كوسوفا وضعا غير عادى، فهى صراع بين الإسلام والأرثوذكسية السلافية.

نعود إلى نظرية صمويل هنتجتون عن صراع الحضارات التى نشرها عام 1993 فى مجلة (فورن افيرز) ثم طورها فى كتاب كامل وقال فيها: إنه بعد  انتهاء الحرب الباردة سوف تسيطر الصراعات بين الحضارات، وقال إن (الإسلام تحيط به حدود دموية). ويقول كاتب المقال: يبدو أن ما يحدث فى تيمور الشرقية والشيشان وكوسوفا والعراق وكشمير يؤكد هذه الملاحظة وسواء اعتقد المرء ذلك أو لم يعتقد فإن اللوم يقع على الإسلام!

***

وفى عام 1996 قدم هنتجتون وجهة نظره فى كتاب بعنوان  (صراع الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمى) وصفه هنرى كيسنجر بأنه يقدم إطارا جريئا لفهم السياسات العالمية فى القرن الحادى والعشرين، وقال كيسنجر: إن تحليلات هنتجتون تثبت صحتها ودقتها إلى درجة تنذر بالخطر.  وتتلخص نظريته فى أن الحضارات الرئيسية المعاصرة هى الحضارات الصينية، واليابانية، والهندوسية، والإسلامية، والأرثوذكسية، والغربية (أوربا وأمريكا) وحضارة أمريكا اللاتينية، والحضارات الأربع الكبرى فى العالم هى الحضارات الصينية، والهندوسية، والإسلامية، والحضارة الغربية، وكل من هذه الحضارات تضم حوالى مليار نسمة، وكل حضارة منها لها دين مؤسس لها تشكلت وتبلورت حوله، وهذه الديانات هى: الإسلام، والمسيحية، والكونفوشية، والهندوسية، وتعتبر كل من الصين والهند قلبا أو محورا لحضارة كل منهما، أما الغرب فينظر إليه على أنه منقسم إلى محورين رئيسيين هما: الولايات المتحدة وأوربا. وبالنسبة للإسلام ليست هناك دولة تمثل قلب أو محور حضارته، وهذا ما يجعل من الصعوبة فهم الإسلام وحضارته بالنسبة لمن هم خارج هذه الحضارة، ويقول هنتجتون أيضا: إن صراع الإسلام والغرب يثير مشكلات ضخمة للعالم بطريقة أو بأخرى.

ويقول المقال: إن الغرب يطالب بسيطرة فريدة على العالم، والمبرر لذلك أنه يمثل القوة العالمية القائمة على أساسين هما: تفوق التكنولوجيا الأمريكية، وتفوق الأيديولوجية العالمية القائمة على الليبرالية وحقوق الإنسان. وتنظر الحضارات الأخرى إلى الغرب على أنه يملك قوة عسكرية واقتصادية خطيرة، ولكنه منهار من الناحية الاجتماعية ويتمثل هذا الانهيار الاجتماعى فى التفكك الأسرى، وعدم التمسك بالمعتقدات الدينية، وانتشار الجريمة، والمخدرات، وارتفاع نسبة المسنين، وانتشار البطالة.. أما الغرب فإنه ينظر إلى نفسه على أنه نموذج لحضارة القرن الحادى والعشرين، وتنظر إليه الحضارات الأخرى على أنه نموذج سيئ يحسن تجنبه وليس محاكاته.

ويقول هنتجتون: إن الغرب يسيطر على العالم الآن سيطرة كاملة، وسيظل مسيطرا ومتفوقا فى القوة خلال القرن الحادى والعشرين، إلا أن التغييرات التدريجية والحتمية الأساسية تؤثر أيضا على توازن القوى بين الحضارات وستأخذ قوة الغرب فى الاضمحلال. فخلال خمسة وسبعين عاما من 1920 حتى 1995 تراجعت السيطرة السياسية للغرب على المناطق العالمية بنسبة 50%، وتراجعت نسبة من يسيطر عليهم الغرب من سكان العالم 80%، وتراجعت سيطرة الغرب على الصناعة العالمية بنسبة 35%، أما سيطرة الغرب على القوة العسكرية فقد تراجعت بنسبة 60%.

وحين يتحدث هنتجتون عن الإسلام يقول: إن فى العالم 45 دولة مستقلة تنضوى تحت راية الإسلام، وهو أقوى الديانات العالمية من حيث سيطرته الثقافية على المؤمنين به، كما أنه دين له ميزة اقتصادية كبرى، هى أنه يسيطر على معظم احتياطى البترول العالمى، ولن ينضب هذا البترول إلا بعد سنوات طويلة جدا، ولا يزال الإسلام يمر بمرحلة النمو السكانى السريع، ومن المتوقع أن يشكل المسلمون 30% من سكان العالم فى عام 2025، وقد تسببت الهجرة من الدول الإسلامية إلى دول أوربا فى ردود فعل شديدة فى أوربا، حتى أن نصف عدد الأطفال فى بروكسل- مقر الاتحاد الأوربى- يولدون من أمهات عربيات، ويشكل الشباب المسلم الساخط العاطل عن العمل تهديدا لأوطانهم الأصلية ولدول الغرب التى هاجروا إليها.. أما الصحوة الإسلامية الجديدة فقد منحت المسلمين الثقة فى شخصيتهم المميزة، وفى الإحساس بأهمية حضارتهم، وفى القيم الإسلامية بالمقارنة بالقيم والحضارة الغربية، ومما يثير الغضب بين المسلمين أن الغرب يعمل على نشر القيم والمؤسسات الغربية فى العالم، ويسعى إلى التدخل فى الصراعات القائمة فى العالم الإسلامى، ويقول أيضاً إن الخطر يكمن فى التفاعل بين هذه الصحوة والثقة الإسلامية التى تدعمها الزيادة السكانية المستمرة وبين مخاوف الحضارات المجاورة، وهذه الحضارات المجاورة لحضارة الإسلام لديها شعور كامل بالخوف من التهديد الإسلامى.. الغرب قلق بسبب البترول وهواجس الانتشار النووى فى الدول الإسلامية، والهجرة من الدول الإسلامية، كما يشعر الغرب بالقلق على إسرائيل، والانتقاص من حقوق الإنسان فى الدول الإسلامية. وكذلك فإن روسيا تشعر بالتهديد الإسلامى بصورة مباشرة، ويتمثل فى انفصال الدول الإسلامية والمطالبة المسلحة للشيشان بالاستقلال، وكذلك يخشى الصرب من قيام (ألبانيا العظمى)، وتخشى الهند من باكستان، ومن جاذبية الإسلام لنحو مائة مليون مسلم فى الهند واحتمال انسلاخهم منها، والصين أيضا تشعر بالقلق تجاه المسلمين فى آسيا الوسطى ومن مطالبة المسلمين فى إقليم سنكيانج الصينى بالانفصال، والصينيين فى إندونيسيا، بل إن سكان أفريقيا جنوب الصحراء من غير المسلمين لديهم مخاوف أيضا تجاه الإسلام.

أما مستقبل العلاقة بين الحضارات الأربع: الحضارة الغربية وحضارة الصين وحضارة الهند والحضارة الإسلامية فإن هنتجتون يرى أن الصراع بينها حتمى، ويرى أن الإسلام يمثل مشكلة ليس لها حل، وليس أمام الغرب إلا أن يظهر تفهما أكبر للصحوة الإسلامية لأن هذه الصحوة سوف تتطور فى المستقبل أكثر مما هى عليه الآن، وعلى الغرب أن يغير ردود فعله تجاه هذه الصحوة الإسلامية لأن موقف العجرفة والشعور بالتفوق الثقافى ومشاعر العداء الصريحة من جانب الغرب تجاه الإسلام هى أسوأ ردود فعل ممكنة، وإن كان هنتجتون يصل أخيرا إلى التنبؤ بأن الدول المجاورة للإسلام ستفعل كما حدث فى صربيا وتتصدى للصحوة الإسلامية، وكما كان الخوف من الألبان المسلمين هو الذى أتى بميلوسيفيتش عام 1987 إلى السلطة على أمل أن يقضى بالمذابح على المسلمين، ولكن لن يجد العالم أن الأمر سيكون سهلاً حين يسعى إلى تحجيم (الحدود الدموية) للإسلام وعدم اتساعها.

هكذا فإن الخوف من الإسلام واعتباره هو (العدو) للحضارة الغربية وللحضارات الأخرى، أصبح قائما على أساس نظرية متكاملة، لها جذور تاريخية قديمة، ولكنها اكتملت وتبلورت على يد صمويل هنتجتون أستاذ الدراسات الدولية فى جامعة هارفارد.. النظرية إذن نظرية أمريكية.. وهى فى حقيقتها ليست إلا تبريرا فلسفيا للحرب ضد الإسلام.. وقد تنكر أمريكا أنها تعتقد فى صحة هذه النظرية.. ولكن ما تفعله أمريكا ليس إلا التطبيق العملى لها.. وإن كان المسلمون حتى الآن لا يصدقون أن هذه النظرية يمكن أن يؤمن بها أحد، لأنهم ما زالوا يؤمنون بمبدأ الحوار والتعاون بين الحضارات استلهامـا مــن قـــول الله تعالى (إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) فالمسلمون- وفقا لما علّمهم ربهم- يمدون أيديهم إلى كل من يختلف معهم فى الدين واللغة والثقافة لأنهم- كما فى عقيدتهم الدينية- ينتمون فى النهاية إلى نفس الأصل (كلكم لآدم) والاختلاف بين الحضارات يمثل حكمة الله لكى تتفاعل هذه الحضارات المختلفة وتتبادل المنافع.. هذا هو المفهوم الإسلامى.. أما المفهوم الغربى فهو فى هذا القرن كما عبّر عنه هنتجتون، وكما نرى فى كتابات المفكرين والمحللين، وتصريحات السياسيين، ومواقف الدول الغربية، وكما نرى على أرض الواقع.. حوار بالصواريخ والطائرات والقنابل الذكية وآلة الحرب الهائلة التى تتحرك لتدمير دول إسلامية.

***

والدليل على أن نظرية هنتجتون عن حتمية الصراع بين الإسلام والحضارة الغربية ما نراه فى مناهج تدريس التاريخ للتلاميذ فى أمريكا والدول الغربية، من تصوير المسلمين وفقا لأنماط ذهنية ثابتة Stereot ypes فى الوعى الأمريكى والأوربى تعكس التحيز وفقدان الموضوعية عند الحديث عن الإسلام والمسلمين، ومن دراسة للدكتورة فوزية العشماوى للكتب المدرسية أن ما يدرسه التلاميذ عن الإسلام والعالم الإسلامى لا يزيد على 3% من المقرر الدراسى و97% من المقرر مخصصة لتاريخ أوربا وأمريكا، وفى الغالب يكون الجزء المخصص للعالم الإسلامى فى إطار بلاد العالم الثالث سواء من الناحية الجغرافية أو التاريخية، أو فى إطار توزيع الثروات الطبيعية فى العالم وخاصة البترول، بينما تجعل المناهج من أوربا وأمريكا المحور الذى تدور حوله الأحداث التاريخية المهمة وكأن الدول الإسلامية هوامش أو زوائد، ويتبين ذلك من إغفال الأحداث التاريخية المهمة التى تعتبر علامات ثابتة فى التاريخ العربى والإسلامى، ويتم التركيز فقط على الأحداث التى تبرز تفوق الغرب وانتصاره على المسلمين، مما يؤكد حرص واضعى المناهج الدراسية على غرس الاتجاه لرفض (الآخر) العربى والمسلم، على أساس أنه مختلف عن الإنسان الغربى، وعدم تفهم دوره فى التاريخ وقيمة هذا الدور، وتشير الدكتورة فوزية العشماوى إلى دراسة قامت بها تحت إشراف اليونسكو عن صورة المسلم فى الكتب المدرسية فى فرنسا وأسبانيا واليونان وخاصة كتب التاريخ فى نهاية المرحلة الابتدائية وكانت نتيجة البحث أن التاريخ الذى يتم تدريسه للتلاميذ الأوروبيين الصغار يعلمهم أشياء مختلفة تماما عما يتم تدريسه للتلاميذ العرب والمسلمين، وتقدم للتلاميذ الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم بمعلومات تجرح شعور المسلمين، فنجد نبى الإسلام صلى الله عليه وسلم يتم تقديمه أحيانا على أنه شاعر ملهم يرى رؤى خارقة، ويشار إليه بألفاظ توحى بالشك فى مصداقيته، وفى أغلب الأحيان يبدأ تدريس الإسلام بذكر الانتشار السريع المخيف للإسلام بالغزوات فى صدر الإسلام ثم بالفتوحات فى القرنين السابع والثامن الميلاديين، وكيف أن جيوش المسلمين زحفت إلى أوربا واكتسحت تلك البلاد واستولت عليها بقوة السيف، ونهبت أموالهم وثرواتهم إلى أن تمت هزيمة المسلمين على يد (شارل مارتال) القائد الفرنسى الذى أوقف الغزو الإسلامى فى معركة (بواتيه) فى جنوب فرنسا عام 732 ميلادية..

كذلك يتم تصوير المحاربين العرب على أنهم يتعاملون بوحشية، وهكذا تثبت فى أذهان الغربيين صورة المسلمين على أنهم الغزاة المتوحشون الذين يثيرون الرعب، ويمثلون تهديدا دائما لجيرانهم، وفى الفصل الخاص بالحروب الصليبية تصور المناهج هذه الحروب على أنها كانت بهدف (تحرير بيت المقدس من أيدى الكفار) المسلمين الذين كانوا يحتلونها ويسيئون معاملة الحجاج المسيحيين القادمين من أوربا لزيارة الأماكن المسيحية المقدسة فى القدس ويدل على ذلك أن الأوروبيين مازالوا يرددون حتى اليوم الوصف الذى كان يطلق على المسلمين فى أوروبا فى القرون الوسطى، وهو أنهم كفار دون محاولة من مؤلف الكتاب المدرسى لتصحيح هذا المفهوم الخاطئ.. وفى نفس الوقت تغفل المناهج الدراسية الإشارة إلى وحشية جيوش الصليبيين وعدم تسامحهم مع المسلمين سكان القدس حين انتزعوها من أيدى المسلمين عام 1099، بينما تعترف الموسوعات العلمية الكبرى بأن الصليبيين ذبحوا أكثر من 70 ألفا من أهالى القدس المدنيين دون تمييز بين النساء والأطفال والشيوخ، أو بين مسلمين ويهود، وحتى بين المسيحيين من أهالى المدينة العزل، ولا تشير المناهج إلى تسامح المسلمين حين استعادوا القدس عام 1187 على يد صلاح الدين الأيوبى الذى أصدر العفو عن كل الذين أساءوا إلى أهل المدينة، وهذه واقعة سجلها التاريخ، ولا يعلمها الغربيون لأنهم لم يدرسوها فى مدارسهم، وتغفل المناهج الدراسية فضل العلماء والفلاسفة العرب المسلمين على النهضة الأوروبية فى القرن الخامس عشر الميلادى، ونادرا ما يذكر بن رشد وبن المقفع والخوارزمى وبن سينا وبن النفيس الذين كانوا أساتذة ومعلمين لأوربا بأسرها منذ القرن التاسع الميلادى، ولهم اكتشافات علمية واختراعات ونظريات علمية وفلسفية كانت الأساس للنهضة الأوروبية حين ترجمت أعمالهم إلى اللاتينية ثم إلى اللغات الأوروبية، وكثير من علماء عصر النهضة الأوروبية نسبوا لأنفسهم أفكار، واكتشافات ونظريات المسلمين إلى أن بدأ بعض المستشرقين الغربيين يعترفون بفضل العرب والمسلمين على النهضة الأوربية.

هكذا يعلمون تلاميذهم فى الغرب عن الإسلام والمسلمين ما يغرس الكراهية والعداء منذ الصغر فلا غرابة أن يعبروا عن هذه الروح العدائية عندما يكبرون، ولا غرابة أن تظهر عندهم نظرية صراع الحضارات وحتمية الحرب العالمية الثالثة بسبب الإسلام!.

***

وفى ألمانيا ترسخ الصورة المعادية للإسلام فى أذهان الكثيرين، وقد ساهمت وسائل الإعلام بتقاريرها وتحليلاتها فى نشر هذه الروح المعادية للإسلام وربطه بالأصولية والتطرف، وظهرت هذه النزعة واضحة فى (ملتقى الإعلام فى شمال الراين-فستفاليا عام 2001) الذى تجمع فيه حشد من الصحفيين ورجال الفكر مع جمهور كبير، وقد نشرت وكالة (انترناسيونالى برس) تقريرا عن هذا الملتقى كتبه محررها بيرند روسله أشار فيه إلى محاضرة البروفيسور(يوخن هيبلر) أستاذ العلوم السياسية فى جامعة دويسبرج فى هذا الملتقى وكانت بعنوان (الصورة المعادية للإسلام فى وسائل الإعلام الألمانية) أشار فيها إلى أن صورة الإسلام أصبحت ذات طابع أيديولوجى وسياسى أكثر من الطابع الدينى، بحيث  أصبحت معرفة الإسلام والمسلمين تتم من خلال التقارير التى تنشر عن حركة طالبان وجماعات المجاهدين فى أفغانستان..

ومن هذا المنطلق ارتبط الإسلام بالأصولية وجرى التمييز بين دول إسلامية (جيدة) ودول إسلامية (سيئة) أو (شريرة) ويتناسى أصحاب هذا التصنيف أن بعض الدول الإسلامية التى تدخل فى دائرة الدول الإسلامية الجيدة فيها نظام حكم استبدادى أكثر من الدول الأخرى.. وقال البروفيسور هيبلر إن وسائل الإعلام فى دول الغرب عموما تعمل وفق قوالب معينة وتصف السياسة الغربية تجاه الدول الإسلامية بأنها (برجماتية)  ومنطقية، بينما تصف سياسات الدول العربية والإسلامية بأنها عاطفية ومتناقضة وغير واضحة وغير منطقية!.. ويظهر الانحياز فى عرض الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين حيث يقال إن الإسرائيليين يضربون الفلسطينيين بالطلقات المطاطية فقط ولا يتحدثون عن الصواريخ والدبابات.

وفى هذا الملتقى تحدثت مراسلة البرنامج الثانى فى التليفزيون الروسى (اينا روك) فقالت: إن صورة العداء للإسلام موجودة أيضا فى وسائل الإعلام الروسية، ويظهر ذلك فى التقارير التى تنشر وتذاع عن الجمهوريات الإسلامية التى انفصلت عن الاتحاد السوفيتى السابق، كما تبرز وسائل الإعلام فى روسيا الحرب فى الشيشان على أنها حرب ضد المتطرفين المسلمين، هذه الصورة العدائية تبناها بعض رجال السياسة الألمان، وفى نفس الوقت يواجه الصحفيون مصاعب عديدة إذا حاولوا الاقتراب من الحقيقة.

وتحدثت أيضا فى هذا الملتقى الدكتورة فيولا شفيق الأستاذة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عن تطور الأصولية الإسلامية فى مصر، وكيفية تناول السينما المصرية لهذا الموضوع، وعرضت بعض الأفلام السينمائية المصرية التى تناولت الأصولية والعنف الإسلامى، وشكا بعض المشاركين فى الملتقى من قلة التقارير الموضوعية عن حقيقة الإسلام وثقافته وعن حقيقة الأحداث التى تجرى فى الدول الإسلامية، بدلا من تركيز وسائل الإعلام الغربية على الأمور الشكلية مثل ملابس الرجال المسلمين، أو غطاء الرأس الذى تضعه المسلمات علما بأن كلمة (الحجاب) أو (الخِمار) من الكلمات التى أصبحت تثير الكراهية..

وموضوع الإسلام المشوه فى ألمانيا يستحق وقفة خاصة..

***

وكلما وقعت فى أيدينا صحيفة أوربية أو أمريكية نجد فيها مقالا يربط بين الإرهاب والإسلام.. وعندما أرادت صحيفة الفيجارو الفرنسية تحليل الموقف فى روسيا نشرت مقالا كتبته هيلين كارير فى 18 سبتمبر عام 1999 قالت فيه: إن الحوادث الإرهابية التى شهدتها روسيا فى هذا العام وسببت حالة من الهلع والصدمة لدى الشعب الروسى كان مدبروها هم (الإرهابيين الإسلاميين) والشيشان هى المصدر لتوريد هؤلاء الإرهابيين الإسلاميين، وقد قال فلاديمير بوتين و(كان وقتها رئيس الوزراء ثم أصبح رئيس الدولة).. إن هناك مؤامرة دولية هدفها السيطرة على الدول الإسلامية التى كانت تابعة للاتحاد السوفيتى والهدف الحقيقى لهذه المؤامرة تهديد حدود روسيا الجنوبية، والشيشان هى الموطن الأصلى للإرهاب وهى فى نفس الوقت قاعدة لمؤامرة أوسع تمتد إلى أفغانستان، وهناك مخطط لشغل روسيا بحرب فى الشيشان كحرب الجزائر، وتشمل المؤامرة إقامة حكم إسلامى متطرف فى الشيشان، ويشير مقال الفيجارو إلى حركة الاستقلال فى الشيشان على أنها (إرهاب إسلامى) كما يشير إلى المخاوف من زيادة أعداد المساجد والجامعات الإسلامية والتعليم الدينى فى داغستان، وتوجه الاتهامات إلى السعودية لتبرعها لبناء المساجد وتشير إلى أن ما يحدث فى الشيشان صورة جديدة للإرهاب الدولى.

وهكذا يتم الخلط بين الإسلام والإرهاب، كما يتم الخلط بين حركة استقلالية واعتبارها جزءا من (الإرهاب الإسلامى الدولى) أو جزءا من مؤامرة إسلامية كبرى ضد دول الغرب بما فيها روسيا، وكأن الإسلام والمسلمين فقط هم وحدهم الذين يحركون الفتن ويدبرون حوادث الإرهاب.

***

ونعود إلى الصحافة الأمريكية وإلى بعض ما كتبه توماس فريدمان وهو كاتب معروف بأنه قريب من البيت الأبيض ووزارة الخارجية والمخابرات الأمريكية، فنجده فى مقال فى صحيفة نيويورك تايمز يوم 17 ديسمبر 2001 بعنوان (لإنهاء التعصب مطلوب حركة تنوير إسلامى) يقول فيه: لقد قمت مؤخرا أنا وأصدقائى بتأسيس جماعة يهودية جديدة، وعقدنا اجتماعنا فى الكنيسة المجاورة وهذا هو التسامح الدينى فى أمريكا، وإن كان فى أمريكا بعض التعصب الدينى فإنه ليس القاعدة، بينما يتباهى أسامة بن لادن بقيامه بجرائم القتل الجماعى، و هناك آلاف من شيوخ المسلمين يتعاطفون مع الدكتاتورية الدينية ونحن حتى الآن لم نضع خطة لتغيير تفكيرهم، والجميع يتساءلون ما هى الدولة التى سوف تهاجمها أمريكا بعد أفغانستان.. العراق أم الصومال؟.. وما يهمنا أن يبدأ المسلمون بأنفسهم بإصلاح الإسلام بطريقة تجعله متوافقا مع التعليم الحديث، ومع التسامح الدينى، وقبول التعددية. ويشير توماس فريدمان إلى برنامج فى قناة الجزيرة تساءل فيه المتحدث: لماذا لا يتمتع المسلمون بالتسامح؟.. لماذا لغة الكراهية فى كل الخطب الدينية وكل الكتب المدرسية ونحن لا نحتاج إلى أن تتدخل أمريكا وتقوم بتعليمنا أصول العبادة، ولكننا نحتاج إلى عوامل قوية تدفعنا إلى تغيير المناهج والدروس الدينية التى تدعو إلى التطرف.

مقال توماس فريدمان يدس بين السطـور أن الإسلام دين تعصب ودكتاتورية وعنف ويحرض أمريكا مـن طرف خفى على التدخل بالقوة لتغيير نظم الحكم ومناهج تدريس الدين الإسلامى وفقا للمفاهيم الأمريكية، وفى مقال آخر فى نيويــورك تايمــــز أيضا فى 6 مايو 2002 بعنوان (الشباب المسلمون لديهم صورة مشوهة) يقول فيه: إن أعدادا كبيرة من المسلمين يشعرون بالغضب من أمريكا وإسرائيل لأن إسرائيل تجاوزت الحدود، والمسلمون نفد صبرهم ولأن المسلـمين ينظـر إليهم فى أمريكا على أنهم قتلة ويعاملون فى أمريكا على أنهم إرهابيــون ويوجــه إليهــم اللــوم على شــىء لــم يفعلـــوه، وأيضــا لشعورهم بأن وسائل الإعـــــلام الأمريكيــــة تقـــــوم بنشــــر صورة مشـــوهة عــن الإســلام والإعـــلام الأمــريكى منتشــر ومــؤثر فى العــالم ، ويقــول تــومـاس فريدمان: إن الدول الإسلامية فشلت فى فهم التحديث ولاشك أن نشر الديمقراطية فى العالم الإسلامى سيساعد على اقتلاع الإرهاب وفهم المسلمين للحقائق، ولكن ذلك لن يحدث قريبا، وبدلا من أن يطالب أمريكا بمراجعة موقفها المعادى للحق العربى والمؤيد للاحتلال والعدوان الإسرائيلى فإنه يطالبها بعدم عرض مشاهد الاعتداءات الإسرائيلية على شاشات التليفزيون حتى لا يشاهدها العرب، ويرى أن ذلك كفيل بإزالة جانب من كراهية المسلمين لأمريكا وإسرائيل، ويطالب أمريكا بأن تبذل جهدا أكبر فى الإعلام

 والدعاية فى العالم الإسلامى لإزالة الغضب الذى يشعر به المسلمون تجاهها لأن الغضب الأعمى يمكن أن يتحول إلى سلاح للدمار الشامل وحماية أمريكا من هذا الغضب لا يقل أهمية عن مشروع حمايتها بحائط الصواريخ الذى سيتكلف عشرات المليارات من الدولارات.

وفى مقالة بعنوان (المسلمون يؤخرهم غضبهم) فى نيويورك تايمز يوم 7 مارس 2002 كتب توماس فريدمان مندهشا لماذا يسكت المسلمون عندما يقتل الهندوس 600 مسلم هندى. ويثورون عندما يقتل الإسرائيليون 12 مسلما فقط فى يوم واحد؟

ويفسر فريدمان أزمة المسلمين بأنها ترجع إلى سبب عميق جدا يتعلق بالاختلاف بين مفهوم المسلمين عن الإسلام بأنه الدين الأكثر كمالا ومثالية بين أديان التوحيد وبين ظروف الفقر والقمع والتخلف التى يعيش فيها معظم المسلمين اليوم. ويذكر أن أحد الدبلوماسيين الأمريكيين فى الشرق الأوسط قال له إن وجود إسرائيل يذكّر المسلمين بضعفهم، ويجعلهم يتحسرون على أحوالهم: كيف أن دولة يهودية صغيرة استطاعت أن تجمع بين القوة الاقتصادية والقوة العسكرية بينما يؤمن المسلمون بأنهم هم القرب إلى الرب؟.

ويتساءل فريدمان لماذا يغضب المسلمون ضد السياسات الأمريكية ويمارسون الإرهاب الانتحارى ضدها؟.. هل السبب هو تأييد أمريكا لإسرائيل؟.. بينما ليس أمام المسلمين إلا أن يتركوا الغضب.

هكذا ينظر فريدمان إلى قضية المصير الفلسطينى بمثل هذا الاستخفاف ويصور الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أنه صراع دينى بين اليهود والمسلمين ويتعمد إنكار الحقيقة وهى أن الصراع صراع سياسى على أرض يريد أصحابها استعادتها وتريد إسرائيل اغتصابها بالاحتلال فى زمن انتهى فيه الاحتلال فى العالم .

قبل ذلك وفى 11 فبراير 2002 كتب توماس فريدمان فى نيويورك تايمز أيضا مقالا بعنوان (المسلمون يحتاجون إلى الوصول إلى إجابات أفضل ) قال فيه إنه سئل: هل اليهود وراء الحملات الإعلامية لتشويه الإسلام؟. فأجاب بأن الغضب الأمريكى من المسلمين بسبب الإرهاب الإسلامى الذى يقوده أسامه بن لادن، والعالم الإسلامى لا يريد أن يواجه الأسباب الحقيقية للفشل الذى أصابه فلم يحقق التنمية الاقتصادية، ولا التعليم الجيد، ولا التقدم العلمى والتكنولوجى، ولا الديمقراطية، وبدلا من أن يتحمل المسلمون المسئولية عن هذا الفشل هم وقادتهم فإنهم يرجعون كل مشاكلهم وأسباب الإحباط الذى يعانون منه إلى مؤامرة ضد المسلمين .

ثم يردد توماس فريدمان النغمة التى تتردد فى الإعلام والفكر الغربى عند الحديث عن الإسلام والمسلمين، والتى تدل على النظرة الاستعلائية والعنصرية والتشويه المتعمد، بادعاء أن المسلمين فى العالم هم الذين يجمعون بين الجهل والتخلف، والدكتاتورية، والإرهاب، بينما الغرب هو الذى يعيش بالقيم الديمقراطية وحرية الرأى ولذلك حقق التقدم وازدهرت حضارته.

***

  فى هذا السياق نشرت صحيفة الفيجارو الفرنسية دراسة عن الإسلام قالت فيها: إنه دين لم يعرف التسامح أبدا، والمسلمون يلجأون إلى المغالطة حين يقولون إن دينهم قائم على التسامح، وقالت إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتخلص من أعدائه عن طريق القتل المبرمج! وفى تفسيرها للقرآن الكريم قالت إنه تضمن آيات ملغاة (منسوخة). وتزعم هذه الدراسة أن 43 سورة فقط هى التى لم يشملها الإلغاء أو النسخ من 114 سورة يشملها القــرآن! وإن الآية التى تنص على أنه (لا إكراه فى الديــن) ضمــن الآيــات التـــى تم إلغاؤهــا أو نسخهــا وعلـى ذلك يجب ألا يعتمـد عليها للقـول بحـرية العقيـدة فى الإسـلام!. وتزعم الدراسة أيضا أن القرآن فيه آيات عديدة تفرض على المسلمين الجهاد ضد غير المسلمين لإجبارهم على اعتناق الإسلام! وتدعى أن الآية (لا إكراه فى الدين) نزلت فى مكة حين كان الإسلام ضعيفا. ولكن عندما قوى اختلفت اللهجة ونزلت ما أسمته الصحيفة (آية السيف) وهى الآية التـى تقول: ( قاتلـوا الـذين لا يؤمنـون بالله ولا باليـوم الآخر ولا يحرّمـون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) وتقول الصحيفة إن هذه الآية هى الأكثر عنفا ضد أهل الكتاب وتقول أيضا أن أسلوب العنف المسلح يحظى  بالإجماع بين كل فقهاء الإسلام وعلماء الشريعة، وتصل الصحيفة إلى أن الإسلام يدعو إلى العنف المسلح وإعلان الحرب على غير المسلمين .

ويوم نشرت الفيجارو هذه الدراسة أرسلها السفير على ماهر سفير مصر فى فرنسا فى ذلك الوقت إلى أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية فى ذلك الوقت الدكتور جعفر عبد السلام للرد على هذه الافتراءات، وتم تشكيل لجنة من عدد من أساتذة الأزهر أعدت تقريرا كشفت فيه تزييف الفيجارو لحقيقة الإسلام .

وقالت اللجنة فى ردها إن منهج الدعوة الإسلامية ليس كما تدعى الصحيفة بالقوة والسلاح والإرهاب ولكن (بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن) كما أمرهم الله. وأن الجهاد مقرر لحماية حرية العقيدة ضد من يعتدى عليها، وضد الفتنة فى الدين، ورد العدوان على الوطن الإسلامى، وحروب الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن ضد المخالفين فى الدين إلا حين كانوا يعتدون على المسلمين فكان الجهاد لرد العدوان، وإما بسبب سعيهم نحو فتنة المسلمين وردهم عن دينهم، فكلها حروب دفاعية كما يقال  الآن .

أما موضوع النسخ فلم يحدث إلا فى الفروع ولم يحدث فى أصول العقيدة مثل التوحيد، والإيمان بالله وكتبه ورسله دون تفرقة بين أحد من رسله. والآيات المنسوخة تعد على الأصابع مثل نسخ اتجاه القبلة تجاه بيت المقدس، ومثل تقديم صدقة عند مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم، أما ادعاء الدراسة بأن الآية (لا إكراه فى الدين ) نزلت فى مكة حين كان المسلمون فى حالة ضعف ونسخت عندما أصبحوا أقوياء فى المدينة. فإن هذا يكذبه أن سورة البقرة التى تضمنت هذه الآية من السور التى نزلت فى المدينة فما تقوله الصحيفة كاذب من أساسه .. أما موضوع (الجزية) التى يرددها البعض فى الدعايات المضادة للإسلام: فإن الجزية فرضت حين كان غير المسلمين لا يشاركون فى الدفاع عن البلاد والمسلمون هم الملزمون بالدفاع عنهم، والمسلمون يدفعون الزكاة، والجزية تقابل الزكاة، لكى تتوازن الحقوق والواجبات فى الدولة بين المسلمين وغير المسلمين .

وما تقوله الصحيفة عن إجماع أهل الفقه والشريعة الإسلامية على العنف المسلح فليس فى الكتاب والسنة ما يدعو إلى ذلك، بل فيهما تأكيد على احترام المواثيق والمعاهدات والجنوح إلى السلم. وأخيرا فإن الجهاد مشروع لرد العدوان والآيات التى تدعو للتسامح آيات محكمة وليست منسوخة.

ولكن ما قالته الفيجارو وصل إلى الفرنسيين ولم يلتفت منهم إلى رد الأزهر إلا قلة..

ومازالت الحملة لتشويه الإسلام مستمرة!

مشكلة توماس فريدمان وغيره من أبواق الدعايات الأمريكية أنهم يتناولون القضايا بطريقة سطحية حتى أنه يعتبر منع عرض مشاهد قتل الفلسطينيين يكفى لنزع فتيل الكراهية للاحتلال الإسرائيلى، وأن حملات الدعاية الأمريكية تكفى للتغطية على ما ينشر فيها وفى أوروبا عن الكراهية ونزعة العداء فى الغرب للإسلام والمسلمين وإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، والقول بأن الحرب العالمية الثالثة ستكون بسبب الإسلام وستكون حربا من الغرب على الدول الإسلامية..

من أقوالهم.. وصحافتهم.. أليس من حق المسلمين أن يشعروا أنهم بالفعل (أمة فى خطر)! ومن مواقف الإدارة الأمريكية ابتداء من الرئيس بوش إلى نائبه ديك تشينى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وانتهاء بمستشارة الأمن القومى كوندوليزا رايس.. أليس من حق المسلمين.. بل من واجبهم أن يشعروا بالخوف من نواياهم المعلنة، وتهديداتهم للدول الإسلامية واحدة بعد الأخرى مما يدعو إلى الشك فى أن الحرب العالمية الثالثة ستكون فعلا على الإسلام والمسلمين.


جميع الحقوق محفوظة للمؤلف