متى تعرف أمريكا حدود القوة ؟!
 وقع فى يدى كتاب أصدره مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، بالأهرام فى سنة 1994 بالتعاون مع هيئة فولبرايت الأمريكية ولفت انتباهى أنه يفسر الكثير من الغموض والتناقضات فى السياسة الأمريكية الحالية.. والكتاب يضم ترجمة كتابين للسياسى الأمريكى المشهور وليام فولبرايت الذى تحمل اسمه المنحة الدراسية المعروفة، وفى مصر كثير من الشخصيات المعروفة درسوا الدكتوراه فى أمريكا على حساب هيئة فولبرايت ولها مقر فى القاهرة.. أحد الكتابين بعنوان (غطرسة القوة) والثانى بعنوان (ثمن الإمبراطورية).

أما المؤلف، وليام فولبرايت فهو شخصية كبيرة لها مكانة وتاريخ فى السياسة الأمريكية، وقد أشــاد بقدراتـه الفذة فى المقدمة الدكتور عبد المنعم سعيد مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية والدكتور عماد جاد الخبير بالمركز، فقد ظل عضوا فى مجلس الشـيوخ الأمريكى ثلاثين عاما، ورئيسا للجنة العلاقات الخارجية، وشارك فى صناعة السياسة الخارجيـة الأمريكية فى تلك الفترة وكان له تأثير فى عملية صنع القـرار الأمريكى، وفى مقدمة الكتاب تحليل لفكر مدرستين فى السياسـة الخارجية الأمريكية، مدرسة القــوة، ومدرسـة المثاليـة. الأولى تؤمن بحتمية الصراع والبقاء للأقوى فى العالم، وتقول يجب أن تكون أمريكا هى الأقوى وأن تفرض سيطرتها على الجميع، والمدرسة الثانية تؤمن بالتعـاون الدولى وحق الشعـوب الصغيرة وأهمية السـلام، وفى رأيها أن السلام فى العالم يمكن تحقيقه بالتعـليم وفهم الثقـافات بعضهـا بعضـا، وفى التمسك بالقيم الديمقراطيــة وتأكيد الحريات.. وكان فولبرايت من قادة هذه المدرسة الأخيرة. ونتيجة استخدام الولايات المتحدة القنبلـة الذريـة على هيروشيمـا وناجـازاكى بعـد أن كانت الحرب قد حسمت قبل استخدامها، أعلن فولبرايت أن ما فعلتـه أمريكا ليس إلا امتدادا لسياسة (غطرسة القوة)، وظل بعد ذلك يعارض الاستخدام الأمريكى للقوة العسكرية ويقــول إن ذلك يؤثر تأثيرا سلبيا على سلامة سياسة الدولة فى الداخل والخارج. وربما يكون لأفكار فولبرايت فى الستينات حول غطرسة القوة العسكرية الأمريكيــة، وأفكاره فى السـبعينات والثمانينات عن (ثمن الإمبراطورية) صدى فى الحوار حـول مستقبل القوة الأمريكيـة، بل مستقبل أمريكا ذاتها، ففى سنة 1987 صدر كتاب بول كيندى أسـتاذ التـاريخ بجامعـة ييل بعنوان (صعود وسقوط القوى العظمى) وذاع صيت الكتاب ومؤلفه وتردد فى الكتابات السياسية القانون الذى توصل إليه وملخصه أن الامبراطوريات تنشأ بعد تراكم قدراتها الهائلة الاقتصادية والتكنولوجية، وعندما تصل إلى نقطة معينة من التوسع العسكرى لتحقيق أطماعها الاقتصادية تصبح تكلفة النفقات العسكرية أكبر من المكاسب الاقتصادية التى تحققها من ورائها، وهنا تبدأ القدرات الاقتصادية للامبراطورية فى التناقص حتى تصل إلى الانهيار أخيرا، بينما تظهر قوة أخرى تكون قد سارت على نفـس الطـريق، وحققت قوة اقتصادية تغريها بالتوسع.. وهكذا تتكرر مسيرة صعود وسقوط كل قوة عظمى فى التاريخ. وبول كيندى يطبق هذا القانون على أمريكا، ويقـول إنها نجحت فى تحقيق تراكم اقتصادى جبار فى القرن التاسـع عشر والنصف الأول من القــرن العشــرين فى الوقت الذى بدأت فيه الامبراطورية البريطانية فى الانحلال، ولكن مع تزايد الأعمال العسكرية الأمريكية منذ حرب فيتنام وزيادة الإنفاق العسكرى فإن الطاقــة الاقتصاديــة الأمريكيــة سوف تقل تدريجيا، وفى نفس الوقت فإن دول أوربا الغربية واليابان تحقق مزيدا من القوة الاقتصادية، وأخيراً يرى بول كيندى بعد هذا التحليل أن الأمور إذا استمرت على ما هى عليه فإن الولايات المتحدة سـوف تسقط من مكانتها الفريدة التى وصلــت إليهـا، ولعل ذلك نتيجـة غطرسة القـوة وثمن الامبراطورية كما تنبأ بهما فولبرايت منذ وقت طويل، وتوصل إليه بول كيندى بعد دراسة طويلة لصعود وسقوط الامبراطوريات فى جميع عصور التاريخ.

والسناتور فولبرايت يعتبر من أصحاب الفكر المستقل، حتى أن الرئيس الأسبق جون كيندى عرض عليه منصب وزير الخارجية فرفض، وظل يدافع عن اختصاصات الكونجرس باعتباره السلطة التشريعية التى اغتصبتها السلطة التنفيذية ممثلة فى سلطة الرئيس، كما استمر فى نقد السياسة الخارجية الأمريكية التى تمثل (غطرسة القوة).. وحينما استغل السيناتور جوزيف مكارثى نجاح ثورة الصين وقيام جمهورية الصين الشعبية، ثم استغل الحرب الكورية، واشتداد الحرب الباردة، وقاد حملة على أصحاب الرأى فى أمريكا واتهمهم بالشيوعية. وكانت (الماكارثية) نقطة سوداء فى تاريخ أمريكا بما حدث فيها من اضطهاد واعتداء على كل من يخالف الرأى الرسمى بالكتابة أو القول.. وقف فولبرايت فى مواجهة هذا الاتجاه الفاشى الذى يتخفى تحت قناع الدفاع عن أمريكا وعن الديمقراطية.

كتابات فولبرايت تفسر الوضع فى أمريكا الآن فى ظل إدارة الرئيس بوش.. كانت الخلافات داخل أمريكا حول حرب فيتنام والآن حول حرب أفغانستان والعراق وما بعدهما.. وكانت المعركة حول دور المؤسسة العسكرية فى وضع السياسات الخارجية لأمريكا والآن نشهد معركة مماثلة حول دور البنتاجون ووزير الدفاع رامسفيلد. والبعض يرى أنه حدث انقلاب عسكرى فى أمريكا بعد 11 سبتمبر أصبحت فيه وزارة الدفاع هى صاحبة الكلمة العليا فى رسم السياسة الخارجية.. وكانت الصراعات حول دور الرئيس الأمريكى الذى أصبح يجمع من السلطات والقوة ما يجعله أقرب إلى الدكتاتوريات فى الدول الصغيرة التى توجه أمريكا إليها النقد بقسوة.. وهانحن أولاء نرى أن الرئيس الأمريكى الآن هو الذى يقرر، ويجمع السلطات فى يده.. ويسلب الكونجرس كثيرا من سلطاته واختصاصاته.. ويحكم قبضته على الداخل بمراقبة الأشخاص والاتصالات التليفونية والتحركات وإطلاق يد أجهزة التجسس فى الداخل تحت ستار تعقب المشاركين فى منظمة القاعدة التى يديرها بن لادن، وكأن تنظيم بن لادن  امبراطورية لها أذرع تمتد إلى كل مكان فى العالم وتقدر على تهديد كل الدول وكل الأنظمة حتى الولايات المتحدة بما لديها من قدرات تكنولوجية وعسكرية على الأرض وفى البحار وتحت الماء وفى الفضاء.. وبما لديها من أقمار التجسس ووسائل التنصت وأجهزة تسمع (دبة النملة) فى أى مكان على الكرة الأرضية كما يقولون..

وكان الخلاف أيام فولبرايت حول حدود استخدام القوة بالنسبة لأمريكا وحتى والآن ما زال هذا الخلاف قائما..

العودة إلى كتابات فولبراليت تجعلنا نفهم ما يجرى فى أمريكا فى هذه المرحلة فى ضوء ما جرى فى مراحل سابقة.. ولكى نفهم كيف تسير أمريكا الآن على طريق بدأته منذ سنوات.. وأوشكت أن تصل إلى نهايته.!

وفى أمريكا هذه الأيام موجة من النقد الشديد لسياسات الرئيس بوش، وكل يوم تقريبا نقرأ مقالاً يعكس حالة من القلق والرفض والخوف على مستقبل علاقات أمريكا بدول العالم، بل الخوف على مستقبل أمريكا ذاتها نتيجة سياسة القوة التى تفرض بها الإدارة الأمريكية إرادتها على دول العالم، ثم تشكو من مشاعر الكراهية التى تزداد فى أنحاء العالم تجاه أمريكا..

وعلى سبيل المثال كتب ديفيد برودر فى صحيفة (واشنطن بوست) فى 11 يوليو الماضى مقالاً بعنوان (بوش فى منتصف فترة رئاستــه ورطـة فى الداخـل والخـارج) قال فيه: إن الأخبار القادمة من جبهات الحرب أخبار سيئة، ومثلها الأخبار التى تأتى من داخل أمريكا، ففى العقود الأخيرة أصبح على الأمريكيين أن يدفعوا ثمن فشل رؤسائهم.. منذ 8 سنوات تحملوا نتائج فشل كلينتون فى مشروع التأمين الصحى الذى وعد به الأمريكيين فى حملته الانتخابية، وانعكس هذا الفشل فى انتخابات التجديد للكونجرس ففاز حزب الجمهوريين المعارض بالأغلبية، ومنذ 12 سنة دفع الأمريكيـون ثمن فشل جورج بوش الأب فى تنفيذ وعده للأمريكيين عندما انتخبوه على أساس أنه لن يفرض عليهم ضرائب جديدة ولكنه فعل العكس.. ومنذ عشرين عاما دفع الأمريكيون فشل رونالد ريجان فى سياسته الاقتصادية التى أدت إلى الركود الاقتصادى.. ومنذ 24 عاما دفع الأمريكيون ثمن فشل جيمى كارتر الذى لم يستطع الحفاظ على التعاون مع الكونجرس ونتيجة للخلافات وجد نفسه فى موقف حرج نتيجة لأزمة الطاقة.. وفى سنة 1970 فشل نيكسون فى إدارة الحرب الفيتنامية وأحاطت به المظاهرات المعارضة لاستمرار هذه الحرب الفاشلة التى سقط فيها آلاف الشبان الأمريكيين ولم تستفد أمريكا منها شيئاً، ولم ينجح نيكسون فى إلقاء مسئولية الفشل على الكونجرس أو على الصحافة.

ويقول ديفيد برودر: إن الرؤساء الذين شنوا عمليات عسكرية واسعة النطاق فقدوا المساندة من الرأى العام، وثبت فشل سياساتهم القائمة على استخدام القوة.. وهذا ما تفعله الإدارة الأمريكية.. فقد مضت شهور طويلة على الحرب الأمريكية فى أفغانستان للقضاء على تنظيم القاعدة، وحماية أمريكا من أى هجوم إرهابى آخر بعد هجوم 11 سبتمبر، وبعد الضرب والقتل والهدم وإعلان الانتصار الأمريكى فى الحرب على الإرهاب ماذا حدث..؟. تم اغتيال نائب الرئيس الأفغانى فى شوارع العاصمة كابول وهو الرجل الذى قامت الولايات المتحدة بتعيينه، وكان هذا خبرا سيئا.. وأسوأ منه أن القاتل ما زال مجهولا حتى الآن.. هل القاتل من تنظيم القاعدة..؟ وهل ما زال لتنظيم القاعدة وجود وفاعلية بعد كل هذه الحرب..؟. هل القاتل من تنظيم أفغانى معارض؟.. وهل فشلت أمريكا فى توحيد أو تقريب الطوائف المتناحرة فى أفغانستان؟.. وكيف سيكون مستقبل أفغانستان ومستقبل الوجود الأمريكى إذا استمر وجود تنظيم القاعدة، أو استمر وجود الخلافات بين الطوائف الأفغانية المسلحة..؟

وماذا فعل الرئيس الأمريكى..؟ أرسل العزاء إلى الحكومة والشعب فى أفغانستان، تماما كما فعل عندما قتلت القوات الأمريكية 48 مدنيا أفغانيا وأصابت 100 آخرين وهم يشاركون فى حفل زفاف وأطلقت عليهم القوات الأمريكية الصواريخ وأعلنت أنهم من تنظيم القاعدة.

يقول ديفيد برودر: إن ما يحدث فى أفغانستان يعيد إلى الذاكرة ما كان يحدث فى فيتنام، حيث كانت الاغتيالات والانقلابات سائدة فى العاصمة سايجون، وكان الجنود الأمريكيون يقتلون المدنيين الفيتناميين ويقولون: إنهم جاءوا لحمايتهم وتحريرهم..

أما أخبار الداخل السيئة- كما يقول ديفيد برودر- فإن آخرها ما ظهر من فشل إجراءات الأمن الداخلية التى تقول الإدارة الأمريكية إنها أصبحت محكمة ودقيقة وكاملة.. بينما جاء حادث إطلاق النار فى مطار لوس أنجليس الدولى دليل على فشل نظم الحماية فى أكثر المنشآت حساسية.. ولم يعد أحد يعرف ما الحل.. هل ستتوسع أمريكا فى توفير الحراسة لكل مسئول فى الحكومة الأفغانية كما فعلت بتعيين حراسة أمريكية على قرضاى..؟! وهل ستطلب من الأفغان التنسيق مع القيادة العسكرية الأمريكية قبل إقامة حفلات الزفاف..؟! وهل ستتخذ قوات الأمن الداخلى فى أمريكا إجراءات أخرى غير تفتيش حقائب وجيوب وأحذية كل من يدخل أو يخرج من المطارات..؟!

ويقول ديفيد برودر: ماذا حققت سياسة الإدارة الأمريكية..؟ زادت معدلات البطالة.. تراجع الاقتصاد الأمريكى.. زادت أعداد الشركات التى أعلنت إفلاسها.. انتشرت الفضائح وأخبار الفساد من شركاء بوش القدامى فى عالم البزنس وإدارة الشركات.. وأخبار التحقيقات تملأ الصحف عن اتهامات بالكذب والتحايل واستخدام أساليب ملتوية والتزوير فى حسابات الشركات العملاقة حتى بلغت خسائرها عشرات المليارات من الدولارات.. وتدهورت البورصة.. وهكذا وصل الرئيس بوش إلى الورطة التى يقع فيها كل رئيس أمريكى تقريبا عند منتصف فترة رئاسته.

وفى نفس الاتجاه نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى افتتاحيتها أول فبراير الماضى بعنوان (حدود القوة) قالت فيها: إن استعمال القوة، والتهديد بها عاد من جديد إلى السياسة الخارجية الأمريكية، ومنها الرسالة الخطأ التى وجهها الرئيس جورج دبليو بوش إلى إيران والعراق وكوريا الشمالية وأطلق على هذه الدول اسم (محور الشر) وادعى أن هذه الدول تهدد الولايات المتحدة بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية، وأعلن أنه سيقف لها بالمرصاد ولن يسمح لها بذلك، مع أن أمريكا منذ انسحابها المخزى من فيتنام لم تعتمد فى سياستها الخارجية على القوة العسكرية، ولكن يبدو أن الرئيس بوش يضع مذهبا عسكريا جديدا حاسما بتدخل أمريكا عسكريا لضرب الدول التى فيها احتمالات لتصنيع أسلحة غير تقليدية، وهذا يعتبر انحرافا عن المبدأ الأمريكى الذى كان قائما على عدم استخدام القوات العسكرية الأمريكية فى الهجوم على الدول، وأن عليها فقط حماية أمريكا من أى هجوم خارجى.. ولكن بوش وضع قاعدة جديدة بالبدء بالهجوم.. والبدء بإطلاق النار.. وهذه خطوة لا يمكن الإقدام عليها بمثل هذه السهولة، ويجب ألا يشجع نجاح الحملة الأفغانية بوش على التوسع فى الحروب.. وهجمات 11 سبتمبر تفرض على أمريكا الدفاع عن نفسها، والإطاحة بحكومة طالبان، ومطاردة بن لادن وأتباعه، ولكن 11 سبتمبر ليس مبررا للرئيس بوش للبدء بالهجوم فى أماكن أخرى.. أو اعتبار الحق فى الهجوم حقا مطلقا وغير محدود.. وعليه أن يتعلم كما تعلم أسلافه أن الإفراط فى استخدام القوة يؤدى دائما إلى تآكل التأييد فى الداخل، كما يؤدى إلى تدمير المصالح الأمريكية وتهديد حلفاء أمريكا فى الخارج.

وقالت نيويورك تايمز أيضا ربما يكون الرئيس بوش وإدارته قد شعروا بأن نتائج الحملة العسكرية فى أفغانستان والاستخدام المدمر للأسلحة الفتّاكة قد شد انتباه الدول المعارضة للولايات المتحدة، وشجعه أيضاً تأييد دول مثل روسيا والصين. فرأى أن هذا هو الوقت المناسب لتهديد العراق وإيران وكوريا الشمالية بالهجوم العسكرى. ولكن سيجد بوش مشكلة إذا لم تخضع هذه الدول للتهديد، ويجد نفسه أمام خيار استخدام القوة، والأوضاع فى كل دولة من الدول الثلاث تختلف عن الأخرى، وكل دولة منها أقوى عسكريا من أفغانستان، لذلك فلن يكون استخدام القوة معها سهلاً كما كان فى أفغانستان، وحتى إذا استطاعت أمريكا الهجوم العسكرى بنجاح فلن تضمن رد الفعل، والهجمات المضادة فى الخارج وقد تكون أكثر سوءا من التهديدات الأصلية، فضلاً عن أن بوش ينقصه تأييد الحلفاء، وتواجهه موجات من زيادة العداء تجاه الولايات المتحدة، وعليه أن يفكر فى نتائج إثارة الفوضى فى الدول التى سيضربها فقد تكون فى غير صالح أمريكا.

وأخيرا قالت نيويورك تايمز: من الممكن أن تكون القوة العسكرية الأمريكية المنقطعة النظير مؤثرة فى شئون العالم، ولكن يجب دائما استخدام القوة بحكمة ورحمة.. وعلى بوش أن يحذر من الإغراء بالتمادى فى استخدام القوة المفرطة..

هكذا يقول حكماء أمريكا.. ولكنهم قلة.. وأصواتهم ضائعة وسط صيحات الحرب وجنون القوة .. أصواتهم ضعيفة لكنهم يقولون كلمة الحق، ورؤيتهم هى الصواب، وهم يرفعون أصواتهم الضعيفة لصالح أمريكا والصالح العالم.

فمن يسمع.. ومن يتعظ..؟
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف