مستقبل الإمبراطورية الأمريكية
المفكرون والسياسيون فى أمريكا يشغلهم المستقبل.. بعد أن حققت أمريكا هدفها بإقامة إمبراطورية تسيطر وتقود العالم، إلى متى سوف تدوم هذه الإمبراطورية؟ وهل ستواجه المصير الذى واجهته الإمبراطوريات العسكرية السابقة على امتداد التاريخ؟ وهل يمكن أن تسود أمريكا العالم وتسيطر على الدول والشعوب بالخوف والحرب والإرهاب أو بالقيادة الرشيدة الديمقراطية؟
كثير من أمثال هذه الأسئلة يحاول البروفيسور جون ايكنبرى G. John Ikenberry الإجابة عنها فى دراسة بعنوان: (أوهام الإمبراطورية – تعريف النظـام الأمريكى الجديد)، وكتب البروفيسور بيتر كروف مقالا فى مجلة (فورن أفيرز) عدد مارس وأبريل 2004 تضمن تحليلا لخمسة كتب مهمة صدرت مؤخرا هى: (مآسى الإمبراطورية ونهاية الجمهورية – تأليف تشارلز جونسون) و(ثمن الإمبراطورية الأمريكية – تأليف نيال فيرجسون) و(إمبراطورية الخوف – تأليف بنيامين باربر) و(إمبراطورية غير مترابطـة – تأليف مايكل مان) و(ما بعد الإمبراطورية: انهيار النظـام الأمريكى – تأليف ايمانويل تود).
الدافع وراء هذا السيل من الكتب والدراسات التى تعكس المخاوف الأمريكية حول مستقبل الإمبراطورية، هو الشعور بأن الولايات المتحدة وصلت إلى درجة من القوة أصبحت تهيمن بها على العالم بشكل لم يحدث أبدا لدولة أخرى. أمريكا خرجت من الحرب العالمية الثانية وقد أصبحت القوة العظمى الوحيدة ولم يظهر - حتى الآن - منافس قوى يمكن أن يهدد إمبراطوريتها على المدى القصير.. وأوروبا تنسحب إلى الداخل وتهتم ببناء وحدتها وتنمية اقتصادها ومعالجة التفاوت فيما بينها فى درجة النمو. واليابان تعانى من الركود.. أما أمريكا فإن لديها القواعد العسكرية ومجموعات القتال فى 52 دولة فى العالم.. وروسيا أصبحت فى شراكة أمنية مع الولايات المتحدة.. والصين وفقت أوضاعها على أساس قبول الهيمنة الأمريكية فى الوقت الحالى على الأقل.. هكذا، ولأول مرة، تجد أقوى دولة نفسها قادرة على أن تعمل ما تريد وحدها دون قيود عليها من دولة أو مجموعة دول أخرى، ولا تلتزم بشىء ولا حتى بالقانون الدولى..
أمريكا تدرك أن هذا عصر أحادى القطب.. وهذا ما يفسر حروب بوش.. وغزو أفغانستان والعراق.. والميزانية العسكرية التى لم يسبق لها مثيل.. واستراتيجية الأمن القومى لأمريكا التى أعلنها الرئيس بوش عام 2002 والتى زعزعت أمن دول كثيرة فى العالم وأثارت القلق فى العالم.. وأدت إلى التوتر فى العلاقات بين أمريكا وأوروبا.. وظهرت آثار هذا التوتر فى الانتخابات الأخيرة فى ألمانيا، والبرازيل، وكوريا الجنوبية، وغيرها.. وآخرها أسبانيا.
تبدو الإمبراطورية الأمريكية اليوم بصورة لم تصل إليها الإمبراطورية الرومانية أو الإمبراطورية البريطانية.. وبعض المفكرين الأمريكيين يقولون إن القيم والمثل الأمريكية أفسدها السعى الإمبريالى وراء القوة والأطماع الرأسمالية.. أما المحافظون الجدد فإنهم سعداء بهذه الممارسة الإمبريالية للقوة ويرددون أنها قوة تعزز الديمقراطية، وتحارب الاستبداد والإرهاب ومخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل.. أين الحقيقة بين هؤلاء وهؤلاء؟
***
المشروع الأمريكى له الآن امتداد عالمى غير مسبوق.. وليس أمام الدول طريق آخر غير التفاهم مع هذا النظام المستبد والمتقلب أو الالتفاف والمناورة من حوله.. لكن أمريكا بعد أن أصبحت تحتكر القوة، فإنها تستخدم هذه القوة فى تنفيذ عدوانها على الدول، وتسمى هذا العدوان سياسة العمل الوقائى، وتعنى بذلك أن لها الحق فى التدخل فى شئون الدول وغزوها والاستخفاف بسيادة الدول وبالمؤسسات الدولية.
أمريكا الآن إمبراطورية.. والإمبراطورية هى الدولة الأقوى التى تسيطر سيطرة سياسية على الدول الأضعف منها.. كانت الإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية حتى أواخر القرن التاسع عشر إمبراطوريات واضحة ورسمية.. الاتحاد السوفيتى كان إمبراطورية.. وفرض هيمنته على أوروبا الشرقية ولكن بشكل غير مباشر.. الإمبراطورية البريطانية مارست الحكم الاستعمارى المباشر.. الولايات المتحدة إمبراطورية من نوع آخر.. هى إمبراطورية تمارس سياستها وتحقق أهدافها بطرق فجة كما فى أمريكا اللاتينية والعراق، أما الدول التى تقبل أمريكا أن تكون علاقتها معها علاقة شراكة فإنها تقبل ذلك بشروط.
<U>الخدعة العالمية</U/>
يرى تشارلز جونسون أن القوة العسكرية والقواعد الأمريكية المنتشرة أصبحت منذ حكم الرئيس ليندون جونسون الأساس الذى جعل أمريكا قوة عسكرية مصممة على الهيمنة على العالم. ونتيجة الزهو بالانتصار، والإحساس المبالغ فيه بوجود تهديد، أصبحت تشدد قبضتها على العالم، وحلت وزارة الدفاع محل وزارة الخارجية، وأصبحت هى التى توجه السياسة الخارجية الأمريكية.. ومن هنا أصبح دونالد رامسفيلد وزير الدفاع أعلى صوتا فى الشئون الخارجية وأكثر نفوذا من كولن باول وزير الخارجية، وأصبح الجنرالات فى القواعد وقادة القوات الإقليمية هم سفراء وقناصل أمريكا الحقيقيين، الذين يوجهون عملية الانتشار الإمبريالى الأمريكى.. وهذه الإمبراطورية العسكرية ستؤدى إلى إفساد الديمقراطية، وإفلاس الدولة، وإشعال المعارضة، وفى النهاية سوف تنتهى إلى الانهيار كما حدث فى الاتحاد السوفيتى. وفى كل الإمبراطوريات السابقة.
هذه الإمبراطورية العسكرية تنشر خدعة مؤداها أنها توفر الحماية الدولية.. بمعاهدات دفاع مشترك مع الدول.. وبوجود مجموعات عسكرية استشارية فى عدة دول.. وقوات عسكرية متمركزة هنا وهناك بحجة الدفاع ضد تهديدات مبالغ فيها أو غير موجودة أصلا.. وفى ظل هذه الترتيبات أصبحت هناك دول مستقلة فى الظاهر استقلالا شكليا، بينما هى فى الحقيقة تابعة للإمبراطورية الإمبريالية وتتحرك وفق إشارتها، ومثل هذه العلاقات كان يمارسها الاتحاد السوفيتى فى أوروبا الشرقية، وتمارسها الولايات المتحدة فى شرق آسيا.. الإمبراطورية الأمريكية قائمة على تواجد عسكرى لا ينتشر فى الدولة، ولكنه يتمركز فى قواعد.. والنفوذ الأمريكى مفروض على الدول بالقوة والإكراه والاستغلال بالضبط كما كان الاتحاد السوفيتى يفعل مع دول أوروبا الشرقية.. ونظام الأمن الأمريكى قائم على التحالفات والقواعد ويعتمد على إثارة المخاوف من تهديدات ملفقة وراءها أهداف توسعية.. وفى الحروب الأخيرة لم تكن الولايات المتحدة تدافع عن نفسها، ولكنها كانت تستغل الفرص لبناء إمبراطورية..
كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى متشابهين.. كلاهما حوّل بلده إلى مجتمع عسكرى، وجعل سياسته الخارجية فى خدمة أهدافه التوسعية فى دول تابعة ومعتمدة عليه سياسيا.. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى وانتهاء الحرب الباردة وجدت أمريكا الفرصة وأصبح العالم مفتوحا أمام استراتيجيتها للتوسع الإمبريالى، رغم أن انهيار الاتحاد السوفيتى كان يعنى انتهاء المبررات للاستمرار فى النظام العالمى المعتمد على القواعد البحرية، والقواعد الجوية، واحتلال الجيوش للدول ذات الأهمية الاستراتيجية للمصالح الأمريكية، وانتشار مراكز التنصت والتجسس فيها، وفرض عقوبات.. ومقاطعة استراتيجية على الدول التى تبدى الرفض لهذه الهيمنة.
***
وهجمات 11 سبتمبر الإرهابية كانت الفرصة.. وجد الرئيس بوش المبرر لنشر الهيمنة العسكرية الأمريكية، وللتخلص من التحالفات، وإعلان الموقف الأمريكى الحقيقى تجاه (أوروبا القديمة).. كانت هذه الهجمات فرصة لتعمل أمريكا وهى فى حل من الالتزامات، والمعاهدات الدولية، والقانون الدولى، والانطلاق نحو حكم إمبريالى مباشر وصريح.. وتوجيه كل شىء لمصلحتها.. الأسواق المفتوحة.. الاندماج الاقتصادى العالمى.. بالإضافة إلى إضفاء الشرعية على التواجد العسكرى الأمريكى بطرق مختلفة.. وأيضا بمساندة الحكومات الضعيفة والفاسدة حتى تبرر النفوذ الأمريكى.
<U>الهيمنة أم التعاون</U/>
ويقول نيال فيرجسون: إن الولايات المتحدة هى الوريث غير الشرعى للنظام البريطانى فى الحكم العالمى، وليس هناك قلق من أن العالم سوف يصبح إمبراطورية أمريكية، ولكن القلق من أن العالم لن يصبح كذلك بشكل كاف، لأن القادة الأمريكيين فى رأيه لديهم الإصرار.. ولكن مواقفهم متذبذبة وليس لديهم (النفس الطويل). وحق المواطنة فى أمريكا مفتوح كما كان فى الإمبراطورية الرومانية. وقد منحت الجنسية الأمريكية للذين خدموا فى حرب العراق كما كانت تفعل روما القديمة، وحتى الطابع المعمارى للعاصمة واشنطن، والنظام السياسى وتكوين الجمهورية والدستور.. كل ذلك يجعل الولايات المتحدة تبدو كأنها (روما جديدة)، كذلك فإن انتشار اللغة والأفكار والثقافة الأمريكية يشبه ما كان فى روما فى ذروة قوتها. وكان تشرشل يقول: (إن هدف الإمبريالية البريطانية منح السلام للقبائل المتحاربة وإقامة العدالة، وكسر أغلال العبيد، واستخراج الثروات من باطن الأرض، وإقامة نظام جيد للتجارة والتعليم)، كذلك فإن رؤساء أمريكا ابتداء من الرئيس ويلسون، وروزفلت، وكيندى، وريجان، وكلينتون، وحتى جورج دبليو بوش فإنهم أيضا يقولون إنهم يعملون من أجل نشر الديمقراطية، والانفتاح الاقتصادى، والكرامة الإنسانية، وحكم القانون.. إلخ.. لكن ذلك لم يمنعهم من استخدام القوة العسكرية لضم الدول فى النظام الدولى الذى تحكمه هذه الإمبراطورية.. وأمريكا ترى أن العالم محتاج إلى قيادة قوية وليس فى العالم دولة مهيأة للقيادة غيرها، وإن قيل إن أوروبا سوف تصبح قوة تعادل قوة أمريكا فإن ذلك فى رأى فيرجسون مستبعد فى المدى المنظور، لانشغال أوروبا ببناء وتوسيع الاتحاد الأوروبى وبحل التناقضات فى داخل هذا الاتحاد.. وأكثر من ذلك يقول فيرجسون: إن الاستقلال السياسى لم يكن مفيدا لمعظم الدول الفقيرة بل كان كارثة عليها (!) مما يؤكد حاجة الدول إلى قيادة وسيطرة أمريكا (!) ويؤكد ضرورة امتداد نطاق الإمبراطورية الإمبريالية الأمريكية ليطوى هذه الدول تحت القيادة الأمريكية وإن تضمّن ذلك شكلا من أشكال الحكم الاستعمارى، فإن ذلك أمر ضرورى ولا غنى عنه (!) أما كيف ستكون الترتيبات والعلاقات بين الدول وبين هذه القيادة الإمبريالية فإن هذه أمور لم تتضح بعد.
يقول جون ايكنبرى: إن ذلك يعنى أن يكون النظام العالمى فى ظل قيادة أمريكا نظاما متسلطا، تستخدم فيه قوتها لتحقيق مصالحها على المدى الطويل بدلا من النزاعات قصيرة المدى مع الدول الأخرى.
ويقول فيرجسون: إن النظام العالمى بعد انهيار الاتحاد السوفيتى كان من الممكن أن يكون عبارة عن دول مستقلة لا رابط بينها، وينفرط النظام العالمى، وإما أن تكون الإمبراطورية الأمريكية هى القوة التى تجمع وتربط وتوحد النظام العالمى. ولو أن الخيار الأول هو الذى تحقق لأصبح العالم عبارة عن دول متنافسة، معظمها غير ديمقراطية، ينتهى الأمر إلى فوضى عالمية (!) لكن قيادة الإمبراطورية الأمريكية هى الضمان لاستقرار النظام العالمى، واستقرار الأسواق المفتوحة، وعلى أمريكا أن تجعل إمبراطوريتها مختلفة عن الإمبراطوريات السابقة بأن تسمح بالتعاون مع الدول الأخرى.
فيرجسون فى النهاية يصل إلى أن الإمبراطورية الإمبريالية الأمريكية لن تعمر طويلا، وسوف تكون سريعة الزوال، بخلاف الإمبراطورية البريطانية، لأن البريطانيين كانت لديهم ثقافة السيطرة العالمية.. لذلك فإن من مصلحة أمريكا ألا تعمل على إخضاع الدول لحكمها، وتلتزم بالشرعية والعدالة فى ممارستها للقوة، حتى تتمكن من إقامة نظام دولى قائم على التعاون والتراضى. وعلى أمريكا أن تستفيد من أخطائها فى العراق، فحين كشف الرئيس بوش عن الثمن الذى تكبدته أمريكا لاحتلال العراق من الأرواح والأموال كانت النتيجة أن انخفضت مساندة الأمريكيين لسياسته على الفور.
<U>إمبراطورية الخوف</U/>
فى نفس الاتجاه يحذر بنيامين باربر فى كتابه (إمبراطورية الخوف) من السياسة الأحادية فى قيادة أمريكا للعالم، فقد اعتدت أمريكا على القانون بدلا من إقامته، وبأفكار مثل: العمل المنفرد، والحرب الوقائية، وتغيير أنظمة الحكم، أطاحت بالقانون وفقدت التعاون مع الدول وبذلك أصبح موقفها ضعيفا فى محاربة الإرهاب، ولم تدرك الإدارة الأمريكية أن أية سياسة تعتمد على استخدام القوة العسكرية ضد من تعتبرهم محور الشر هى سياسة تعكس سوء فهم للديمقراطية والاعتماد المتبادل بين الدول، وما دامت الإمبراطورية الأمريكية تعتمد على العمل العسكرى فى إدارة النظام العالمى فلن تدوم طويلا. فالسياسة الأمريكية لا تدرك أن النظام الدولى معقد جدا، ومعتمد بعضه على البعض الآخر بحيث لا يمكن حكم هذا العالم مركزيا، ولن تصبح أمريكا عاصمة العالم، وإن تعميق الخوف فى نفوس الأمريكيين يجعل أمريكا (إمبراطورية الخوف) ويجعلها تلجأ إلى إدارة العالم بالسلاح والضغوط، لكن هذه الاستراتيجية تعجل بالهزيمة من الداخل، وبالإضافة إلى ذلك تدفع الآخرين إلى معاداة أمريكا بدلا من التعاون معها، ويتحولون إلى قوى تعمل على قلب نظام الحكم العالمى الإمبريالى، ولن يكونوا شركاء يقبلون أن يكون وضعهم أدنى وينحصر دورهم فى الطاعة..
ويؤسس بنيامين باربر نظريته فى أن مستقبل الإمبراطورية الأمريكية لا يشير إلى أنها ستعيش طويلا على أنها لا تلتزم بالقانون والعدالة، ولا تعترف بحقوق جميع الدول والشعوب، وتؤمن بالهيمنة وليس بالتعاون السياسى والاقتصادى والثقافى، ولأنها لا تدرك أهمية التعددية فى العالم كما تؤمن بالتعددية فى الداخل، وبدلا من استراتيجية (الحرب الوقائية) فإن أمريكا تستطيع القضاء على الإرهاب من خلال استراتيجية (الديمقراطية الوقائية).. أى أن يكون النظام العالمى قائما على تعاون دول ديمقراطية تعمل معا دون ضغط أو خوف.. ويقول فى النهاية: إن التهديدات التى يمثلها الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل ليست أسبابا كافية لقبول العالم لإمبراطورية لا تتعامل إلا بالقوة العسكرية.. وأين ما كانت تبشر به الولايات المتحدة أيام الحرب الباردة حين كانت تبشر بأن زوال الاتحاد السوفيتى سيؤدى إلى إقامة عالم موحد يتعاون على تحقيق الأمن والحرية والتقدم للجميع، ويلتزم بالشرعية.. أين هذا مما يحدث الآن والعالم يسمع أمريكا وهى تعلن الحرب العالمية بلا نهاية.. وتعلن: من ليس معنا فهو ضدنا؟.
أمريكا تعلن: سوف نمضى وحدنا إذا لم يتبعنا الجميع.وتعلن: سوف نقسم خيرات العالم على الدول التى تخضع لنا فقط دون سواها..! كيف تنتظر مساندة الآخرين لها بعد ذلك؟
***
التحذيرات كثيرة.. من داخل الولايات المتحدة.. تعكس الخوف على مستقبل الإمبراطورية الأمريكية إذا استمرت سياسة القوة والهيمنة والاستهانة بالقانون وبالدول والشعوب.. وكأنها تكرر الحكمة العربية القديمة: دولة الظلم ساعة.. ودولة العدل إلى قيام الساعة.