يا عرب.. لماذا تخلفنا؟!
كشف الدكتور فاروق الباز القناع الذى كان يخفى الحقيقة فى البحث العلمى فى مصر والعالم العربى. وبصراحته المعهودة قال بصوت عال إن العالم العربى يعيش فى غيبوبة عما يجرى حوله من تغييرات فى العالم، وما زال يعيش عقدة التآمر من الغرب الذى يعوق التنمية الحضارية فى الدول العربية.
والدكتور فاروق الباز عالم كبير له مكانة دولية معروفة، وهو مدير مركز بحوث الفضاء والاستشعار عن بُعد بجامعة بوسطن الأمريكية، وهو مصرى الجنسية ولم تنقطـع صلته بمصر وبأسرته فيها ولكنه - ككل مصرى- يشعر بالألم لما يراه حوله فى العالم العربى، وما يسمعه من أعذار لا منطقية تعتبر شمّاعة يتم تعليق أسباب العجز العربى عليها- وهذا ما قاله فى حوار مع صحيفة يمنية - وأضاف بأن ما يحدث فى العالم العربى الآن هو نوع من التهرب من المسئولية التى يجب أن يتحملها العالم العربى للقيام بالتغيير ومواكبة كل جديد.
حديث الدكتور فاروق الباز نزل كالمطرقة على الرؤوس، خاصة بعد أن تحدث عن حقيقة التخلف العلمى والثقافى فى العالم العربى، وضرب مثالا على ذلك بأن الإصدارات من الكتب والمجلات والصحف فى الوطن العربى لا تكاد تمثل 1% من إصدارات دولة غربية واحدة تتشابه ظروفها الاقتصادية مع ظروف العالم العربى.
ولابد أن يشعر بالمرارة كل من يقرأ ما قاله الدكتور فاروق الباز، حين ضرب مثالاً آخر وهو أن كوريا الجنوبية قبل عشرين عاما خصصت كل إنفاقها لمدة سبع سنوات للتعليم فقط، فكانت النتيجة ظهور جيل من العلماء قدموا إنجازات علمية حقيقية وسجلوا 1638 براءة اختراع فى المجال الصناعى والتكنولوجى فقط، بينما لم يحقق العالم العربى كله سوى مائة وسبعين براءة اختراع فى عشرين عاما!
هذه هى كلمة الحق، وطبعا لن تعجب الذين اعتادوا على الإدلاء بالتصريحات عن المنجزات والمعجزات التى تحققت فى ميادين البحث العلمى.
وقبل ذلك قال الدكتور أحمد زويل الحقيقة المُرة هو الآخر، ويبدو أن المصريين الذين يعيشون فى الخارج يرون الحقيقة التى لا يراها أو لا يعترف بها من يعيشون فى دوامات التصريحات الوردية فى الداخل، وهم أكثر صراحة لأنهم اعتادوا التفكير والحديث بحرية وبصراحة فى مجتمع لا يكره من يقولون كلمة الحق.
تساءل الدكتور أحمد زويل عندما التقى مع شباب الجامعة الأمريكية فى القاهرة: أين العرب من الثورة العلمية التى تمثلت فى النزول على سطح المريخ، ولأول مرة فى التاريخ يتصل هذا الكوكب البعيد بملايين الكيلومترات بالأرض ويستغرق الإرسال من الأرض إلى المريخ عشر دقائق فقط؟! وأين العالم العربى من الثورة العلمية التى أنجزها العلماء فى حل الشفرة الوراثية والتحكم فى الجينات وما يترتب على ذلك من نتائج خطيرة جداً على البشرية، لأن الشعوب القادرة على تطويع العلم سوف تصبح قادرة على توفير قطع غيار للإنسان مثل عمل (قلب) والاحتفاظ به فى الثلاجة إلى حين الحاجة إليه؟
ولخّص الدكتور زويل رؤيته لحالة البحث العلمى فى نقاط محددة لكيلا تضيع الحقائق فى البلاغة اللفظية المعتادة فى العالم العربى فقال:
*لوضع الحالى للبحث العلمى فى العالم العربى يدل على أن العرب لم يتأهلوا للدخول فى عصر الثورات العلمية حتى الآن. دخل الفرد فى العالم العربى- وحتى فى الدول البترولية- أقل بكثير جداً من دخل الفرد فى دول الغرب. متوسط دخل الفرد فى السنة فى سويسرا مثلاً (37 ألف دولار)، وفى أوربا (29 ألف دولار)، وفى إسرائيل (18 ألف دولار) أما فى العالم العربى فإن متوسط الدخل (1000 دولار)، وفى نفس الوقت فإن الأمية تجاوزت 50% فى العالم العربى، وبين السيدات تصل إلى 75% وهذه مأساة حقيقية، فى زمن أصبح العالم المتقدم يقيس الأمية بالقدرة على استعمال الكمبيوتر!
* والشباب يمثل أكثر من 25% من تعداد السكان فى العالم العربى، ونسبة كبيرة منهم يعانون من البطالة، أو ملتحقون بوظائف لا تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية.
* والحقيقة المُرة أنه لا توجد فى العالم العربى قاعدة علمية، ولا إنجازات علمية، ففى أنحاء العالم نشر ثلاثة ملايين ونصف المليون بحث جديد فى العلم والتكنولوجيا، ووزعت فى دول الاتحاد الأوروبى، وكانت الأبحاث العلمية التى أنجزها العلماء فى فرنسا وإنجلترا وأسبانيا 37% من هذه الأبحاث، وكان نصيب العلماء الأمريكيين 34% منها، ودول آسيا على المحيط الهادى 21%، والهند 2.2% وإسرائيل 1.3% بينما كان نصيب 22 دولة عربية من هذه الأبحاث 0.3%. ومعظم الأبحاث التى نشرها الباحثون العرب غير مؤثرة ولا قيمة لها على الخريطة العلمية العالمية، وهذا شىء غريب، فكيف يكون العالم العربى بهذه الحالة بكل موارده وثرواته وجامعاته ومراكز أبحاثه التى نسمع عنها؟
وبعد هذا التشخيص المؤلم حدد الدكتور زويل أسباب هذا التخلف العربى وهى: عدم وجود حريات للإبداع والابتكار، وسوء التعليم، وانخفاض المستوى الثقافى، والانشغال بالتوافه، ويكفى أن نقارن عدد القنوات الفضائية وأغانى (الفيديو كليب) بعدد المؤسسات والأبحاث العلمية فى العالم العربى وسنجد أن الفضائيات العربية متفرغة للرقص أو الدعوة إلى قبر المرأة، وما زال العرب يتحدثون بعقلية قرن مضى.. أين الحوار حول المستقبل..؟ أين الاكتشافات العلمية..؟ أين أجيال الباحثين والعلماء من الشباب..؟ ماذا يفعلون..؟ ماذا يقدمون للمجتمع..؟
الغريب أن يكون هذا حال العالم العربى رغم توافر الموارد والطاقة البشرية. ولكن عدم وجود قاعدة علمية يعوق التقدم، ولأهمية القاعدة العلمية نذكر أن أمريكا احتلت المرتبة الرابعة فى العالم فى البحث العلمى طوال خمسين عاما (من 1901 حتى 1951)، وكانت ألمانيا فى ذلك الوقت فى المرتبة الأولى، وانجلترا فى المرتبة الثانية، وفرنسا فى المرتبة الثالثة، ثم أمريكا فى المرتبة الرابعة.. وبعد الحرب العالمية الثانية وخلال خمسين عاما (من 1948 حتى 2001) أصبحت أمريكا فى المرتبة الأولى بسبب الثورة العلمية التى بدأتها، ولم يحدث ذلك بمعجزات، ولكن حدث بإنشاء قاعدة علمية، حين فكّر الرئيس جون كيندى بالسيطرة على العالم بالقوة التى تكتسبها أمريكا بالتقدم العلمى والتكنولوجى.
*الوضع العربى والعالمى يدعو العرب لليقظة. ويستحيل تعويض مسافة التخلف الواسعة بمنهج التقدم التدريجى، طريقة السلحفاة لن تنفع. نحن نحتاج إلى نهضة.. ثورة فى التفكير والتنفيذ. والمثال الناجح فى ماليزيا التى كانت فقيرة ومتخلفة وتتلقى المنح من الدول العربية، والآن حققت نهضة وثورة ومعجزة. إذن فالنهضة ممكنة لمن تتوافر لديه الإرادة ويعرف الطريق الصحيح.
***
والنهضة- فى رأى الدكتور أحمد زويل- لها ثلاثة أضلاع، أولها الإصلاح السياسى، والإصلاح السياسى يؤدى إلى التقدم الاقتصادى، وهما معا قادران على تغيير ثقافة الشعوب، والمجتمع يتقدم عندما يكون القانون هو الحاكم للعلاقات والتصرفات، ويحصل كل إنسان على حقوقه دون حاجة إلى المحسوبيات والوساطة والرشاوى، وبهذا يتم بناء الثقة فى المجتمع، ويشعر الإنسان بالانتماء، وتنتهى محاولات البحث عن النموذج من ثقافة أخرى، وأخلاقيات المجتمع المنتج قائمة على الانضباط، والابتعاد عن النميمة، وعدم تضييع الوقت فيما لا يفيد، والقراءة ومتابعة ما يجرى فى العالم من تقدم، والإيمان بالعمل الجماعى، والتخلص من فكرة العبقرية الفردية.
وبناء مستقبل للعرب يتوقف على قدرتهم على وضع نظام تعليم جديد، ومناخ جديد للعلم والبحث العلمى.. وانظروا ماذا فعلت الهند وكوريا الجنوبية وقد أصبحت فيهما قلاع لإنتاج البرمجيات، وإحراز التكنولوجيا التى توصل إلى إنتاج الإنسان الآلى، والعالم متجه إلى التكنولوجيا الحيوية (البيوتكنولوجى) وذلك بعد أن كانت الهند وكوريا من أكثر دول العالم فقراً وتخلفا!.. فماذا يعلم العالم العربى عنها؟
***
وفى رؤية الدكتور أحمد زويل لواقع العالم العربى الآن أن العقبة الكبرى التى تعوق مشروع النهضة أو التحديث لنقل المجتمع المصرى والمجتمعات العربية إلى القرن الحادى والعشرين أن قطاعا غير قليل من المثقفين يعيشون فى الماضى، إنهم لا يدرسون الماضى، ولا يأخذون منه الدروس، ولكنهم يعيشون فيه، يجاهدون لإعادة الحياة كما كانت فى الماضى، وهذا شىء لا مثيل له فى العالم، ففى العالم العربى وحده ما زال الماضى حيا فى الوعى ويختلط بالحاضر وبالمستقبل، والحياة فى الماضى تشدنا إلى الوراء، وتجعل تفكيرنا وحديثنا عن الماضى أكثر من تفكيرنا فى المستقبل وحديثنا عنه، والبعض ينظر إلى المستقبل على أنه استعادة الماضى.
وهذه مشكلة كبرى!
مشكلة كبرى أن يكون المستقبل هو الماضى!
مشكلة كبرى ألا يكون فى عقول البعض فاصل يفصل بين الماضى، والحاضر، والمستقبل، ويميز فى العقل والوعى والسلوك بين كل مرحلة. ومشكلة كبرى أن بعض العقول غير مستعدة لقبول الحقيقة وإدراك أن الماضى مضى، وأن الحاضر يطرح علينا مسائل ومشاكل مختلفة، والمستقبل شىء آخر ظهرت بوادره فى المجتمعات المتقدمة التى استعدت له من قبل وعملت بجد ليكون لها مكان فيه.
لدينا مشكلة فكر وثقافة ومثقفين، ولدينا قصور شديد فى البحث العلمى، والمشكلة الأكبر أننا لا نريد أن نعرف هذه الحقيقة، ولا نريد أن نعترف بها، وهذه ليست فقط مشكلة، بل هى مصيبة.
***
أمامنا دول تتسابق على الفوز بموقع متقدم فى العلم، وتجاوزت عصر الذرة، ودخلت عصر الفضاء، والعصر الإلكترونى، وعصر المعلومات، وعصر الفمتوثانية، وعصر الخريطة الجينية للإنسان (الجينوم البشرى) والاستنساخ، وكل هذه الإنجازات تحقق معها تقدم مذهل فى مناهج البحث العلمى، وتوصل العلماء إلى نظريات وقوانين علمية ومواد جديدة ستجعل حياة البشر فى السنوات القادمة مختلفة عما هى عليه الآن. وكل اختراع جديد هو محصلة تقدم فى علوم متعددة، وما يتم من تقدم علمى فى خمس أو عشر سنوات يساوى كل ما تحقق من تقدم علمى عرفته البشرية منذ نشأتها!
***
والعالم يتجه إلى الانقسام إلى قسمين: قسم ينتج العلم والتكنولوجيا، ويسمح بتصدير بعضها، ويحتفظ بأسرار الباقى، ويستخدم التقدم العلمى للسيطرة وبسط النفوذ، فالعلم قوة. والقسم الثانى يستورد ويستهلك المنتجات النهائية المسموح بها دون أن يكون قادرا على معرفة كيف تم التوصل إليها فضلا عن أن يكون قادرا على إنتاجها (!) وبالتالى فإن العالم على وشك أن يشهد مرحلة جديدة من الاستعمار، لن يكون الاستعمار فيها بالاحتلال العسكرى فقط، بل سيكون بالسيطرة على أسرار التقدم العلمى، والمقدرة على إنتاج الأدوات والأجهزة وغيرها من ثمار هذا التقدم العلمى.
***
هذا ما يجرى فى العالم الآن، وفى العالم العربى ما زال بعض المثقفين ينظرون إلى الدنيا على أنها لا تستحق العمل وبذل الجهد، وينظرون إلى الآخرة على أنها هى وحدها المستقبل، وبذلك تركوا الدنيا والمستقبل لغيرهم، وقبلوا حياة التخلف والضعف فى الدنيا.
ليست لدينا سياسة مترابطة للبحوث العلمية والتكنولوجية، وليس ذلك بسبب نقص الأموال والكفاءات، ولكن بسبب عدم إدراك الدور الحاسم للعلوم فى تحديد مكانة كل دولة على خريطة العالم. وبسبب عدم وجود سياسة لتقدير الاحتياجات القومية والموارد البشرية والمالية، وبعض المثقفين استسلموا لفكرة أن العلوم والتكنولوجيا ليست مجالاً لنا، ومجالنا الشعر والغناء والمهرجانات، والدول الأخرى هى التى تختص بالعلوم، والبعض ما زال يرى أن الحديث عن النهضة العلمية ترف وإسراف لا يمثل احتياجا أساسيا لحياة المجتمع، ويقولون: ارفعوا أكوام الزبالة أفضل من إنشاء معمل للبحث العلمى (!) أو يقول: ليس هذا وقت الحديث عن البحث العلمى والتقدم التكنولوجى وعلينا أن نتفرغ لحل مشاكلنا اليومية، أو يقول: إن بناء القاعدة العلمية سهل، ويكفى شراء أجهزة ومعدات وتكنولوجيا من الدول المتقدمة، وواحد من كبار رجال الدين قال يوما: إن من النعم التى أنعم الله بها على المسلمين أن جعل الغرب مسخرا لهم، فالغرب يصنع الكمبيوتر والمسلمون يشترونه ويستعملونه، والغرب يصنع الأقمار الصناعيــة والطائرات والبوارج والغواصــات والمسلمون يشترونها جاهـزة.. وهــكذا (!) وقال فى يوم آخر: إن منديل كلينكس أفضل من صناعة القمر الصناعى وأكثر فائدة منه!! والبعض يقول سنصبح دولة إلكترونية بشراء ملايين من أجهزة الكمبيوتر من أمريكا!
وللحق، هناك إنجازات لبعض علمائنا، ولكنها نتيجة مجهودات فردية وليست نتيجة عمل جماعى مؤسسى، وفوق كل ذلك فإن كثيرا من الشعارات والتقارير والمجهودات المظهرية لم تكن فى الحقيقة سوى استعراضات للاستهلاك المحلى (!).
***
والدكتور أحمد زويل ينبه إلى ظاهرة أخرى خطيرة فى حياتنا العلمية والثقافية هى (خنق الفكر الإبداعى) ويقول: إن التقدم الحقيقى يتطلب مشاركة وتعاون العلماء لتحديد المشكلات الأساسية فى المجتمع، ووضع الحلول الممكنة لها، وفى الدول المتقدمة تشمل هذه المشاركة الكبار والصغار فى السن من مختلف الاتجاهات الفكرية والمعرفية، بينما فى الدول النامية يؤدى مبدأ الأقدمية، وتقاليد البيروقراطية، إلى خنق الفكر الإبداعى، وإلى الإحباط لدى أصحاب الفكر.
روشتة الدكتور أحمد زويل لإصلاح الأحوال تتلخص فى: بناء القاعدة العلمية. تركيز الاستثمار فى تربية ورعاية الموهوبين. إنشاء مراكز لشباب العلماء يتوافر فيها مناخ البحث والابتكار. استغلال نتائج الأبحاث العلمية فى تطوير الصناعة والاقتصاد الوطنى. إعادة بناء النظام التعليمى. إشاعة الفكر العلمى ليكون جزءاً من نسيج المجتمع وثقافته، تغيير الروح الفردية إلى روح الفريق فى كل مجالات العمل. المصارحة والشفافية وعدم إخفاء الحقيقة. توجيه الموارد للتعليم والبحث العلمى.
إذا حدث ذلك يمكن أن نتحدث عن زيادة وتحسين إنتاج الغذاء، وتطوير العلاج والدواء، وتحسين وتنمية الإدارة ونظم المعلومات..
عندما تكون ثقافة المجتمع ثقافة علمية. ويكون الاهتمام بالإنجازات العلمية أكبر من الاهتمام بالإنجازات والانتصارات فى مباريات كرة القدم وحفلات الغناء. ويسود المنهج العلمى فى التفكير وينتهى التفكير العشوائى. وعندما يتابع العلماء وأساتذة الجامعات والطلبة الجديد فى العلوم وتطبيقاتها فى أنحاء العالم، وتكون قنوات الاتصال مفتوحة على مراكز البحوث فى الدول المتقدمة، وتكون مكتبات الجامعات ومراكز البحوث متابعة لما يصدر فى العالم من كتب وأبحاث ودوريات علمية..
عندما يحدث ذلك سوف تتحقق النهضة الحقيقية والتقدم الحقيقى، ونقف مع دول العالم رافعين رؤوسنا، ونعيش فى القرن الحادى والعشرين.
وإذا استسلمنا لفكرة أن التقدم العلمى أصبح مقصورا على الدول التى سبقت وتقدمت، وأن هذه الدول تضع أمامنا العوائق لتمنع تقدمنا، فسوف يفوتنا القطار، وسوف نندم كثيرا حين لا ينفع الندم.
وكيف استطـاعت دول متخلفة وفقيرة مثل الصين، وماليزيا، والهند، وكوريا، أن تتغلب على هذه العقبات وتنتزع لنفسها مكانا فى أسواق العالم.. أصبحت الهند من أكبر دول العالم فى تصدير البرمجيات والمنتجات الصناعية.. وأصبحت الصين قوة جبارة تغزو أسواق الدول الكبرى والصغرى بإنتاجها فى كل شىء.. من الطـائرة إلى الملابس إلى الفانوس.. وأصبحت ماليزيا دولة صناعية وقيمة صادراتها تتساوى مع صادرات دولة متقدمة.
إذن: فالتقدم ممكن.
ولكن.. يا عرب: هل تريدون حقا أن تتقدموا؟!
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف