الضحية فى الانتخابات الأمريكية
منذ أيام أدلى وزير الخارجية الأمريكية كولين باول بتصريح لا يحتاج إلى تعليق، قال إن إسرائيل لها الحق فى الدفاع عن نفسها، ويجب أن تنهى العملية التى يقوم بها الجيش الإسرائيلى فى غزة بسرعة.
بعدها استخدمت الولايات المتحدة الفيتو لمنع صدور قرار من مجلس الأمن يطالب إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية .
والولايات المتحدة تعلم أن هذه العمليات أدت منذ بدء الانتفاضة إلى قتل 1245 فلسطينيا، وهدم منازل مما أدى إلى تشريد 220 ألف مواطن فلسطينى، ومن بين القتلى 132 طفلا وطفلة.
وتزامن مع ذلك إعلان غاية فى الوضوح من مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى دوف فايسجلاس قال فيه إن الخطة الإسرائيلية أحادية الجانب للانسحاب من بعض الأراضى المحتلة والاحتفاظ بالبعض الآخر هدفها تجميد عملية السلام وأن تجعل من المستحيل قيام دولة فلسطينية، وأن ذلك يتم بمباركة أمريكية والمعنى واضح وإسرائيل لا تخفى خطتها لتدمير الشعب الفلسطينى وإنهاء العملية السلمية، وأضيف إليها العمل على حرمان الشعب الفلسطينى من المساعدات الإنسانية التى تقدمها وكالة غوث اللاجئين الذى أصبح 43% منه يعيشون تحت خط الفقر وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة، وذلك باتهام العاملين فى الوكالة بأنهم يساعدون الفلسطينيين فى عمليات المقاومة التى تسميها إسرائيل إرهابا، وقد اعتقلت إسرائيل 13 من موظفى الأمم المتحدة لإرهابهم بقصد قطع المساعدات الإنسانية ولإحكام الحصار حتى الموت على الشعب الفلسطينى.
ونقلت الأنباء تقارير عن تعرض موظفى وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة للضرب والسرقة وسجلت التقارير حالات كسر العظام وثقوب فى الرئة واكتفت السلطات الإسرائيلية بإعلان أنها تحقق فى هذه الحوادث.
ومع كل ذلك شملت الخطة الإسرائيلية لإنهاء القضية الفلسطينية القضاء على الفلسطينيين وطمس الشخصية الفلسطينية، وتغيير التركيبة السكانية للقدس وتجريد الفلسطينيين فى القدس من الهوية الفلسطينية، وقد بدأت الحكومة الإسرائيلية فى سحب الهويات منهم، وعدم تسجيل المواليد، وهدم البيوت، وأعلنت عن دفع تعويضات لهم مقابل ترك بيوتهم والخروج من القدس كما أعلنت عن قرب تهجير الفلسطينيين من أبناء القدس بعد استكمال بناء الجدار الفاصل. هذا الجدار الذى جعل حياة الفلسطينيين عذابا يوميا، بعد أن أدى إلى فصل المدن القرى عن بعضها وأصبح التنقل بالنسبة للفلسطينيين تحت رحمة القوات الإسرائيلية التى تضع المتاريس عند منافذ كل مدينة وقرية.
والغارات الإسرائيلية يشاهدها الأمريكيون كما يشاهدها العالم كل يوم، والقتلى الفلسطينيون يتساقطون بالعشرات كل يوم، وطائرات الآباتشى الأمريكية تقتل الفلسطينيين بالصواريخ فى سابقة ليس لها مثيل، أن يقوم جيش بعملية قتل وليس بعملية قتال، وان يقتل إنسانا بصاروخ يمكن أن يدمر دبابة والإدارة الأمريكية تبدو مشغولة منذ بداية العام وحتى نهايته بإرضاء إسرائيل وتأييد كل أعمالها الإجرامية من أجل كسب أصوات اللوبى الصهيونى.. وقد أصبح حرص الرئيس بوش على الفوز بفترة رئاسة ثانية هو الهدف الوحيد والسياسة الخارجية والداخلية الأمريكية مسخرة من أجله، أما الإنسان الفلسطينى فلا تفكر الإدارة الأمريكية فى أنه يستحق أن يحصل على حقوق الإنسان التى تتشدق بها وتضغط على الدول بحجة انتهاكها لحقوق الإنسان دون أن يخطر ببالها أن تفكر فى الإنسان الفلسطينى.
هل يمكن أن يحب العرب الولايات المتحدة وهى تمارس سياسات معادية لهم؟ وهل يمكن أن يصدقوا أن إسرائيل لديها نوايا للسلام وهى تزرع كل هذه المرارة والمهانة فى نفوس العرب؟
الإجابة الطبيعية عند العرب معروفة، ولكن الجديد أن أشد أصدقاء أمريكا لا يقدرون على مواصلة التأييد للسياسات الأمريكية والإسرائيلية التى تتعارض مع العدل والشرعية والقانون الدولى والمبادئ الأخلاقية والإنسانية وهذا ما دعا رئيس الوزراء الإيطالى إلى إعلان الحقيقة أخيرا وهى أن كراهية العرب للولايات المتحدة وإسرائيل سببها السياسة العدوانية التى يعانى منها العرب، وما يحدث أنه كلما اقترب يوم 2 نوفمبر موعد إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية يزداد الضغط العسكرى والسياسى على الفلسطينيين فهم الضحية دائما فى كل انتخابات، وأضيف إليهم العراقيون أيضا، لقد باعت الإدارة الأمريكية العرب وصداقتها لهم لكى تشترى الأصوات فى هذه الانتخابات.. فماذا تنتظر من العرب.