جارودى.. كيف يرى العالم الآن ؟
أحسنت مكتبة الشروق الدولية بتقديم هذا الكتاب الخطير للقارئ العربى، فنحن فى أشد الحاجة إليه فى هذا الوقت بالذات، ومن هذا الكاتب بالذات.
مؤلف الكتاب هو المفكر الفرنسى الكبير روجيه جارودى الذى أثار ثائرة الغرب حين أعلن إسلامه، وتحمل الاضطـهاد والمحاكمات والتشريد من أجل عقيدته وظل ثابتا ومتحملا للألم وحده ومعه زوجته المخلصة الفلسطينية الأصل، والكتاب بعنوان (الإرهاب الغربى) وقد كتبه جارودى باللغة الفرنسية وقام بترجمة الجزء الأول الدكاترة: داليا الطوخى، وناهد عبد الحميد، وسامى مندور، وترجم الجزء الثانى عبدالمسيح فلى، وهو آخر كتاب للمفكر الفرنسى الذى وصل إلى العقد العاشر من عمره ومازال محتفظـا بحيويته الذهنية.

يعيب جارودى على المؤسسة المسيحية انقيادها لبولس الرسول وليس للمسيح، ومحاولتها تشبيه المسيح بالنبى داود، وابتدعت للمسيح نسبا من يوسف النجار إلى النبى دواد، ووقعت فى أسر العهد القديم بأساطيره، وبالتزامها بقرارات مجمع نيقية التى كانت بمثابة ميلاد لاهوت السيطرة المسيحية اليهودية الرومانية.
ويعيب على المؤسسة الإسلامية قراءتها الجامدة للنصوص بعيون ميتة- على حد تعبيره- وتمسكها بالقشور دون الجوهر.
ويعيب على المؤسستين- المسيحية والإسلامية- فصل العمل عن الإيمان، كما يعيب على المؤسسات الثلاث- المسيحية واليهودية والإسلامية- اعتقاد كل منها أنها تحتكر الحقيقة المطلقة.
ويقول جارودى: إن الأمريكيين أرادوا منذ نهاية البربرية القديمة بهزيمة هتلر، أن يقدموا دليلا واضحا على ميلاد قوة تدمير جديدة لردع أى منافس محتمل ينازعهم هذه الهيمنة، ولذلك أعطى الرئيس ترومان أوامره فى السادس من أغسطس 1945 بإلقاء قنبلة ذرية على هيروشيما مما أدى إلى مقتل 80 ألف شخص وإصابة 100 ألف بالإشعاع وتعرضهم للموت بالسرطان، لأن هذه القنبلة كانت تنزع اللحم على بعد أربعة كيلو مترات من سقوطها، ثم ألقيت قنبلة أخرى من نفس النوع فى التاسع من أغسطس 1945 على مدينة ناجازاكى فارتفع عدد الضحايا إلى 200 ألف قتيل، ومهدت هيروشيما لخمسين عاما من الهيمنة الأمريكية من جواتيمالا إلى فيتنام، ومن نيكاراجوا إلى العراق، ومن يوجسلافيا إلى أفغانستان، وقد أعلن البيت الأبيض جهارا عشية الهجوم على مركز التجارة العالمى والبنتاجون رؤيته، إذ الأمر يتعلق بمرحلة جديدة من حرب أفغانستان التى تكونت فيها شبكة إرهابية من قراصنة الجو من أفغان ومسلمين من كل البلدان، بما فيها المهاجرون فى أوروبا وأمريكا، وتبرر هذه الرؤية للولايات المتحدة المطاردة المستمرة لأسامة بن لادن وتكثيف القصف الجوى، كما تسمح كذلك بتكريس حقدها على الإسلام بخلطه خلطا متعمدا مع (الحركات الإسلامية)، وبذلك وجد الأمريكيون هدفا جديدا، إذ اعتبروا الإسلام (امبراطورية الشر) بعد انهيار الاتحاد السوفيتى الذى كان ريجان يعتبره (امبراطورية الشر)..
***
يقول جارودى: إن انتشار الإسلام فى العالم أجمع يعطى لأمريكا ذريعة للتدخل فى كل مكان فى العالم، وليس فى الشرق الأوسط فقط، ولكن فى آسيا وأفريقيا كما فعلت فى إندونيسيا عندما قامت بتمويل انقلاب سوهارتو وكان ضحايا الانقلاب 800 ألف إندونيسى..
ويشير جارودى إلى تقرير يتضمن خلاصته نقاشا متعمقا بين عدد كبير من الطيارين المدنيين والعسكرين الأمريكيين حول هجوم 11 سبتمبر تضمن النقاط الآتية:
1 - أن عملية بهذا الحجم، وبهذه الدقة، لا يمكن أن يقوم بها إلا طيارون محترفون، مؤهلون تأهيلا عاليا، ليصيبوا بدقة هدفا يبدو على ارتفاع طائرات الركاب الضخمة كعامود رفيع!
2 - أن عملية ناجحة كهذه تقتضى معرفة تامة باللوائح والمحظورات والشفرات السرية فى سماء يخضع كل متر مربع فيها لمراقبة دقيقة دائمة من الأمن العسكرى ومن المخابرات المركزية الأمريكية.
3 - لم تتدخل الطائرات وهى المقاتلة فى حالة تأهب دائم للإقلاع المباشر، للقضاء على أية طائرة مشبوهة.
4 - تتمتع الولايات المتحدة فى مجال الأبحاث التى قامت بها لمكافحة خطف الطائرات بنظام يتيح شل حركة الطيران فى الطائرة المستهدفة والتحكم فيها من بعد لإجبارها على الهبوط أو تدميرها.
وكما يقول التقرير: كان كل شىء مؤقتا ومخططا عن طريق التحكم من بعد.. وكانت النتيجة إجبار الشعب الأمريكى على القبول بفكرة ضرورة القيام بحرب إبادة.
ويقول جارودى: إن الرئيس بوش قدم نفسه بعد 11 سبتمبر على أنه (رئيس حرب) وقدم سياسته على أنها (حرب صليبية)، ولكنه وجد أن إعلان الحرب الصليبية سيؤدى إلى إعاقة التوسع الأمريكى فى البلاد الإسلامية التى تمتلك احتياطات بترولية ضخمة تحتاجها الولايات المتحدة، ولهذا غير مفردات كلماته وجعل مشروع التوسع الأمريكى باسم (الحرب ضد الإرهاب) وهذا يعطيه الفرصة لوصف الحكومات التى ترفض الدخول مع أمريكا فى هذه الحرب بتهمة الضلوع فى الإرهاب.. وقد أعطى بلير رئيس وزراء بريطانيا إشارة البدء بسن القوانين القمعية وقال: إننا نستطيع أن نعتقل أى أجنبى بناء على طلب من أى وزير، ولن يكون من حق هذا الأجنبى أن يعرف عناصر الاتهام الموجه إليه، وتبيح المادة 109 من قانون الإرهاب الذى أصدرته حكومة بلير لكل الوزراء أن يتجاوزوا القوانين دون الرجوع إلى البرلمان، ويعلق جارودى قائلا: بذلك تم محو 800 عام من تراث المقاومة للاستبداد والاعتداء على القوانين وعلى الحرية الفردية.
ويقول جارودى فى الجزء الثانى: إن الله ليس إلها خاصا بالمسلمين، والإسلام قائم على أن كل الأديان تعبد إلها واحدا منذ إبراهيم إلى محمد صلى الله عليه وسلم، والله يأمر المسلمين فى القرآن بالإيمان بكل أنبياء بنى إسرائيل وبالمسيح، ولم تستخدم كلمة (الشريعة) فى القرآن إلا مرة واحدة (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها) .. الجاثية (18) و(شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) الشورى (13) و(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) المائدة (48)، وبهذا المفهوم الإسلامى فإن الأديان لا تتصارع ولكن تجتمع على الله ولكــل دين طــريق للوصـــول إلى الله..
***
لماذا حدث الانكسار للعالم الإسلامى؟.
يجيب جارودى بتحليل أسباب الانكسار فى عدة نقاط:
1 - حصر الإسلام على فهم المسلمين له فى القرون الأولى حين كان عالم الإسلام محدودا، والإسلام دعوة عالمية لكل زمان ومكان.
2 - الشريعة- وهى قانون الله- أصبحت جامدة عند المتمسكين بالنصوص حرفيا دون محاولة الوصول إلى فهم الجوهر، ولم يساير هؤلاء طبيعة التطور وطبيعة المجتمعات المتنوعة التى ينبغى أن نجذبها للإسلام، وما يردده المتشددون يصور الإسلام على أنه يعطى لأصحاب الدعوة سلطة الحق الإلهى المقدس، ويبدو هؤلاء أمام الغرب على أنهم يطالبون بأن يحكموا دكتاتوريا بادعاء أن أمرهم هو أمر الله وحكمهم هو حكم الله وكلمتهم هى كلمة الله، وبعض الفقهاء فسروا الشريعة بصورة محرفة ومفهوم تطبيق الشريعة عندهم يصطدم مع الفقه، وإذا كنا نرفض انحطاط ونفاق الغرب ونزعته الاستعمارية فإننا لابد أن نعترف أيضا بأن الأيديولوجية الإسلامية تعانى من الجمود، وتفسير البعض للشريعة يتعارض مع ضرورة بناء مستقبل جديد للمسلمين، وعلى سبيل المثال فإن القرآن الكريم يذكر فى ثمانية مواقف أن الله لا يميز بين الرجال والنساء، وإنما يميز بين من يفعلون الخير ومن يقترفون الشر من الرجال والنساء على حد سواء، لكن المجتمعات الإسلامية لم تطبق هذا المبدأ ولم تحقق المساواة والتكاملية بين الرجل والمرأة.
يرى جارودى أن المسلمين إذا أرادوا تحقيق نهضة سياسية وروحية للعالم الإسلامى فعليهم أن يقرأوا القرآن قراءة جديدة فى ضوء معطيات العلوم الحديثة والتقدم الحضارى الذى أحرزته البشرية دون رفض أو تصادم مع التجديد والتطور، وفى نفس الوقت يرى أن تحديث العالم الإسلامى يجب ألا يطرح انطلاقا من أيديولوجية غربية.
***
يشير جارودى إلى التحليلات التى قدمت فى فرنسا حول سعى أمريكا إلى الهيمنة والسيطرة العالمية، ابتداء من كتاب كلود جوليان (الإمبراطورية الأمريكية) عام 1960، ودراسة العالمة سوزان جورج (علاقة لوجانو) عام 2000 التى تتحدث عن مخطط لتدمير العالم نتيجة للهيمنة الأمريكية، بعد أن أعلن موت أفريقيا، وخضوع أمريكا اللاتينية، يشير إلى ما قاله المفكر الأمريكى الشهير تشومسكى عن حالة العالم تحت (سقف من حديد) تهيمن عليه وتديره الولايات المتحدة. وأيضا بول مارى دو لاجورس وهو من أهم المحللين المشهورين ببعد النظر فى مجال الجغرافيا السياسية. وقد أوضح فى كتابه (الإمبراطورية الأخيرة) سياسة الولايات المتحدة للسعى إلى أن يكون القرن الحادى والعشرون قرنا أمريكيا. ويشير أيضًا إلى كتاب (العالم الأمريكى المريض) تأليف فيليب كاسيه عام 1999. وكتاب (أمريكا: المرتزقة) تأليف ألان جوكسى عام 1992، وعشرات الكتب الأخرى المماثلة عن المنهج غير الإنسانى للنظام الأمريكى مما أدى إلى تقسيم العالم وتحويله إلى عالم غير متوازن.
وأخيرا يشير إلى كتاب الباحث الأمريكى المشهور صمويل هنتنجتون (صدام الحضارات) الذى صدر عام 1977 وحدد أهداف الحضارة الغربية الرئيسية بأنها (هزيمة الائتلاف الإسلامى الكونفوشيوسى) وحدد إيران والصين كعدوين رئيسيين للحضارة الغربية. والمشكلة الأساسية اليوم ليست فى مستقبل الإمبراطورية الأمريكية وتابعيها الأوروبيين، ولكن فى استعادة التوازن للعالم وإصلاح ما أفسده الاستعمار وعمليات السلب والنهب وإهدار الموارد والمذابح والانقسامات مما أوصل نصف العالم إلى الجوع، البطالة، والديون.
ويتحدث جارودى عن دوم كامارا الذى قال: (عندما أعطى فقيرا ليأكل يقولون إننى قديس، وعندما أقاوم وأستنكر النظام الذى تسبب فى هذا البؤس والشقاء يقولون إننى شيوعى). ليشير إلى أن حركات الإصلاح الاجتماعى موجهة إلى مظاهر الفقر وليست موجهة إلى أسباب الفقر.
ويذكرنا جارودى بما كشفت عنه مجلة (تايم) الأمريكية حين قالت إنه تم التوصل فى يونيو 1982 إلى تحالف مقدس بين رونالد ريجان الرئيس الأمريكى والبابا يوحنا بولس الثانى من أجل تفكيك الكتلة الشرقية بفضل دعم أمريكا والفاتيكان لنقابة (تضامن) فى بولندا، وتأكدت معلومات مجلة (تايم) فى الحوار الذى أجرته مجلة (بانوراما) الإيطالية مع ريجان نفسه فى 12 مارس 1992 وأعلن فيه: (أن البابا قدم مساعدة حاسمة لدعم حركة تضامن، ووجدت قاسما مشتركا بينه وبينى، وبين الولايات المتحدة والفاتيكان) وقد تم الكشف عن هذا الميثاق السرى بعد مرور عشر سنوات على توقيعه فى عام 1982.
***
ويتحدث جارودى عما كشفه فيليب آجى عميل المخابرات الأمريكية فى كتابه عام 1975 (صحيفة عميل سرى: عشر سنوات فى وكالة المخابرات الأمريكية) وأوضح فيه كيف اخترقت المخابرات الأمريكية الكنيسة واخترقت الكهنة والعلمانيين العاملين فى الفاتيكان، وبعد ذلك أكد خبراء المخابرات الأمريكية ما ورد بالكتاب، كما كشف لاتريبونال روسل فى تقريره المعنون (مطامع امبريالية داخل كنيسة أمريكا اللاتينية) من أن الكنيسة الكاثوليكية كانت تعمل بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية، ولكن فى عام 1968 عقد مؤتمر أساقفة أمريكا اللاتينية ودعا المؤتمر إلى التحرر من السيطرة الأمريكية، فأرسل الرئيس ريتشارد نيكسون الملياردير المعروف نيلسون روكفلر إلى أمريكا اللاتينية وعاد من رحلته ليكتب تقريرا يقول فيه: (إن تطوير التعليم، واستخدام نظم الاتصالات الحديثة، يمثلان انقلابا فى هذا المجتمع الذى يتمتع برابطة قوية مع الكنيسة ويجب أن نكون حذرين لأن الكنيسة اللاتينية تحاول التغيير ويمكن أن يمثل ذلك تهديدا لمصالحنا) بعد ذلك قام مكتب الأبحاث بوزارة الخارجية بتكليف شركة (راند) بإجراء بحث عما يجرى فى أمريكا اللاتينية، فقدمت تقريرا فى أكتوبر 1969 كان بداية التدخل الأمريكى لتغيير الأوضاع فى الحكم وفى الكنيسة.
ويتحدث جارودى عن المفهوم الأمريكى لحقوق الإنسان، فأمريكا ترى أن الشعب الأمريكى هو الشعب الوحيد القادر على أن يقدم حضارته للآخرين عن طريق الحديد والنار، وحين تتحدث أمريكا عن الإنسان فإنها تتحدث عن حق الإنسان الغربى الأبيض ولا تفعل شيئا لإنقاذ الإنسان فى دول وقارات يعانى من الفقر والأمراض والديون، وتفرض عليه الانضمام إلى السوق العالمية التى يحكمها قانون الغابة، ويفترس القوى فيها الضعيف، وانتهى الأمر إلى أن نصف سكان العالم يعيشون فى ظروف تجعلهم غير قادرين على الحياة.
ويستشهد جارودى بما كتبه توماس فريدمان فى نيويورك تايمز فى 23 مارس 1999 حين قال: (إن حماية العولمة هو الدعامة الأساسية لمصالحنا الوطنية.. العولمة أمريكية النشأة بالأساس.. والإمبريالية قديمة.. واليوم فإن الأيدى الخفية لا يمكن أن تمارس دورها بدون قبضة خفية كما هو الحال فى سلسلة ماكدونالدز التى لا يمكن أن تتطور بدون ماكدونالد دوجلاس (الذى صمم الطائرة المقاتلة إف - 15).. إن اليد الخفية تعمل من خلال التكنولوجيا فى وادى السيليكون، وتساهم فى صناعة الأسلحة للقوات البحرية والجوية الأمريكية.. ومن هنا يمكن حماية نظام العولمة).. والرئيس بيل كلينتون قال صراحة فى 19 أبريل 1999: (إننا نعمل فى اتجاه شراكة اقتصادية تزيد من قدراتنا على البيع فى كل مكان فى العالم).
***
ويحدثنا جارودى عما وصل إليه موريس إلياس، الحائز على جائزة نوبل فى الاقتصاد: (إن التدفقات الاستثمارية ورءوس الأموال التى توجه للمضاربات تصل إلى 11 مليار دولار يوميا بما يعادل 40 مرة قيمة التدفقات المالية اللازمة لتسوية المعاملات التجارية للإنتاج. وهذا النظام لا يمكن الدفاع عنه. ومعنى ذلك أن النظام الاقتصادى العالمى الجديد يشجع توليد الثروات عن طريق المضاربات وليس عن طريق الإنتاج، والمضاربات تحقق الثروة لأفراد بينما الإنتاج يفتح باب العمل للملايين، وبمعنى آخر: كما أن النظام السياسى العالمى يسعى إلى تكوين قوة واحدة إمبراطورية تسيطر على العالم، فإن النظام الاقتصادى العالمى يسعى إلى تركيز الثروة فى أيدى القلة وحرمان الملايين. فالمضاربة تكون على القيم الخيالية للأسهم، بينما الاستثمار فى الاقتصاد الحقيقى يخلق فرص العمل، ويزيد إنتاج السلع الأساسية، وهو الذى يمثل التنمية الحقيقية.. نظام العولمة لا يهتم بأحوال ملايين العاملين، والأشخاص الذين بدون مأوى ويعيشون تحت خط الفقر، وترتفع بين هؤلاء معدلات الجريمة.. وكل ذلك لا يهم.. المهم أن الأغنياء يحققون أرباحا طائلة دون عناء!
وينبه جارودى إلى خطورة زيادة استخدام المخدرات 600 مرة عما كانت عليه، والتدخين زاد بنسبة 33%، واستهلاك المهدئات زاد 600%. ويقول: لقد أصبحت المخدرات هى (بخور) العولمة أو توحيد السوق.
ويرى جارودى أن علاج حالة التفكيك المادى والأخلاقى فى العالم بسبب السياسات الأمريكية، وأن الولايات المتحدة تطلب من الآخرين أن تفعل ما لا تفعله هى، وكمثال على ذلك أن الولايات المتحدة نفذت فى عام 1994 حكم الإعدام فى 180 حالة. والرئيس جورج دبليو بوش حين كان حاكم تكساس أصدر قرارات بتنفيذ حكم الإعدام على عشر حالات فى يناير 2000 وعلى 169 حالة كحاكم للولاية.. ومع ذلك فإن الرئيس بوش، والولايات المتحدة يطالبان الدول الأخرى بعدم تنفيذ أحكام الإعدام.
الاستغلال.. الهيمنة.. التمييز.. إهدار حقوق الإنسان غير الأبيض.. الديمقراطية للغربيين فقط.. النظام العالمى للتحكم فى الأسواق وفى اقتصاديات دول العالم.. هذه هى أمريكا كما يراها المفكر الفرنسى الشهير روجيه جارودى.. وقد يرى البعض فى مصر وغيرها أن جارودى مخطئ.. وأن أمريكا هى البلد الذى يحقق الحرية والرخاء للشعوب المظلومة.. وأن الرئيس بوش هو الرئيس المؤمن طيب القلب.
جارودى قال فى كتابه الكثير مما يثير الفكر ويدعو إلى إيقاظ الوعى أمام حملات تغييب الوعى الدائرة.
فقط أردت اغراءك على قراءة هذا الكتاب والاتفاق أو الاختـلاف معه.. أنت حر.
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف