الأحلام السياسية لزعيم حزب الأمة
بدأت أحزاب المعارضة تستعد للانتخابات البرلمانية.. وكان حزب الأمة كعادته سباقا.
وقد تفضل الأستاذ أحمد الصباحى زعيم حزب الأمة بإهدائى كتابا من تأليفه بعنوان (الأحلام السياسية – فكر جديد أيضا). والكتاب صادر عن (مركز التنبؤات السياسية التابع للحزب). وقد سعدت بالكتاب لأول وهلة ما دام يحمل على غلافه عبارة (فكر جديد) وهذا ما نرجوه ونطـالب به جميع الأحزاب.. نطـالب بأن تجدد كل الأحزاب نفسها. وعندما شرعت فى قراءة الكتاب وجدت أننى كنت محتاجا إليه ليخفف عنى هموم الدنيا!
فالأستاذ الصباحى- زعيم حزب الأمة- يشرح فى مقدمة الكتاب فكرة إنشاء مركز (التنبؤات السياسية) فى حزب الأمة. كما يشرح دوافع إصدار هذا الكتاب فيقول إن الأحلام السياسية يجب الاهتمام بها لأنها هى المصدر الذى يغذى هذا المركز بالأفكار والمشروعات، ويستشهد على ذلك بالأحلام التى رآها الأنبياء فى منامهم فكانت فى حقيقتها تنبؤات سياسية تتعلق بعلاقاتهم بالقوى المؤثرة فى زمانهم وبالحروب التى كان عليهم أن يخوضوها. ويقول إن مصر تحتاج أيضا إلى مركز لتفسير الأحلام، نظرا للظروف السياسية المتغيرة، والإرهاصات التى تدق أبوابنا بشدة كل يوم، وكل ساعة، من كل مكان. وعلى ذلك فإن حزب الأمة أنشأ هذا المركز معتمدا على علم الرؤيا المنامية، لكى يعلن هذه الرؤى المنامية كأنباء صحفية وإعلامية حرة من خلال جريدة الحزب، وذلك للاستفادة بها فى العمل الإعلامى والصحفى. كما قرر زعيم الحزب التوسع فى هذا النشاط بتنفيذ برنامج محدد كما يلى:
أولا: إعداد وتنمية محدثين روحيين للتنبؤ من ذوى المواهب والقدرات الشخصية المتميزة.
ثانيا: إعداد وتنمية كوادر من أصحاب المواهب والقدرات الخاصة فى الجلاء البصرى والسمعى والنفسى لخدمة نشاط الحزب فى مجال التنبؤ السياسى.
ثالثا: إعداد وتنمية كوادر حزبية من أصحاب المواهب فى مجال الاستشعار عن بعد.
رابعا: أن يقوم الحزب بتنظيم دراسات فى تفسير وتحليل الأحلام السياسية لإعداد مفسرين ومعبرين للأحلام السياسية.
ويقول الأستاذ الصباحى إن حزب الأمة المصرى سبق أن نظم دراسات عالمية فى تفسير الأحلام بقصد تدريسها فى كليات الجامعات المصرية بدلا من دراسة نظريات فرويد والفلاسفة الذين لم يؤمنوا بالله ولا بالرؤيا المنامية الصالحة. وهكذا تكون الأحلام هى أساس العمل السياسى والحزبى.. ويقول: (لدينا فى حزب الأمة كتب كثيرة فى تفسير الأحلام، ولدينا أيضا علماء فى تفسير الأحلام، وأخيرا لدينا المرجع للعمل السياسى وهو هذا الكتاب عن الأحلام السياسية بقلم رئيس الحزب).
ويستشهد الأستاذ الصباحى على أهمية الأحلام فى حياة الشعوب بما حدث بعد أحلام الأنبياء والصالحين من تأثير على الشعوب والدول ومن تغييرات هائلة فى المجتمعات أدت إلى تحولات مذهبية وأيديولوجية. ويقول: إن الأحلام هى وسيلة الحزب الوحيدة لضمان مسيرة العمل السياسى فى الطريق الصحيح، لأن الإنسان لم يستطع حتى الآن أن يخترع وسائل أخرى ذات فاعلية للاسترشاد بها فى العمل السياسى، وهذه الأحلام هى مركز التنبؤ بالأحداث والمشاكل والحروب قبل وقوعها،ولهذا السبب فإن مركز التنبؤات السياسية الذى أنشأه الحزب هو من ضمانات القوة والصواب فى الفكر السياسى وفى اتخاذ القرار الصائب فى كل أمر من الأمور التى تتعلق بمصالح المواطن.
ويكشف الأستاذ الصباحى عن السر الذى هداه إلى معرفة هذه الوسيلة لنجاح القيادة السياسية فى كل دولة وكل حزب، فيقول: (إننى فى فجر يوم 23 أكتوبر 1961 رأيت فى منامى أننى ألعب بالكرة لعبة رياضية فى ملعب رياضى، وضربتها بيدى فانطلقت عابرة الملعب إلى الهدف فى قوة تشبه اندفاع الصاروخ، فصحوت من نومى حافظا هذه الرؤيا واعيا كل تفاصيلها، مؤمنا بصدقها وبأنها رسالة من السماء وتوجيه من الله لإبراز رياضة جديدة تنفع الناس. وفى الصباح بدأ الإلهام الثانى – إلهام اليقظة إذ وجدت نفسى منساقا لتحقيق هذه الرؤيا بدراسة حركات هذه اللعبة على ضوء من حركات الألعاب، وبعد تجربتها فى ملاعب المدارس التى كنت أقوم بالتدريس فيها وقتذاك، نجحت التجربة نجاحا غامرا، ووضعت لها قانونا منظما للعبها، وقمت بإعلانه، وعلى الفور استجابت الدولة لنداء هذه اللعبة الجديدة وشكلت اللجان الحكومية فى جميع القطاعات الرياضية لدراستها فنيا وقررت تعميمها بجميع الأمكنة الرياضية بالدولة، ثم انتشرت لعبة (كرة الصاروخ) حتى تكوّن لها اتحاد عام لرعايتها فى مايو 1963، ثم انتقلت اللعبة بنجاح إلى الدول العربية، وهى الآن بسبيل الانتشار دوليا.. وهكذا قررت أن أشتغل بعلم تعبير الرؤيا المنامية لأنها ضرورة ملحة فى كفاحنا.
ويقول الأستاذ الصباحى مستطردا: وفى منامى عصر يوم السبت الموافق 20 يونيو 1952 رأيت فى منامى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فوق أريكة خشبية جديدة وجميلة، وأن أولاده الصغار يقفون بجواره بملابس حريرية بيضاء، وحين كانت تنفتح أمامى طاقات النور أهلل وأكبر، وأقول: ما شاء الله.. الله أكبر فكانت الطاقات التى بينى وبينه تنفتح، وتكرر ذلك أكثر من خمس مرات.. وكانت هذه الرؤيا فاتحة خير علىّ، فقد وصلت إلى عضوية مجلس الشورى وأصبحت رئيسا لحزب الأمة وبلغت 87 عاما فى صحة وعافية، وقد ألفت أكثر من خمسة عشر كتابا، وعند قيام وتأسيس حزب الأمة رأيت فى منامى بعد أداء دعاء الاستخارة أن عددا من الناس ضيوفا عندى لا يقلون عن إثنى عشر شخصا بقيادة زعيم لهم، وكان هذا الحلم إشارة إلى إمكان قيام حزب الأمة وبأنه سيتم الاعتراف به.
والكتاب بعد ذلك ملىء بالحديث عن أحلام الأنبياء، وعن كيفية تفسير الأحلام، وأنواع الرؤيا، وكيفية التعبير عن الرؤيا، وشرح لبعض مفاتيح التفسير فشرب اللبن فى الحلم يرمز إلى العلم والفطرة، وأكل الكوسة المطبوخة دليل على رجوع العقل إلى صاحبه بعد ذهاب عقله، والخنازير رمز للظلم والحرام، ولبس القميص رمز إلى الدين، والسباق على السلم يرمز إلى الموت، والغنم رمز للجماهير، والكى فى الصدر رمز للوصول إلى الحكم (!)، والخطابة على المنبر دليل على الرفعة، ومن رأى كأنه يقوم ببناء بنيان فهذا كرمز للعلم والعمل، ورؤيا وقوع اللبن على الأرض ترمز لضياع الآمال والمصالح، وكسر عمود البيت ترمز إلى عودة الزوج الغائب وموت الزوج الحاضر، والرؤيا تخبر عن الأرزاق، كما أن سقوط الأسنان فى الحلم رمز لموت الأقارب، والشهرة فى المنام معناها رزق كبير.
وفى آخر صفحة من الكتاب ينقل الأستاذ الصباحى ما كتبه الأستاذ أحمد رجب فى جريدة الأخبار فى عموده الشهير (نصف كلمة) وقال فيها: (قرأت فى أخبار اليوم أمس أن الحاج أحمد الصباحى رئيس حزب الأمة أنشأ إدارة فى الحزب لتفسير أحلام المواطنين الخاصة بالحكومة ورفعها إلى المسئولين، وأرجو من الحاج أحمد تفسير المنام الذى رأيته أمس إذ شاهدت د. عاطف عبيد يمشى فى طريق طويل مفروش بالدولارات الخضراء، وكلما أمسك بدولار تحول إلى جنيه مصرى، والجنيه فى الحلم سعد وهنا، فاللهم اجعله خيرا).
وعلى ظهر الغلاف كلمة أخيرة للأستاذ الصباحى تحت عنوان (أحلم لمصر) يقول فيها: (أرسل رؤياك المنامية الصادقة مكتوبة إلى مركز التنبؤات السياسية بحزب الأمة بالقاهرة لتأخذ مكافأة مجزية إذا كانت الرؤيا السياسية صحيحة قابلة للنشر والتداول والتفسير ومقدمة من مواطن صالح.. إدارة المركز - عمارات العرايس- شارع قصر العينى- عمارة (ب) الدور (11)، ت: (7955996).
ولقد سعدت بقراءة هذا الكتاب خاصة وهو يمثل الفكر الجديد للحزب فى وقت يطرح فيه كل حزب فكره الجديد ويشارك به فى الحوار الدائر بين الأحزاب، وفى وقت تطـالب فيه أحزاب المعارضة بتداول السلطـة، وتداول السلطـة إنما يكون من خلال أصوات الناخبين، وها هو ذا الأستاذ الصباحى يقدم لنا فكر الحزب الذى يرأسه.. وفى انتظـار فكر بقية الأحزاب كى نطمئن على العمل السياسى بوجود هذه الأحزاب وهذه القيادات. وها نحن أولاء ننشر برنامج حزب الأمة حتى لا يقال إننا منحازون للحزب الوطنى!
ونسأل الله أن يتولانا برحمته.