قطار التقسيم وصل إلى فلسطين
هل ما حدث ويحدث فى غزة تكرار لما يجرى فى العراق؟
فى العراق تقتل القوات الأمريكية العراقيين وتهدم وتدمر قرى ومدن الشيعة والسنة معا، وتتولى ميليشيات الشيعة والسنة المساهمة فى قتل بعضهما البعض وهدم وتدمير المساجد والأماكن المقدسة للطائفتين، ولا أحد يفهم كيف وقع العراقيون فى الفخ المنصوب لهم فوجهوا أسلحتهم إلى أبناء وطنهم وساهموا بغير وعى فى إعداد بلادهم للتقسيم ولتواجد آمن وطويل المدى لجيش الاحتلال الأمريكى.
الغريب أن يحدث الشىء نفسه فى غزة.. ميليشيات حماس وفتح تقتل عددا من عناصر المقاومة فى الفصيلين من العناصر المدرجة على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية!
وتقوم ميليشيات حماس بإحراق مقار السلطة وتقوم بانقلاب عسكرى، وتدور معارك دموية فى شوارع غزة، وتسير الجنازات هذه المرة لقتلى فلسطينيين قتلهم فلسطينيون، ويتم أسر عدد من القيادات من الجانبين من بين الأسماء التى سبق أن قررت الحكومة الإسرائيلية اعتقالهم.
مأساة إنسانية وسياسية وأخلاقية يصعب على إنسان عاقل استيعابها إلا إذا كان من المؤمنين بنظرية المؤامرة.
حماس تسيطر على غزة، ورئيس السلطة يصدر قرارا بإقالة الحكومة ورئيس الوزراء يرفض.رئيس السلطة يدرس الاستعانة بقوات دولية لإعادة السيطرة والأمن، الولايات المتحدة وإسرائيل لا تخفيان سعادتهما وتسعيان إلى زيادة الاشتعال على أمل أن يتم تصفية القضية الفلسطينية على أيدى حماس وفتح وتنتهى القصة التى استمرت 60 عاما دون أن تصل إلى نهاية، وتحقق إسرائيل حلمها وتعلن انتصارها النهائى بقيام إسرائيل الكبرى التى تعيش فى أمان دون وجود دولة فلسطينية!
النوايا الأمريكية غير المعلنة كشف عنها مارتن أنديك المفكر الاستراتيجى الأمريكى الخبير فى شئون الشرق الأوسط والقريب من دوائر صنع القرار ومراكز الأبحاث المتصلة بها، فقد كتب مقالا منذ أيام فى صحيفة واشنطن بوست يشجع فيه الرئيس الفلسطينى محمود عباس على طلب قوات دولية لإعادة السيطرة على الأوضاع واستعادة غزة وهى الجزء الوحيد المحرر من دولته الافتراضية ولكى يصل إلى غرضه باستفزاز محمود عباس فإنه يتهمه بأنه هو الذى تخلى عن غزة لصالح حماس واكتفى بالضفة الغربية، وبذلك أصبح الحل- كما يقول مارتن أنديك- هو إقامة دولتين فلسطينيتين دولة فى غزة تحكمها حماس، ودولة فى الجزء المتبقى من الضفة تحكمها فتح.. ويوجه مارتن انديك رسالة إلى الأمريكيين والإسرائيليين عندما يقول إن الفلسطينيين سيواصلون القول بعدم قابلية تقسيم الوطن الفلسطينى، ولكن محمود عباس من المحتمل أن يجد أن هذا الحل يزيد مأزق حماس، لأنها سوف تحكم دولة فاشلة تعتمد على إسرائيل فى الحصول على الماء والكهرباء والسلع الأساسية، وإذا أطلقت حماس صاروخا على قرية إسرائيلية تستطيع إسرائيل خنق غزة اقتصاديا وإطلاق الصواريخ عليها وإغلاق منافذ الدخول والخروج منها وإليها، وفى هذا السيناريو الغريب يرى مارتن انديك أن محمود عباس سيكون فى إمكانه الاعتماد على قوات الجيش الإسرائيلى (وليس الفلسطينى) فى ضرب حماس وسوف يسهل عليه التفاوض مع إسرائيل والتوصل إلى اتفاقية سلام تقضى بتأسيس دولة ذات حدود مؤقتة فى الضفة الغربية وضواحى القدس الشرقية وحينئذ تضطر حماس تحت ضغط الفشل والفقر والحصار إلى قبول شروط إسرائيل، مما يؤدى فى النهاية إلى توحيد غزة والضفة الغربية فى كيان سياسى واحد يعيش فى سلام مع إسرائيل.
هذا السيناريو الذى يرسمه مارتن انديك قد يبدو نوعا من الخيال، وقد يرى البعض أن من المستحيل تنفيذه، ولكن فكرة إنشاء دولة إسرائيل ذاتها كانت تبدو فى سنة 1897 فكرة خيالية ثم أصبحت حقيقة فى الموعد المحدد، وكانت فكرة تقسيم العراق إلى ثلاث دول تبدو فكرة خيالية ويستحيل تصديقها وها هى ذى على وشك أن تصبح حقيقة. والكونجرس الأمريكى بحث تقسسم العراق إلى ثلاث دول، وفكرة تدمير دولة مثل الصومال كانت فى نظر البعض مستحيلة والآن أين هى دولة الصومال؟. وقبل كل ذلك كانت فكرة تقسيم العالم العربى باتفاق سايكس- بيكو بعد الحرب العالمية الثانية فى نظر البعض مستحيلة وتحققت تماما وفقا لخطوط التقسيم على الخرائط، والأمثلة كثيرة.. ومشكلة العالم العربى أنه لا يصدق إلا ما يريد تصديقه وليس ما يريد الآخرون تنفيذه، ولا يدرك خطأه إلا بعد فوات الأوان.
فكرة تقسيم الدولة الفلسطينية إلى دولتين ستجد تأييدا من أمريكا وإسرائيل ولن يظهر هذا التأييد صريحا وعلنا أمام عيوننا، ولكننا سوف نلمس آثاره وكأن هناك يدا خفية تحرك الأحداث، قد يراها البعض يد القدر ومشيئة الله، وقد يتهم البعض كالعادة الدول العربية بالتقصير وضياع الحكم الفلسطينى ويكرر الحديث عن الفرص الضائعة، ولن يتهم الفلسطينيون أنفسهم لأنهم استسلموا للخديعة ودخلوا المصيدة بأرجلهم وربما دفعهم إلى المصيدة من فعل ذلك عن قصد وبراءة الأطفال فى عينيه.
البعض يرى أن الفوضى التى تشهدها المنطقة العربية عموما سواء فى لبنان أو العراق أو السودان أو الأراضى الفلسطينية هى التطبيق العملى لنظرية الفوضى الخلاقة الأمريكية، ويذكروننا بما سبق أن أعلنه الرئيس بوش من أن غزو العراق لم يكن سوى بداية لتغيير المنطقة، وإن كان البعض لم يفهم ماذا تعنى هذه العبارة، وظن أنها من نوع (طق الحنك) على حد تعبير السوريين، أى مجرد كلام ليس وراءه عمل، وهى فى الحقيقة كانت إشارة إلى استراتيجية أمريكية كاملة بدأ تنفيذها، وبعد العراق هناك خطوات أخرى والخطة تسير وفقا لما هو مرسوم لها، وإن كانت تواجه ببعض العثرات ويتأخر إتمامها نتيجة للفشل الأمريكى فى العراق، ولمقاومة الشعوب العربية إلى حد ما،ولكن الخطة على أية حال تسير وفقا للاستراتيجية الموضوعة، وأمامنا الشواهد على ذلك وتكفى نظرة إلى الخريطة وما يجرى فى كل بلد عربى.
أمريكا تقف معارضة بصراحة وبقوة لكل تقارب عربى، وتعمل بوضوح ودون مداراة على حماية مصالحها ومصالح إسرائيل- على حساب المصالح العربية، وتقف أمام كل محاولة لدولة عربية لتحقيق تنمية صناعية وتكنولوجية واقتصادية حقيقية، وتؤيد عناصر معينة فى العالم العربى ترتبط مصالحها بالمصالح الأمريكية ولا تستطيع الاستمرار فى الحفاظ على أوضاعها وامتيازاتها إلا بحماية أمريكية، وهناك تفسيرات كثيرة بعضها صحيح وبعضها مضلل، البعض يرى أن ما يحدث فى المنطقة ليس سوى تجليات العولمة والنظام العالمى الجديد، أما المفكر اليهودى الأمريكى الشهير ناعوم تشومسكى فإنه يفسر ما يحدث بأنه العمل لإعادة المناطق التى خضعت للاستعمار القديم إلى سيطرة نوع من الاستعمار الجديد، وأن سقوط سور برلين عام 1989 كان إيذانا ببدء العصر الأمريكى، ولذلك سارعت أمريكا باحتلال بنما وقتلت آلاف المدنيين وأقامت حكومة من رجال البنوك ورجال الأعمال وتجار المخدرات، وأجهضت باستخدام الفيتو قرارين من مجلس الأمن بشجب الاعتداء الأمريكى وأصبحت السيطرة العسكرية الأمريكية، وهذا ما حدث ويحدث فى العراق، ويقول تشومسكى إن أمريكا تتعامل مع الشرق الأوسط بنفس الطريقة، فهى تستخدم الفيتو لمنع صدور أى قرار من مجلس الأمن يدين ممارستها العسكرية الشائنة التى تشكل جرائم حرب، وجرائم عقاب جماعى، وجرائم إبادة عرقية، وهى تستثنى جنودها- وجنود إسرائيل- من المحاسبة على جرائم الحرب، وإن كان ذلك لا يتفق مع سلوك دولة عظمى تفاخر كل يوم بالطنطنة عن القيم الأمريكية والديمقراطية الأمريكية وتدعى أنها تعمل على نشر الديمقراطية، والحرية للشعوب فى أنحاء العالم، فإن الإدارة الأمريكية الحالية لا تهتم بذلك ولا تخدم القوانين أو المؤسسات الدولية أو الرأى العام العالمى أو حتى القيم الأمريكية ذاتها.
ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية يتفق مع الفكر الاستراتيجى الأمريكى فى هذه المرحلة، وهو فكر يعتمد على استخدام القوة العسكرية، وفرض الأمر الواقع بدلا من البحث عن حلول سياسية بالتفاوض، والضرب عرض الحائط بالقانون الدولى، والشرعية الدولية، والعدالة، وحقوق الإنسان، وهذا ما سبق أن أعلنه نائب وزير الخارجية الأمريكية من قبل بقوله إن الولايات المتحدة بعد زوال الاتحاد السوفيتى- أكثر استعدادا وقدرة على استخدام القوة لتحقيق أهدافها..
ومنذ شهور كتب دينيس روس المفكر الاستراتيجى الأمريكى الشهير مقالا يتنبأ فيه بحدوث صراع على السلطة بين الفلسطينيين ويقول إن ذلك سيؤدى إلى إضعاف القوى الفلسطينية ولن يتحقق التقدم فى تنفيذ خريطة الطريق من جانب إسرائيل إلا إذا كانت السلطة الفلسطينية قوية وقادرة على ضبط الأمور والتوصل إلى حلول من خلال المفاوضات خاصة عند بحث القضايا الصعبة مثل القدس واللاجئين والمستوطنات وهى القضايا التى يعمل الأمريكيون والإسرائيليون على تأجيل بحثها إلى أجل غير مسمى، كما يقول.
لم يعد أحد يشك فى أن تدمير العراق لم يكن للتخلص من حكم دكتاتورى ولكنه كان بداية لتدمير مناطق أخرى فى العالم العربى، ويبدو أن البكائيات فى الشعر العربى التى كانت بالأمس على تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما إسرائيلية والثانية فلسطينية، سوف تكون غدا على تقسيم ما تبقى من فلسطين إلى دولتين: دولة الضفة ودولة غزة.
تعالوا نقيم الصلوات ليلا ونهارا فى كل المساجد وكل الكنائس فى كل مكان من العالم العربى لكيلا يحدث ذلك، وأن تتحقق المعجزة ويعود الطرفان- حماس وفتح- إلى أمر الله: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
وما نخشاه أن يفقد الفلسطينيون التعاطف والدعم من الرأى العام العربى ويتحول التأييد الشعبى العربى لهم إلى غضب منهم لأنهم لم يحسنوا حماية شعبهم وقضيتهم أمام عدو يتربص بهم.
والحكمة الإلهية إن الله لا يساعد من لا يساعد نفسه.. ولا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.هل ما حدث ويحدث فى غزة تكرار لما يجرى فى العراق؟
فى العراق تقتل القوات الأمريكية العراقيين وتهدم وتدمر قرى ومدن الشيعة والسنة معا، وتتولى ميليشيات الشيعة والسنة المساهمة فى قتل بعضهما البعض وهدم وتدمير المساجد والأماكن المقدسة للطائفتين، ولا أحد يفهم كيف وقع العراقيون فى الفخ المنصوب لهم فوجهوا أسلحتهم إلى أبناء وطنهم وساهموا بغير وعى فى إعداد بلادهم للتقسيم ولتواجد آمن وطويل المدى لجيش الاحتلال الأمريكى.
الغريب أن يحدث الشىء نفسه فى غزة.. ميليشيات حماس وفتح تقتل عددا من عناصر المقاومة فى الفصيلين من العناصر المدرجة على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية!
وتقوم ميليشيات حماس بإحراق مقار السلطة وتقوم بانقلاب عسكرى، وتدور معارك دموية فى شوارع غزة، وتسير الجنازات هذه المرة لقتلى فلسطينيين قتلهم فلسطينيون، ويتم أسر عدد من القيادات من الجانبين من بين الأسماء التى سبق أن قررت الحكومة الإسرائيلية اعتقالهم.
مأساة إنسانية وسياسية وأخلاقية يصعب على إنسان عاقل استيعابها إلا إذا كان من المؤمنين بنظرية المؤامرة.
حماس تسيطر على غزة، ورئيس السلطة يصدر قرارا بإقالة الحكومة ورئيس الوزراء يرفض.رئيس السلطة يدرس الاستعانة بقوات دولية لإعادة السيطرة والأمن، الولايات المتحدة وإسرائيل لا تخفيان سعادتهما وتسعيان إلى زيادة الاشتعال على أمل أن يتم تصفية القضية الفلسطينية على أيدى حماس وفتح وتنتهى القصة التى استمرت 60 عاما دون أن تصل إلى نهاية، وتحقق إسرائيل حلمها وتعلن انتصارها النهائى بقيام إسرائيل الكبرى التى تعيش فى أمان دون وجود دولة فلسطينية!
النوايا الأمريكية غير المعلنة كشف عنها مارتن أنديك المفكر الاستراتيجى الأمريكى الخبير فى شئون الشرق الأوسط والقريب من دوائر صنع القرار ومراكز الأبحاث المتصلة بها، فقد كتب مقالا منذ أيام فى صحيفة واشنطن بوست يشجع فيه الرئيس الفلسطينى محمود عباس على طلب قوات دولية لإعادة السيطرة على الأوضاع واستعادة غزة وهى الجزء الوحيد المحرر من دولته الافتراضية ولكى يصل إلى غرضه باستفزاز محمود عباس فإنه يتهمه بأنه هو الذى تخلى عن غزة لصالح حماس واكتفى بالضفة الغربية، وبذلك أصبح الحل- كما يقول مارتن أنديك- هو إقامة دولتين فلسطينيتين دولة فى غزة تحكمها حماس، ودولة فى الجزء المتبقى من الضفة تحكمها فتح.. ويوجه مارتن انديك رسالة إلى الأمريكيين والإسرائيليين عندما يقول إن الفلسطينيين سيواصلون القول بعدم قابلية تقسيم الوطن الفلسطينى، ولكن محمود عباس من المحتمل أن يجد أن هذا الحل يزيد مأزق حماس، لأنها سوف تحكم دولة فاشلة تعتمد على إسرائيل فى الحصول على الماء والكهرباء والسلع الأساسية، وإذا أطلقت حماس صاروخا على قرية إسرائيلية تستطيع إسرائيل خنق غزة اقتصاديا وإطلاق الصواريخ عليها وإغلاق منافذ الدخول والخروج منها وإليها، وفى هذا السيناريو الغريب يرى مارتن انديك أن محمود عباس سيكون فى إمكانه الاعتماد على قوات الجيش الإسرائيلى (وليس الفلسطينى) فى ضرب حماس وسوف يسهل عليه التفاوض مع إسرائيل والتوصل إلى اتفاقية سلام تقضى بتأسيس دولة ذات حدود مؤقتة فى الضفة الغربية وضواحى القدس الشرقية وحينئذ تضطر حماس تحت ضغط الفشل والفقر والحصار إلى قبول شروط إسرائيل، مما يؤدى فى النهاية إلى توحيد غزة والضفة الغربية فى كيان سياسى واحد يعيش فى سلام مع إسرائيل.
هذا السيناريو الذى يرسمه مارتن انديك قد يبدو نوعا من الخيال، وقد يرى البعض أن من المستحيل تنفيذه، ولكن فكرة إنشاء دولة إسرائيل ذاتها كانت تبدو فى سنة 1897 فكرة خيالية ثم أصبحت حقيقة فى الموعد المحدد، وكانت فكرة تقسيم العراق إلى ثلاث دول تبدو فكرة خيالية ويستحيل تصديقها وها هى ذى على وشك أن تصبح حقيقة. والكونجرس الأمريكى بحث تقسسم العراق إلى ثلاث دول، وفكرة تدمير دولة مثل الصومال كانت فى نظر البعض مستحيلة والآن أين هى دولة الصومال؟. وقبل كل ذلك كانت فكرة تقسيم العالم العربى باتفاق سايكس- بيكو بعد الحرب العالمية الثانية فى نظر البعض مستحيلة وتحققت تماما وفقا لخطوط التقسيم على الخرائط، والأمثلة كثيرة.. ومشكلة العالم العربى أنه لا يصدق إلا ما يريد تصديقه وليس ما يريد الآخرون تنفيذه، ولا يدرك خطأه إلا بعد فوات الأوان.
فكرة تقسيم الدولة الفلسطينية إلى دولتين ستجد تأييدا من أمريكا وإسرائيل ولن يظهر هذا التأييد صريحا وعلنا أمام عيوننا، ولكننا سوف نلمس آثاره وكأن هناك يدا خفية تحرك الأحداث، قد يراها البعض يد القدر ومشيئة الله، وقد يتهم البعض كالعادة الدول العربية بالتقصير وضياع الحكم الفلسطينى ويكرر الحديث عن الفرص الضائعة، ولن يتهم الفلسطينيون أنفسهم لأنهم استسلموا للخديعة ودخلوا المصيدة بأرجلهم وربما دفعهم إلى المصيدة من فعل ذلك عن قصد وبراءة الأطفال فى عينيه.
البعض يرى أن الفوضى التى تشهدها المنطقة العربية عموما سواء فى لبنان أو العراق أو السودان أو الأراضى الفلسطينية هى التطبيق العملى لنظرية الفوضى الخلاقة الأمريكية، ويذكروننا بما سبق أن أعلنه الرئيس بوش من أن غزو العراق لم يكن سوى بداية لتغيير المنطقة، وإن كان البعض لم يفهم ماذا تعنى هذه العبارة، وظن أنها من نوع (طق الحنك) على حد تعبير السوريين، أى مجرد كلام ليس وراءه عمل، وهى فى الحقيقة كانت إشارة إلى استراتيجية أمريكية كاملة بدأ تنفيذها، وبعد العراق هناك خطوات أخرى والخطة تسير وفقا لما هو مرسوم لها، وإن كانت تواجه ببعض العثرات ويتأخر إتمامها نتيجة للفشل الأمريكى فى العراق، ولمقاومة الشعوب العربية إلى حد ما،ولكن الخطة على أية حال تسير وفقا للاستراتيجية الموضوعة، وأمامنا الشواهد على ذلك وتكفى نظرة إلى الخريطة وما يجرى فى كل بلد عربى.
أمريكا تقف معارضة بصراحة وبقوة لكل تقارب عربى، وتعمل بوضوح ودون مداراة على حماية مصالحها ومصالح إسرائيل- على حساب المصالح العربية، وتقف أمام كل محاولة لدولة عربية لتحقيق تنمية صناعية وتكنولوجية واقتصادية حقيقية، وتؤيد عناصر معينة فى العالم العربى ترتبط مصالحها بالمصالح الأمريكية ولا تستطيع الاستمرار فى الحفاظ على أوضاعها وامتيازاتها إلا بحماية أمريكية، وهناك تفسيرات كثيرة بعضها صحيح وبعضها مضلل، البعض يرى أن ما يحدث فى المنطقة ليس سوى تجليات العولمة والنظام العالمى الجديد، أما المفكر اليهودى الأمريكى الشهير ناعوم تشومسكى فإنه يفسر ما يحدث بأنه العمل لإعادة المناطق التى خضعت للاستعمار القديم إلى سيطرة نوع من الاستعمار الجديد، وأن سقوط سور برلين عام 1989 كان إيذانا ببدء العصر الأمريكى، ولذلك سارعت أمريكا باحتلال بنما وقتلت آلاف المدنيين وأقامت حكومة من رجال البنوك ورجال الأعمال وتجار المخدرات، وأجهضت باستخدام الفيتو قرارين من مجلس الأمن بشجب الاعتداء الأمريكى وأصبحت السيطرة العسكرية الأمريكية، وهذا ما حدث ويحدث فى العراق، ويقول تشومسكى إن أمريكا تتعامل مع الشرق الأوسط بنفس الطريقة، فهى تستخدم الفيتو لمنع صدور أى قرار من مجلس الأمن يدين ممارستها العسكرية الشائنة التى تشكل جرائم حرب، وجرائم عقاب جماعى، وجرائم إبادة عرقية، وهى تستثنى جنودها- وجنود إسرائيل- من المحاسبة على جرائم الحرب، وإن كان ذلك لا يتفق مع سلوك دولة عظمى تفاخر كل يوم بالطنطنة عن القيم الأمريكية والديمقراطية الأمريكية وتدعى أنها تعمل على نشر الديمقراطية، والحرية للشعوب فى أنحاء العالم، فإن الإدارة الأمريكية الحالية لا تهتم بذلك ولا تخدم القوانين أو المؤسسات الدولية أو الرأى العام العالمى أو حتى القيم الأمريكية ذاتها.
ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية يتفق مع الفكر الاستراتيجى الأمريكى فى هذه المرحلة، وهو فكر يعتمد على استخدام القوة العسكرية، وفرض الأمر الواقع بدلا من البحث عن حلول سياسية بالتفاوض، والضرب عرض الحائط بالقانون الدولى، والشرعية الدولية، والعدالة، وحقوق الإنسان، وهذا ما سبق أن أعلنه نائب وزير الخارجية الأمريكية من قبل بقوله إن الولايات المتحدة بعد زوال الاتحاد السوفيتى- أكثر استعدادا وقدرة على استخدام القوة لتحقيق أهدافها..
ومنذ شهور كتب دينيس روس المفكر الاستراتيجى الأمريكى الشهير مقالا يتنبأ فيه بحدوث صراع على السلطة بين الفلسطينيين ويقول إن ذلك سيؤدى إلى إضعاف القوى الفلسطينية ولن يتحقق التقدم فى تنفيذ خريطة الطريق من جانب إسرائيل إلا إذا كانت السلطة الفلسطينية قوية وقادرة على ضبط الأمور والتوصل إلى حلول من خلال المفاوضات خاصة عند بحث القضايا الصعبة مثل القدس واللاجئين والمستوطنات وهى القضايا التى يعمل الأمريكيون والإسرائيليون على تأجيل بحثها إلى أجل غير مسمى، كما يقول.
لم يعد أحد يشك فى أن تدمير العراق لم يكن للتخلص من حكم دكتاتورى ولكنه كان بداية لتدمير مناطق أخرى فى العالم العربى، ويبدو أن البكائيات فى الشعر العربى التى كانت بالأمس على تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما إسرائيلية والثانية فلسطينية، سوف تكون غدا على تقسيم ما تبقى من فلسطين إلى دولتين: دولة الضفة ودولة غزة.
تعالوا نقيم الصلوات ليلا ونهارا فى كل المساجد وكل الكنائس فى كل مكان من العالم العربى لكيلا يحدث ذلك، وأن تتحقق المعجزة ويعود الطرفان- حماس وفتح- إلى أمر الله: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
وما نخشاه أن يفقد الفلسطينيون التعاطف والدعم من الرأى العام العربى ويتحول التأييد الشعبى العربى لهم إلى غضب منهم لأنهم لم يحسنوا حماية شعبهم وقضيتهم أمام عدو يتربص بهم.
والحكمة الإلهية إن الله لا يساعد من لا يساعد نفسه.. ولا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.هل ما حدث ويحدث فى غزة تكرار لما يجرى فى العراق؟
فى العراق تقتل القوات الأمريكية العراقيين وتهدم وتدمر قرى ومدن الشيعة والسنة معا، وتتولى ميليشيات الشيعة والسنة المساهمة فى قتل بعضهما البعض وهدم وتدمير المساجد والأماكن المقدسة للطائفتين، ولا أحد يفهم كيف وقع العراقيون فى الفخ المنصوب لهم فوجهوا أسلحتهم إلى أبناء وطنهم وساهموا بغير وعى فى إعداد بلادهم للتقسيم ولتواجد آمن وطويل المدى لجيش الاحتلال الأمريكى.
الغريب أن يحدث الشىء نفسه فى غزة.. ميليشيات حماس وفتح تقتل عددا من عناصر المقاومة فى الفصيلين من العناصر المدرجة على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية!
وتقوم ميليشيات حماس بإحراق مقار السلطة وتقوم بانقلاب عسكرى، وتدور معارك دموية فى شوارع غزة، وتسير الجنازات هذه المرة لقتلى فلسطينيين قتلهم فلسطينيون، ويتم أسر عدد من القيادات من الجانبين من بين الأسماء التى سبق أن قررت الحكومة الإسرائيلية اعتقالهم.
مأساة إنسانية وسياسية وأخلاقية يصعب على إنسان عاقل استيعابها إلا إذا كان من المؤمنين بنظرية المؤامرة.
حماس تسيطر على غزة، ورئيس السلطة يصدر قرارا بإقالة الحكومة ورئيس الوزراء يرفض.رئيس السلطة يدرس الاستعانة بقوات دولية لإعادة السيطرة والأمن، الولايات المتحدة وإسرائيل لا تخفيان سعادتهما وتسعيان إلى زيادة الاشتعال على أمل أن يتم تصفية القضية الفلسطينية على أيدى حماس وفتح وتنتهى القصة التى استمرت 60 عاما دون أن تصل إلى نهاية، وتحقق إسرائيل حلمها وتعلن انتصارها النهائى بقيام إسرائيل الكبرى التى تعيش فى أمان دون وجود دولة فلسطينية!
النوايا الأمريكية غير المعلنة كشف عنها مارتن أنديك المفكر الاستراتيجى الأمريكى الخبير فى شئون الشرق الأوسط والقريب من دوائر صنع القرار ومراكز الأبحاث المتصلة بها، فقد كتب مقالا منذ أيام فى صحيفة واشنطن بوست يشجع فيه الرئيس الفلسطينى محمود عباس على طلب قوات دولية لإعادة السيطرة على الأوضاع واستعادة غزة وهى الجزء الوحيد المحرر من دولته الافتراضية ولكى يصل إلى غرضه باستفزاز محمود عباس فإنه يتهمه بأنه هو الذى تخلى عن غزة لصالح حماس واكتفى بالضفة الغربية، وبذلك أصبح الحل- كما يقول مارتن أنديك- هو إقامة دولتين فلسطينيتين دولة فى غزة تحكمها حماس، ودولة فى الجزء المتبقى من الضفة تحكمها فتح.. ويوجه مارتن انديك رسالة إلى الأمريكيين والإسرائيليين عندما يقول إن الفلسطينيين سيواصلون القول بعدم قابلية تقسيم الوطن الفلسطينى، ولكن محمود عباس من المحتمل أن يجد أن هذا الحل يزيد مأزق حماس، لأنها سوف تحكم دولة فاشلة تعتمد على إسرائيل فى الحصول على الماء والكهرباء والسلع الأساسية، وإذا أطلقت حماس صاروخا على قرية إسرائيلية تستطيع إسرائيل خنق غزة اقتصاديا وإطلاق الصواريخ عليها وإغلاق منافذ الدخول والخروج منها وإليها، وفى هذا السيناريو الغريب يرى مارتن انديك أن محمود عباس سيكون فى إمكانه الاعتماد على قوات الجيش الإسرائيلى (وليس الفلسطينى) فى ضرب حماس وسوف يسهل عليه التفاوض مع إسرائيل والتوصل إلى اتفاقية سلام تقضى بتأسيس دولة ذات حدود مؤقتة فى الضفة الغربية وضواحى القدس الشرقية وحينئذ تضطر حماس تحت ضغط الفشل والفقر والحصار إلى قبول شروط إسرائيل، مما يؤدى فى النهاية إلى توحيد غزة والضفة الغربية فى كيان سياسى واحد يعيش فى سلام مع إسرائيل.
هذا السيناريو الذى يرسمه مارتن انديك قد يبدو نوعا من الخيال، وقد يرى البعض أن من المستحيل تنفيذه، ولكن فكرة إنشاء دولة إسرائيل ذاتها كانت تبدو فى سنة 1897 فكرة خيالية ثم أصبحت حقيقة فى الموعد المحدد، وكانت فكرة تقسيم العراق إلى ثلاث دول تبدو فكرة خيالية ويستحيل تصديقها وها هى ذى على وشك أن تصبح حقيقة. والكونجرس الأمريكى بحث تقسسم العراق إلى ثلاث دول، وفكرة تدمير دولة مثل الصومال كانت فى نظر البعض مستحيلة والآن أين هى دولة الصومال؟. وقبل كل ذلك كانت فكرة تقسيم العالم العربى باتفاق سايكس- بيكو بعد الحرب العالمية الثانية فى نظر البعض مستحيلة وتحققت تماما وفقا لخطوط التقسيم على الخرائط، والأمثلة كثيرة.. ومشكلة العالم العربى أنه لا يصدق إلا ما يريد تصديقه وليس ما يريد الآخرون تنفيذه، ولا يدرك خطأه إلا بعد فوات الأوان.
فكرة تقسيم الدولة الفلسطينية إلى دولتين ستجد تأييدا من أمريكا وإسرائيل ولن يظهر هذا التأييد صريحا وعلنا أمام عيوننا، ولكننا سوف نلمس آثاره وكأن هناك يدا خفية تحرك الأحداث، قد يراها البعض يد القدر ومشيئة الله، وقد يتهم البعض كالعادة الدول العربية بالتقصير وضياع الحكم الفلسطينى ويكرر الحديث عن الفرص الضائعة، ولن يتهم الفلسطينيون أنفسهم لأنهم استسلموا للخديعة ودخلوا المصيدة بأرجلهم وربما دفعهم إلى المصيدة من فعل ذلك عن قصد وبراءة الأطفال فى عينيه.
البعض يرى أن الفوضى التى تشهدها المنطقة العربية عموما سواء فى لبنان أو العراق أو السودان أو الأراضى الفلسطينية هى التطبيق العملى لنظرية الفوضى الخلاقة الأمريكية، ويذكروننا بما سبق أن أعلنه الرئيس بوش من أن غزو العراق لم يكن سوى بداية لتغيير المنطقة، وإن كان البعض لم يفهم ماذا تعنى هذه العبارة، وظن أنها من نوع (طق الحنك) على حد تعبير السوريين، أى مجرد كلام ليس وراءه عمل، وهى فى الحقيقة كانت إشارة إلى استراتيجية أمريكية كاملة بدأ تنفيذها، وبعد العراق هناك خطوات أخرى والخطة تسير وفقا لما هو مرسوم لها، وإن كانت تواجه ببعض العثرات ويتأخر إتمامها نتيجة للفشل الأمريكى فى العراق، ولمقاومة الشعوب العربية إلى حد ما،ولكن الخطة على أية حال تسير وفقا للاستراتيجية الموضوعة، وأمامنا الشواهد على ذلك وتكفى نظرة إلى الخريطة وما يجرى فى كل بلد عربى.
أمريكا تقف معارضة بصراحة وبقوة لكل تقارب عربى، وتعمل بوضوح ودون مداراة على حماية مصالحها ومصالح إسرائيل- على حساب المصالح العربية، وتقف أمام كل محاولة لدولة عربية لتحقيق تنمية صناعية وتكنولوجية واقتصادية حقيقية، وتؤيد عناصر معينة فى العالم العربى ترتبط مصالحها بالمصالح الأمريكية ولا تستطيع الاستمرار فى الحفاظ على أوضاعها وامتيازاتها إلا بحماية أمريكية، وهناك تفسيرات كثيرة بعضها صحيح وبعضها مضلل، البعض يرى أن ما يحدث فى المنطقة ليس سوى تجليات العولمة والنظام العالمى الجديد، أما المفكر اليهودى الأمريكى الشهير ناعوم تشومسكى فإنه يفسر ما يحدث بأنه العمل لإعادة المناطق التى خضعت للاستعمار القديم إلى سيطرة نوع من الاستعمار الجديد، وأن سقوط سور برلين عام 1989 كان إيذانا ببدء العصر الأمريكى، ولذلك سارعت أمريكا باحتلال بنما وقتلت آلاف المدنيين وأقامت حكومة من رجال البنوك ورجال الأعمال وتجار المخدرات، وأجهضت باستخدام الفيتو قرارين من مجلس الأمن بشجب الاعتداء الأمريكى وأصبحت السيطرة العسكرية الأمريكية، وهذا ما حدث ويحدث فى العراق، ويقول تشومسكى إن أمريكا تتعامل مع الشرق الأوسط بنفس الطريقة، فهى تستخدم الفيتو لمنع صدور أى قرار من مجلس الأمن يدين ممارستها العسكرية الشائنة التى تشكل جرائم حرب، وجرائم عقاب جماعى، وجرائم إبادة عرقية، وهى تستثنى جنودها- وجنود إسرائيل- من المحاسبة على جرائم الحرب، وإن كان ذلك لا يتفق مع سلوك دولة عظمى تفاخر كل يوم بالطنطنة عن القيم الأمريكية والديمقراطية الأمريكية وتدعى أنها تعمل على نشر الديمقراطية، والحرية للشعوب فى أنحاء العالم، فإن الإدارة الأمريكية الحالية لا تهتم بذلك ولا تخدم القوانين أو المؤسسات الدولية أو الرأى العام العالمى أو حتى القيم الأمريكية ذاتها.
ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية يتفق مع الفكر الاستراتيجى الأمريكى فى هذه المرحلة، وهو فكر يعتمد على استخدام القوة العسكرية، وفرض الأمر الواقع بدلا من البحث عن حلول سياسية بالتفاوض، والضرب عرض الحائط بالقانون الدولى، والشرعية الدولية، والعدالة، وحقوق الإنسان، وهذا ما سبق أن أعلنه نائب وزير الخارجية الأمريكية من قبل بقوله إن الولايات المتحدة بعد زوال الاتحاد السوفيتى- أكثر استعدادا وقدرة على استخدام القوة لتحقيق أهدافها..
ومنذ شهور كتب دينيس روس المفكر الاستراتيجى الأمريكى الشهير مقالا يتنبأ فيه بحدوث صراع على السلطة بين الفلسطينيين ويقول إن ذلك سيؤدى إلى إضعاف القوى الفلسطينية ولن يتحقق التقدم فى تنفيذ خريطة الطريق من جانب إسرائيل إلا إذا كانت السلطة الفلسطينية قوية وقادرة على ضبط الأمور والتوصل إلى حلول من خلال المفاوضات خاصة عند بحث القضايا الصعبة مثل القدس واللاجئين والمستوطنات وهى القضايا التى يعمل الأمريكيون والإسرائيليون على تأجيل بحثها إلى أجل غير مسمى، كما يقول.
لم يعد أحد يشك فى أن تدمير العراق لم يكن للتخلص من حكم دكتاتورى ولكنه كان بداية لتدمير مناطق أخرى فى العالم العربى، ويبدو أن البكائيات فى الشعر العربى التى كانت بالأمس على تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما إسرائيلية والثانية فلسطينية، سوف تكون غدا على تقسيم ما تبقى من فلسطين إلى دولتين: دولة الضفة ودولة غزة.
تعالوا نقيم الصلوات ليلا ونهارا فى كل المساجد وكل الكنائس فى كل مكان من العالم العربى لكيلا يحدث ذلك، وأن تتحقق المعجزة ويعود الطرفان- حماس وفتح- إلى أمر الله: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
وما نخشاه أن يفقد الفلسطينيون التعاطف والدعم من الرأى العام العربى ويتحول التأييد الشعبى العربى لهم إلى غضب منهم لأنهم لم يحسنوا حماية شعبهم وقضيتهم أمام عدو يتربص بهم.
والحكمة الإلهية إن الله لا يساعد من لا يساعد نفسه.. ولا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.