أرجـــوك اقرأ لهذا الرجــل
فى معرض الكتاب العام الماضى قال لى الناشر وموزع الكتب الأستاذ محمد عبدالرازق إن أكثر الكُتب مبيعا هذا العام هى كُتب الدكتور إبراهيم الفقى، وقدم لى خمسة كُتب لهذا المؤلف الذى لم أكن أعرف عنه شيئا.
كانت عناوين الكُتب مثيرة: «سيطر على حياتك، طريقك إلى تنظيم وقتك، وتحديد أهدافك، والاستمتاع بالتغيير الإيجابى- قوة التحكم فى الذات: كيف تكتشف وتغير مصادر برمجتك الذاتية- البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللامحدود- الثقة والاعتزاز بالنفس: فن تكوين العلاقات- قوة التفكير وكيف تحقق أهدافك؟..إلخ
ودفعنى الفضول إلى معرفة من هو الدكتور إبراهيم الفقى الذى لم أسمع عنه من قبل فوجدت قائمة طويلة بالمناصب التى تولاها ومنها مثلا: مؤسس المركز الكندى للتنمية البشرية، وحاصل على الدكتوراه فى علم الميتافيزيقا من جامعة لوس أنجلوس الأمريكية، ومدرب معتمد فى البرمجة اللغوية العصبية، وحاصل على دبلومات فى علم النفس، والإدارة، والتسويق، والتنمية البشرية، وشغل منصب المدير العام فنادق فى مونتريال.. عاش فى مونتريال بكندا مع زوجته آمال وابنتيهما التوأم نانسى ونرمين.. أما السطر الناقص فى قصة حياته فقد وضعه القدر منذ أسابيع حين حدث حريق فى بيته وهو نائم فمات هو وشقيقته، وكتب القدر السلامة لزوجته وابنتيه لأنهما كانا فى الخارج.
فى كتبه تعليقات من الدارسين الذين حضروا الدورات التى كان يعقدها فى مصر بعد أن عاد من كندا منذ سنوات قليلة منها مثلا ما كتبته مديرة مدرسة الواحة للغات بالمقطم إيمان صبرى عثمان: «د. الفقى محاضر رائع يؤمن بما يقول فيصل إلى عقولنا وقلوبنا مباشرة» وما كتبه رئيس قسم الأنشطة بجامعة السلطان قابوس بدولة عمان: «د. الفقى من أقوى المحاضرين فى العالم»، وما كتبه المهندس محمد أحمد العطفى بشركة النيل للبلاستيك بالإسكندرية: «لم أكن متوقعا هذا الكم من المعلومات من الدكتور الفقى.. إنه محترف ومتمكن جدا».. وهكذا يمتلئ كل كتاب بكلمات الإعجاب من المتدربين الذين شاركوا فى برامجه.
***
الفكرة الأساسية عن الدكتور إبراهيم الفقى هى أن يحدد الإنسان هدفه فى الحياة، لأن معظم الناس يعيشون ويعملون بدون أن يحددوا الهدف ويخططوا لأنفسهم برنامجا يحدد بوضوح: ماذا يريد وكيف يصل إلى ما يريد؟.. والإنسان لديه قدرات هائلة، لكنه لا يستخدم إلا جزءا ضئيلا منها؟.. وكيف يحرص الإنسان على رسم خريطة للطريق الذى يسلكه للوصول بسيارته إلى مكان لم يسبق أن ذهب إليه ويسير حياته كلها بدون خريطة تحدد طريق الوصول إلى هدفه فى هذه الحياة؟.. فبدون تحديد الهدف ستعيش حياتك متنقلا من مشكلة إلى مشكلة أخرى بدلا من التنقل من فرصة إلى فرصة أخرى.
ويحذر الدكتور الفقى من الخوف، فالإنسان الذى يشعر بالخوف من التجربة أو من الفشل أو من تغيير أسلوب الحياة، فالخوف سجن من الأوهام وعدم الثقة فى النفس، واحذر من اللص الذى يسرق عمرك، هذا اللص هو التأجيل، أن تؤخر ما يجب عمله إلى أن تبدد فترات من عمرك المحدود بدون تحرك يقربك من الوصول إلى هدفك.. لا تكن مثل هؤلاء الأشخاص البارعين فى اختراع الحجج لعدم إنجاز ما عليك إنجازه وتأجيله، فأنت لن تعيش إلا حياة واحدة، وكل الناس تعلم ذلك، ولكن القليل منهم من يخطط ويعمل ولا يضيع الوقت والفرص.
ويطلب الدكتور إبراهيم الفقى من كل متدرب أن يجيب لنفسه وبصراحة على عدة أسئلة فى مجالات مختلفة منها مثلا، فى الجانب الروحى: هل أنت راض عن علاقتك بالله، وهل تؤدى الفروض الدينية بانتظام؟.. وهل تساعد المحتاج؟.. وهل تؤجل ما عليك لله (رحلة الحج أو الزكاة.. إلخ)؟.. وماذا ستفعل لتلحق بأداء ما عليك لله قبل أن ينتهى الأجل، وقد تكون الفرصة قصيرة؟.. وفى الجانب الشخصى: هل علاقتك مع شريكة حياتك وأبنائك جيدة؟.. وهل علاقتك بالناس عموما جيدة؟.. وهل تنمى معارفك وثقافتك بالقراءة أم تقضى وقت فراغك فى الكسل أمام التليفزيون؟.. وفى الجانب المهنى: هل لديك خطة للتقدم فى عملك؟.. وهل علاقاتك مع رؤساءك وزملاءك فى العمل جيدة؟.. وفى الجانب الصحى: هل لديك عادات صحية خاطئة (التدخين- المخدرات- الشراهة فى الأكل.. إلخ)؟.. وهل بدأت فى الإقلاع عنها أو استسلمت لها وأقنعت نفسك بأنك لا تستطيع الإقلاع لأنك بلا إرادة ولا مقدرة على تنفيذ ما تريده؟.
باختصار الدكتور إبراهيم الفقى يريدك أن تحرص على تحقيق التوازن فى حياتك لأن نجاحك فى أربع جوانب وفشلك فى جانب واحد سيجعل حياتك ناقصة ولن تشعر بالرضا والاستمتاع بها.. ويريدك وأنت تحدد أهدافك أن تراعى أن هناك ثلاثة أنواع من الأهداف.. أهداف قصيرة المدى (الإعداد لاجتماع أو رحلة أو حفلة، أو شراء ملابس، أو التخطيط لرحلة، أو إنجاز عمل مستعجل.. إلخ).. وأهداف متوسطة لستة حتى خمس سنوات وأهداف طويلة المدى تشمل حياتك كلها، وتحدد علاقاتك بنفسك وبمن حولك وتتعامل معهم.
الدكتور إبراهيم الفقى نموذج لكل ما يقوله.. بدأ حياته عاملا فى فندق يغسل الأطباق ويدرس فى نفس الوقت إلى أن حصل على شهادة من معهد الفنادق بمقاطعة كاباك بكندا، وخطط ليكون مديرا لمعطم وكان هدفه طويل المدى أن يكون مديرا عاما لفندق، ثم أن يكون مدربا مشهورا وشخصية معروفة ويحصل على جوائز تقديرية.. وقد حقق أهدافه.. وفى رأيه أنك تستطيع أن تحقق ما يبدو معجزة.. والإنسان قادر على تحقيق المعجزات.. هذا رأيه.. فما رأيك؟..
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف