زويل يعيد إلينا الأمل 1

ىفي يناير العام الماضي أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن دعم العلوم والتكنولوجيا لإرساء شراكة في مجالات التعليم والثقافة والعلوم بين الولايات المتحدة وعدد من الدول‏.

, واختار ثلاثة من العلماء البارزين ليكونوا مبعوثين له, فكلف بروس البرتس ليكون مبعوثا الي دول جنوب شرق آسيا, والياس زرهوني لدول شمال آفريقيا, وأحمد زويل للشرق الأوسط ـ بعد اختياره مستشارا للرئيس أوباما ـ وشملت مهمته زيارته12 دولة في المنطقة من بينها مصر وبعض دول الخليج.

وعندما زار مصر في اطار هذه المهمة التقي برئيس الوزراء في ذلك الوقت, وبعدد من الوزراء والقيادات الجامعية, والقي عددا من المحاضرات والأحاديث, وتحدث في لقاء في قناة دريم عن مهمته كما تحدث عنها في ندوة نظمتها الغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة, وأعلن أن مبادرة أوباما تهدف الي فتح مجال جديد للتعاون مع الدول ذات الأغلبية المسلمة ومساعدتها في التنمية الاقتصادية والتنمية البشرية طبقا للتوجه الجديد للادارة الأمريكية الذي يري أن التعاون في مجالات العلم والتكنولوجيا سيساعد الدول النامية, واعتبار ذلك مجالا جديدا وإحدي أدوات السياسة الأمريكية لمساعدة هذه الدول.

وفي كل لقاء كان الدكتور أحمد زويل يعلن أن مشاكل مصر لن يتم حلها إلا بالمصريين, كما أعلن في لقاء بمقر السفارة الأمريكية أن هدفه بلورة صورة حول الوضع العلمي في مصر وايجاد أفضل السبل للتعاون العلمي مع الولايات المتحدة.

وفي لقاءاته أعلن أن التقدم لن يتحقق لمصر ـ وغيرها ـ بانشاء المباني الضخمة بل بالتعليم الذي يعتمد علي التفكير, وبالعلم والتكنولوجيا ضاربا المثل بكوريا الجنوبية التي كانت ضمن الدول المتخلفة واستطاعت خلال عشر سنوات أن تصبح سابع أكبر اقتصاد في العالم وذلك بالابتكار في العلوم والتكنولوجيا الي أن وصلت قدراتها الي اطلاق برنامج لغزو الفضاء, وعلينا في مصر أن ندرك أن الابتكار والاختراع يرفع معدل النمو الاقتصادي بنسبة12%, وعلينا أن ندرك قيمة وأهمية اقتصاد المعرفة في العصر الحديث, وكرر في احاديثه إن مصر ليست فقيرة اذا قورنت بالهند التي نجحت نجاحا كبيرا في محاربة الفقر والاعتماد علي التكنولوجيا الجديدة, ومصر مؤهلة للتقدم بما لديها من ثروة بشرية وكوادر علمية مؤهلة وعقليات شديدة الذكاء, وامام مصر فرصة لاصلاح حقيقي وجذري للتعليم,

وبناء قاعدة علمية ومناخ علمي لكي تخرج الي عتبة التقدم والمشاركة في حضارة القرن الحادي والعشرين, وتمني أن يكون في مصر مثل ما وجده في جامعة كالتك الأمريكية التي وجد فيها الحرية بلا حدود, فلا مدير يقول هذا غير ممكن ولا وزير يتوقف كل شيء علي توقيعه, ولا بيروقراطية تتحكم وتعطل, والنظام يسمح بالمجازفة والجميع يعملون علي مساعدته علي النجاح ولا أحد يتمني له الفشل, وهذا هو المناخ الذي يسمح بانطلاق عقول مبدعة, ولابد أن نتخلص من معوقات الانطلاق العلمي والعقلي مثل المتاهات التي سمحت لكل شخص بأن يفتي في شئون الدين والدنيا بغير علم, وهذا المنهج عكس ما يقضي به المنهج العلمي.

بعد هذه الجولة عاد أحمد زويل دون أن تمتد اليه يد مسئول لتحقيق هذه المهمة الي أن جاء أخيرا يحمل الينا البشري باعادة الأمل في المستقبل بمشروع قومي لايقل في قيمته التاريخية عن بناء السد العالي, وهو الخطوة التالية لما حققته مصر في نصر اكتوبر.1973 فهو يعلن عن بدء تنفيذ مشروع مدينة زويل العلمية كنموذج يجمع بين نظام جامعة كالتك الأمريكية ومعاهد التميز الألمانية التابعة لمؤسسة ماكس بلانك ومشروع تك برك في تركيا وهي نماذج حققت انجازات علمية كبري وساهمت في زيادة وتطوير الانتاج الصناعي والتكنولوجي والزراعي وفي تطوير اساليب التشخيص والعلاج لأمراض مستعصية.. كذلك ستحقق مدينة زويل اقتصاد المعرفة باجراء البحوث لصالح قطاعات الانتاج والخدمات. المشروع يبدأ بالموهوبين الحاصلين علي الثانوية العامة في كليات متخصصة في العلوم والتكنولوجيا الحديثة وفقا للنظم في الجامعات المتميزة في العالم, وتتبعها معاهد عليا متخصصة في مجالات العلوم الحديثة تمثل حضانات لتفريخ الباحثين القادرين بالمعايير العلمية علي انتاج المعرفة العلمية والابتكار في مجالات التكنولوجيا, وتستعين هذه المراكز البحثية بأكبر العلماء والباحثين المصريين المنتشرين في أنحاء العالم, وترتبط المدينة بشبكة مع مراكز الأبحاث الموجودة في مصر وبالمراكز العلاجية والصناعات الدوائية وانتاج الطاقة والزراعة.

مشروع زويل تعثر في مصر فضاعت سنين كان يمكن أن يحدث فيها تقدم علمي واقتصادي وثقافي وذلك بسبب القيود التي فرضت عليه بينما نفذ في عدد من الدول العربية.. لكنه بدأ علي الأرض وفتحت جميع البنوك في مصر رقما لتبرع المواطنين ليكون بحق مشروعا قوميا بسواعد وأموال كل المصريين ابتداء من عشرة جنيهات حتي الملايين, وكل ما يحتاجه مليارا جنيه ووصلت حصيلة التبرعات إلي خمسمائة مليون.. أي أن مشروع اعادة الأمل بدأ خطوات نحو التحقق لتعيش مصر عصرا جديدا ويكون لها مكان بين الدول الحديثة.

....... وللحديث بقية.


 

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف