يبدأ العضو في جماعة الإخوان عضويته بتلاوة قسم البيعة أمام المرشد العام كما يلي: أعاهد الله العلي العظيم علي التمسك بدعوة الإخوان المسلمين والجهاد في سبيلها, والقيام بشرائط عضويتها, والثقة التامة بقيادتها.
والسمع والطاعة في المنشط والمكره, وأقسم بالله العظيم علي ذلك وأبايع عليه, والله علي ما أقول وكيل ومبدأ الطاعة يعني الغاء الفكر الحر والارادة الحرة.
ومن يقرأ الكتاب الجديد للدكتور وحيد عبدالمجيد عن الاخوان يعرف أن تنظيم الاخوان تنظيم هرمي لايمارس الديمقراطية في الداخل, وإن كان يرفع شعارها في خارجه وتتجمع السلطات في يد المرشد العام منذ البدايات وبالتحديد منذ عام3391 عندما قرر المؤتمر الثالث للجماعة منح سلطته للمرشدالعام, وأن يختار المرشد العام أعضاء الهيئة التأسيسية, وبالفعل اختار المرشد العام الشيخ حسن البنا أول هيئة تأسيسية عام1491 وهي السلطة العليا في التنظيم, ومعني ذلك أن الجماعة تأسست علي تركيز السلطة في يد واحدة, والتزام الجميع بالسمع والطاعة, وتستند في ذلك إلي أن الشوري ليست ملزمة للحاكم وبالتالي ليست ملزمة للمرشد العام. وكان الملاحظ أن أعضاء الجماعة يخلعون هالة من التقديس علي المرشد العام, فيقبلون يده وكان من تقاليد الجماعة في اجتماعاتها أن يتباري شعراؤها في إلقاء قصائد المديح والتمجيد للمرشد, وتجعله أقرب إلي التعيين.
والدارسون لتاريخ وتحولات الجماعة يذكرون أمثلة كثيرة علي قدرتها علي المناورة و التقية ولها تاريخ في عقد الصفقات مع الحكومات, يذكر الدكتور وحيد عبدالمجيد منها ماحدث سنة2491 حين قرر مكتب الإرشاد ترشيح الشيخ حسن البنا و61 من أعضاء الجماعة في انتخابات مجلس النواب, وطلب منه رئيس الحكومة النحاس باشا التنازل عن الترشيح هو واتباعه وهدده بحل الجماعة, وانتهي الأمر بعقد صفقة بقيام الحكومة برفع القيود عن الجماعة التي فرضتها حكومة حسين سري السابقة عليها, وإعادة فتح مقار الشعب التي أغلقت مقابل عدم خوض الانتخابات, وكان ذلك بارادة المرشد العام وبدون اقتناع مكتب الإرشاد الذي كان يري عدم التنازل ورضخ الجميع عملا بمبدأ السمع والطاعة. وفي8 سبتمبر5491 رأي حسن البنا تعديل النظام الأساسي للجماعة, وكانت لبعض أعضاء الهيئة التأسيسية تحفظات عليها, ومع ذلك تم التعديل ورضخ الجميع إعمالا لمبدأ السمع والطاعة أيضا وفي سنة6491 اتصل رئيس الوزراء إسماعيل صدقي بالشيخ حسن البنا وطلب منه تأييد الجماعة لحكومته, بعد أن كانت الجماعة تعارضها وتناصبها العداء وانتهي الأمر بعقد صفقة مع الحكومة مقابل تنفيذ طلبات الجماعة وصدر قرار الهيئة التأسيسية بأن يقف الإخوان وراء وزارة صدقي( المكروهة شعبيا) مادامت قد استمرت في الطريق الذي حددته الجماعة لها!
ويدلل الدكتور وحيد عبدالمجيد علي أن اختيار أعضاء المؤتمر العام للجماعة لم يكن اختيارا ديمقراطيا, ولم يكن من صلاحيات هذه المؤتمرات انتخاب المستويات القيادية للجماعة, وفي المؤتمر الثالث علي سبيل المثال صدر قرار بإلزام عضو الجماعة بعدم الاشتراك في أي هيئة أو جماعة تبعا للتوجيهات التي يتلقاها, وتنفيذا لسياسة منافقة السلطة كلما أمكن ذلك. وقد خصص المؤتمر الرابع للاحتفال بتتويج الملك فاروق.
ولاينكر أحد من قياديي الجماعة أن العنف كان وسيلة معتمدة لفرض الرأي أو لاستعراض القوة أو لتصفية الخصوم الذين يحكمون عليهم بالكفر, وفي مذكرات الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح القيادي المعروف في الجماعة يعترف بأن الجماعة كانت تقوم بتغيير المفكر بالسيد ومن ذلك أنه ومجموعة من زملائه احتلوا مدرج الكلية لمنع اقامة حفلة, وفي المرة التالية منعونا من الدخول, فنظمنا مسيرة ضخمة واقتحمنا الأبواب بالقوة ودخلنا المدرج وتعالت التكبيرات.. ومن أفكار الجماعة كما يقول الدكتور أبوالفتوح كانت هناك فكرة للفصل بين الذكور والآناث في المدارس الابتدائية والجامعات, وانشاء مستشفيات للنساء يديرها النساء وكنا نناقش جواز رؤية خال أو عم المرأة لكفيها ووجها(!). وبيت القصيد في هذه المذكرات ما كتبه الدكتور أبو الفتوح: كنا نؤمن بجواز استخدام العنف بل وجوبه في بعض الأحيان من أجل نشر دعوتنا, وكان العنف بالنسبة الينا مبررا, بل شرعيا, وكان الخلاف بيننا فقط علي توقيته ومدي استكمال عدته.