المنصفون للاسلام فى الغرب
محتويات الكتاب
فى كتابى ( صناعة العداء للاسلام ) أردت أن أنبه الى ما يجرى فى الغرب من محاولات لتشويه صورة الاسلاموما ينشر من افكار ونظريات تثير الكراهية والعداء للاسلام والمسلمين 0 فنقلت بعض ما قيل ونشر بالحرف دون تدخل من جانبى باضافة او الحذف لكى تكون اما القارىء صورة امينة لما يجرى فى الغرب من تحريض على الاسلام 0
وكنت بذلك ارجو ان يدرك المسلمون ان هناك خطرا" حقيقيا يتربص بهم ومعظمهم غافلون ولم يكن قصدى ان ابعث الخوف فى قلوب المسلمين او ان أثير فيهم مشاعر الكراهية للغرب عملا بمبدأ يكن قصدى المعاملة بالمثل كما يدعو البعض لانى ارى ان مقابلة الكراهية بالكراهية والعداء بالعداء منافية لروح الاسلام ودعوته وقد كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم – هو القدوةلنا فى التسامح والعفو 0 كان هدفى ان اضع الحقيقة المؤلمة امام الهيئات والؤسسات والجامعات –والحكومات- فى الدول الاسلامية لكى تتحرك ويتحرك المفكرون المسلمون ويبدؤا فى وضع استرتيجية لتصحيح صورة الاسلام والدفاع عنه 0 وكنت ايضااريد ان اوجه النقد الى المؤسسات وربما الاتهام ايضا للتقصير فى اداء واجبها وواجبها الا تكتفى بالحديث الى المسلمين لاقناعهم برسالة الاسلام ومبادئه فان الحديث الى النفس لا بغنى عن الحديث الى الاخر والواجب ان نذهب نحن الى الغرب – لافكارنا ومفكرينا وابحاثنا واعلامنا- وان ننظم قوافل تطوف بدول اوربا وامريكا وتلتقى برجال الدين والمفكرين والباحثيين فى الجامعات ومراكز البحوث وبالكتاب والصحفيين وبرجال الحكم وقيادات الاحزاب لتشرح – بالدليل والمنطق وباللغه التى يفهمها الغرب- حقيقة الاسلام وتكشف زيف الدعات المضللة عنه 0
كنت ارجو ان تقوم المؤسسات الاسلامية بعمل منظم ودائم لازالة آثار العدوان على الاسلام الذى استمر فى الغرب زمنا طويلا منذ الحروب الصلبية وحتى من قبلها خاصة وقد لمست بنفسى فى زيارات ولقاءات فى امريكا ودول اوربية مدى تأثير اتهام الاسلام بانه ضد الحرية الدينية فى فى زمن اصبحت فيه الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان اسلحة تشهر فى وجه الدول واتهام شعب بمعاداة هذه المبادىء اصبح كافيا لتعرضه للعقوبات السياسية والاقتصادية بل وللغزو العسكرى والاحتلال!كنت ارجو ان تقوم هذه الحملة الاسلامية المنظمة والدائمة على شرح المبادىء الاساسية للعقيدة كما جاءت فى القرآن الكريم حيث حرية الانسان هى الاصل فى العقيدة (لا اكراه فى الدين )(البقرة 256) (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)(الكهف 29)
وعقيدة الاسلام قائمة على ان حكمة الله وارادته أن تتعدد الديانات وتتعدد الطرق المؤديه اليه فى النهاية ( ولو شاء ربك لأمن من فى اللأرض كلهم جميعا" أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)(يونس99) وقوله تعالى (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين* الا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) (هود 188- 119) والمبدأ الاسلامى فى معاملة المسلمين مع من يختلفون معهم فى العقيدة وحتى مع الكفار الذين لا يؤمنون بالله هو ( لكم دينكم ولى دين) ( الكافرون6)
واجب المؤسسات والمفكرين فى العالم الاسلامى أن يسارعوا بالتصدى للهجمة الشرسة التى تربط بين دين الاسلام وبين الارهاب والعنف 0 فقد نجحت الدعايات المضادة للاسلام فى تحويل الرابطة بين الارهاب وبين ما يقومون به كافراد ضلوا السبيل ليجعلوا بين الارهاب وبين المسلمين فى عمومهم ثم يجعلوها بين الارهاب وبين أصول ومبادىء العقيدة الاسلامية مستغلين فى ذلك تشويه مفهوم الجهاد فى الاسلام والادعاء بأنه تحريض على محاربة غير المسلمين على الاطلاق ودون تمييز حتى استقر فى الاذهان للغالبية من المثقفين والعامة فى الغرب ان الجهاد فى الاسلام معناه العدوان مع ان مفهوم الجهاد فى العقيدة الاسلامية مفهوم دفاعى وليس مفهوم هجوميا او عدوانيا بل الله يدعو المسلمين الى العفو عمن يسىء اليهم واذا عاقبوا فلا يزيد العقاب عن المثل ( وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصبرين) (النحل 126) واذا قبل المعتدى السلام العادل فان أمر الله للمسلمين أن يقبلوا ذلك ( وان جنحوا للسلم فأجنح لها )( الانفال 61)
و( فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا") (النساء90)
هذه المبادىء الانسانية الراقية التى تمثل اقصى ما يمكن ان تصل اليه العلاقات بين الناس على اختلاف عقائدهم وبين الدول والشعوب هى التى يحتاج اليها الغربيون الى تفهمها وهذا ما يفرض على المؤسسات الاسلامية – وعلى رأسها الازهر الشريف قلعة الاسلام الكبرى – مخاطبة الغرب بلغته وليس بلغتنا للرد على كيثر من الاتهامات الظالمة مثل اتهام الاسلام بانه يدعو الى التواكل والكسل أو انه السبب فى تخلف المسلمين عن ركب الحضارة والتحديث او انه يتعارض مع القيم الحضارية والانسانية 00 ويحرم المرأة من حقوقها الانسانية الى آخر ما فى قائمة الاتهامات التى اوردت الكثير منها فى كتاب (صناعة العداء للاسلام)0
فى هذا الكتاب كنت اريد ان أقدم للمسلمين عريضة الاتهام الموجهة لهم ولدينهم كما هى منشورة فى كتب ومقالات وافلام نتشرة فى الغرب وعلى السنة بعض الكتاب القادة والسياسين ايضا لكى أستثير الحمية للدفاع عن دين الله خاصة وان العداء للاسلام والمسلمين ليس مقصورا على الفكر والمشاعر والمعتقدات وانما له نتائج خطيرة تؤثر فى حياة واستقلال ومستقبل المسلمين وبلادهم 0
كنت اريد ان أنبه الى خطأالاسلوب الذى يتبعه الهيئات والحومات الاسلامية بارسال مفكرين الى بعض البلاد الغريبة لبضعة ايام ليلتقوا بعدد من المفكرين ويشاركوا فى حوار هنا وهناك ويقولوا كلماتهم ثم يعودوا الى بلادهم وينتهى الامر عند هذا الحد وكأن الرحلة او الندوة او هذا الحوار هوعصا موسى التى ستقضى على المؤمراة الكبرى على الاسلام 0 خاصة وقد أصبحت نظرية صراع الحضارات فى الغرب عقيدة تحرك السياسات والجيوش وأصيحت دعوة صاحب هذه النظرية (صموبل هانتنجتون) هى المحرك للدول الكبرى للضغط على الدول الاسلامية بكل الوسائل لتغييربعض المبادىء فى العقيدة الاسلامية وغرس منظومة متكاملة من القيم الغربية لتحل محل القيم الاسلامية ويكون ذلك – كما قال ها نتنجتون- الضمان لتحديث المجتمعات الاسلامية لكى تذوب الحضارة الاسلامية فى الحضارة الغربية وينتهى الصراع بين الحضارتين !
ولقد أكتفت الجهود فى العالم الاسلامى باعلان الرفض لنظرية صراع الحضارات والقول بان الاسلام يدعو الى حوار الحضارات والشعوب وكان من الطبيعى الا تصل هذه الرسالة الى الغرب وما زالت هذه المهة تنتظر من يقومون بها بشجاعة ومثابرة ولا يكفى ان يقوم بها داعية واحد او عشرة من الدعاة فهى مهمة تحتاج الى انتشار والى النفس الطويل كما تحتاج الى تخطيط وتنسيق وتمويل وحشد الكفاءات المؤهلة لمخاطبة العقل الغربى 0 كما تحتاج الى انشاء مراكز علمية اسلامية فى الغرب وتلاجمة كتب العقيدة والفقة والاخلاق الاسلامية الى اللغات المختلفة 0
هذا ما كنت اهدف اليه من كتابى (صناعة العداء للاسلام ) وبعده شعرت بان واجبى ان أقدم الجانب الاخر من الحقيقة وهو ان فى الغرب مفكرين وباحثين لهم قيمة وتأثير درسوا الاسلام بموضوعية وبدون تحيز فاكتشفوا ما فيه من قيم تقدمية وحضارية وانسانية كبرى ولم يترددوا فى اعلان ذلك ولم يتوانوافى الدفاع عن الاسلام 0
وكما ان المسلمين فى غفلة عن أعدائهم فأنهم أيضا فى غفلة عن أصدقائهم 0 فلم يهتموا بدعوة هؤلاء المنصفين للاسلام وتكريمهم والمساهمة فى نشر افكارهم بكل الوسائل للنشر حتى تكون موجة الانصاف قادرة على مواجهة موجة العداء الظالمة 0
لذلك رايت أن اشير الى بعض هؤلاء الذين أنصفوا الاسلام من الغربيين تعريفا بهم وتحية لهم واعترافا بفضلهم 0
وارجو ان أكون قد وفقت 0
وما توفيقى الا بالله
آنا مارى شميل
أساطير وأوهام الخطر الاسلامى
حقائق وخفايا وراء العداء للاسلام
هل الاسلام يتعارض مع الديمقراطية وحقوق الانسان؟
لماذا لا يحترمون الاسلام؟
المسلمون مقصرون أيضا فى حق أنفسهم
مفكر ألمانى يفهم الاسلام أفضل من المسلمين
لماذا التمييز ضد الأقليات الاسلامية؟
المسلمون ساهموا فى الاساءة الى الاسلام
الغرب هوالجانى دائما والاسلام هو المجنى عليه
الاسلام والقوى الكبرى
راهبة تدافع عن الاسلام
ولى عهد بريطانيا يعيد للاسلام اعتباره فى الغرب
المنصفون للاسلام من جوته الى جارودى
عالم فرنسى سبق الباحثين عن الاعجاز العلمى فى القرآن
دعوة للغرب لاعادة اكتشاف الاسلام
انذار كاذب من الاسلام
كيف يبدو الاسلام فى بلاد المسلمين