صناعة العداء للإسلام
محتويات الكتاب
 اشتد الهجوم فى الغرب على الاسلام والمسلمين بعد الهجوم على مركز التجارة العالمى فى نيو يورك ومبنى البنتاجون فى واشنطن يوم 11 سبتمبر 2001 واصبح الهجوم على الاسلام مادة يومية فى الصحافة والتلفزيون وكل مسلم موضع اتهام فى الولايات المتحدة ودول أوربا بمجرد اكتشاف انه مسلم 0

ومع ان تصؤيحات القادة والزعماء فى الغرب قد اكدت ان الحرب التى تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها على دول اسلامية هى حرب على الارهاب وليست على الاسلام الا ان فلتات لسان هؤلاء القادة كشفت غير ذلك مما تنطوى عليه الصدور 0

وفى عالمنا العربى والاسلامى يعلن كثيرون انه ليس الا تعبيرا عن الشعور بالنقض امام الحضارة الغربية المتفوقة او تعبيرا عن الاحباط فى نفوسنا لاننا نعتبر أنفسنا اصحاب تاريخ مجيد ونستحق مكانا فى العالم افضل مما نحن فيه ولكننا نعانى من الشعور بالنقض لاننا متخلفين وعاجزين عن الوصول الى المكان اللائق بنا 0

وهناك تفسيرات كثيرة يرددها من ينكون او يرفضون الحقيقة وهى وجود تيار فكرى وثقافى فى الغرب رافض لعقائد ومبادىء وافكار المسلمين ويرى ان الاسلام هو السبب فى تخلف المسلمين وهذا تيار قديم وله جذور تاريخية يمكن ان نجدها منذ بداية ظهور الاسلام وقد تبلورت فى السنوات الاخيرة فى نظرية البروفيسور فرانسيس فوكوياما عن (نهاية التاريخ) ونظرية البروفيسور صمويل هنتجتون عن صراع الحضارات ومؤدى النظريتين حتمية الصدام بين الاسلام والغرب0

وعندما ظهرت النظريتان فى الولايات المتحدة لم يلتفت اليهما احد من مفكرى العالم الاسلامى وكان الظن انهما مجرد اجتهادات شخصية او جنوح بالخيال بعد ان شعر مفكرو الغرب بان انتهاء الصراع ضد الاتحاد اسوفيتى والايدلوجية الشيوعية قد ترك فراغا وسياسيا ربما يؤدى عدم عدم وجود عدو للغرب الى اتنهاء الحاجة الى الحشود العسكرية والترسانات المكدسة بالاسلحة والصاتع العملاقة ومراكز البحوث وعشرات الالاف من العلماء والارقام الفلكية للاموال التى تنفق على الجيوش والاسلحة فى الغرب ما دام العدو الاكبر قد زال من الوجود ولم يعد فى العالم سوى قوة وحيدة هى الغرب تقودها الولايات المتحدة 0

كان هذا هو الظن فى البداية ولكن لم تكد تمضى فترة قصيرة حتى اصبحت نظرية صراع الحضارات والثقافات تتردد فى كل مناسبة وعلى كل لسان وفى كل مستوى من مستويات القيادة السياسية والعسكرية فى الغرب وكانت الصدمة الاولى عندما صدر قرار من حلف الاطلنطى – وهو حلف عسكرى فى الغرب اساسا باعتبار الاسلام هو العدو للغرب بعد انتهاء الاتحاد السوفيتى ثم توالى صدور تصريحات وبيانات على ألسنة الزعماء والقادة فى جميع دول الغرب تؤكد هذا المعنى واصبحت نظرية صراع الحضارات من المسلمات التى فرغ الغرب من مناقشتها 00 على رغم كل ما صدر من العالم الاسلامى من اتكار واستنكار لهذه النظرية وتكرار التعبير عن حقيقة الاسلام كدين للتسلمح والتعاون بين البشر وانه لا يؤمن بالصراع بين الحضارات او الثقافات المختلفة ويؤمن بالتعاون فيما بينها 0

ولم يعد امر العداء للاسلام فى الغرب خافيا على احد فى العالم الاسلامى بعد ان اعلن وزير الاوقاف الدكتور محمود زقزوق ان فى الغرب اكثر من 60 الف كتاب للهجوم على الاسلام واعتقد ان الذين ينكرون هذا العداء هم فى الحقيقة يتهربون من مواجهة الحقيقة لانها تفرض عليهم واجب العمل للدفاع عن الاسلام 0

ولابد ان نسجل بعض الملاحظات التى لابد منها قبل قراءة هذا الكتاب

الاولى ان:هناك محاولات سياسية لتفكيك العالم الاسلامى وتفكيك العقيدة الاسلامية تحت شعار مناهج تدريس الدين الاسلامى وتغيير المؤسسات الاسلامية تحت شعار ادماج الاسلام فى العولمة والحقيقة ان هذا العمل يتم لادماج المسلمين فى النظام العالمى الذى تقوده الولايات المتحدة وتفرض فيه على دول العالم ارادتها وتتصرف على انها هى القانون وانها هى الوحيدة التى تمتلك الصواب وعلى الجميع ان يقبلوا الهيمنة الامريكية عن طيب خاطر0

الثانية ان هدف السيطرة على ارض واسواق وثروات الدول الاسلامية هدف سياسى البعض يصرح به فى الغرب دون مواربه والبعض الآخر يخيفه وراء شعارات ومبادىء وأفكار براقة زائفة مثل اكراه العالم الاسلامى على التغيير وفرض النظام الديمقراطى الغربى والليبرالية الاقتصادية عليه بالقوة وكذلك فرض اسلوب الحياة الامريكي على العالم الاسلامى تحقيقا لهدف (أمركة) العالم اى تحويل العالم الى عالم امريكى فكرا وسلوكا بما فى ذلك الحرية الفردية التى تصل الى الحرية الجنسية وتفكيك نظام الاسرة المتاسكة فى العالم الاسلامى 0

ان الذين يعملون فى الغرب بكل الطرق فى صناعة العداء للاسلام كثيرون ولكن على الجانب الآخر فى الغرب مفكرون لهم قيمة علمية وفكرية يعملون على انصاف الاسلام والدفاع عنه ولكن اصحاب الصوت العالى هم صناع العداء والثانى لفكر الانصاف للاسلام فى الغرب ولكنى وجدت ان ذلك سيجعل حجم الكتاب اكبر مما يمكن احتماله ولذلك فضلت ان أخصص هذا الكتاب للفئة الاولى وان أخصص كتابا آخر للفئة الثانية0

كذلك فقد حرصت على ان تكون مادة هذا الكتاب مقصورة على كتابات وافكار وأقوال مفكرين وقادة سياسيين من الغرب ولم أعتمد علو مصادر او كتابات المفكرين العرب والمسلمين لأنى حرصت على ان نعرف ما فى عقولهم ونفوسهم ونترك التحليل والتعليق بعد ذلك لكل من يريد0

وان كان فى الغرب من يرى ان الارهاب ظاهرة ناشئة من الاسلام ذاته ويقولون صراحة :ان الاسلام يدعو الى الارهاب ويستخدمون فى ذلك كل اساليب المغالطة فيقولون مثلا : ان الجهاد الذى يدعو الاسلام انصاره اليه معناه ان المسلمين فى حالة حرب دائمة ضد الغير مسلم يثاب عليه فى الآخرة ودليلهم على ذلك وعود الاسلام للشهداء بالجنة والحياة عند ربهم يرزقون ويتجاهلون قول علماء الاسلام من ان الجهاد حرب دفاعية وليس حرب هجومية هى حرب المسلمين على من يحاربهم او يعتدى على أراضيهم او اموالهم او اعراضهم وفى الاسلام من مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون أرضه فهو شهيد ومن مات دون عرضه فهو شهيد والاسلام يأمر المسلمين بالا يبدءوا بالعدوان ( ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين )(البقرة90) وليس هناك امر واضح قاطع مثل هذا الامر الهى وفى نفس الوقت فان الاسلام يأمر المؤمنين به ان يتوقفوا عن القتال فى اللحظة التى يعلن فيها أعداءهم السلام

( وان جنحوا للسلم فاجنح لها )(الانفال)(61

والحقيقة ان الربط بين الاسلام والارهاب ومقاومة الشعب الفلسطينى وتقديمها فى الغرب على انها وجوه متعددة لحقيقة واحدة هى الاسلام فيه مغالطةمقصودة وان كان هناك احيانا من يعترف بالحقيقة كما فعلت صحيفة الاوبزرفر البريطانية مثلا فى عدد 20 أكتوبر 2002 حين نشرت مقالا بعنوان (الغرب لم يعد برئيا ) قالت فيه ان على الدول الغربي  ان تعترف بأنه لن يكون هناك حل للتطرف الاسلامى غير تسوية المشكلة الفلسطينية وينبغى ان بصدق العالم الغربى ان الديون والفقر وعدم المساواة جانب من الارض الخصبة التى تثمر الغضب واليأس وكذلك ينبغى ان تتخلى دول الغرب عن تلك النظرة المتعالية تجاه المسلمين وعن القول بان العالم الاسلامى هو المسئول وحده عن التخلف الذى يعيش فيه ويستحق العقاب اذا استمر فى مقاومة العولمة وأخيرا على دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة – التوقف عن الكذب والادعاء بان الحرب على العالم الاسلامى التى يقتلون فيها المسلمين هى حرب من أجل السلام والديقراطية وحقوق الانسان بينما هى حرب من أجل البترول وعلى الغرب ان يسعى الى تحقيق مصالحه بطريقة عادلة ومستنيرة وانه لن يكون هناك ضمان لعدم تكرار حوادث الارهاب غير التعامل مع العالم الاسلامى بالعدل 0

وعلى الجانب الآخر نجد مفكرا استراتيجيا امريكيا مثل بريجنسكى يقول فى نيو يورك تايمز ( فى اول سبتمبر 2002) : (هناك جهات لها مصالح استراتيجية تروج للعداء بين امريكا والعرب 00) ويشير الى رئيس وزراء اسرائيل بالاسم ضمن هؤلاء الاعداء 0 كذلك فان رئيس لجنة ( الاسلاموفوبيا ) فى بريطانيا البروفيسور جوردن كونواى نائب رئيس جامعة ساسكس يعلن تقرير اللجنة بادانة تفشى ظاهرة الخوف من الاسلام فى بريطانيا والغرب وانتشار الصورة النمطية فى الاعلام عن الاسلام والمسلمين وربطها دائما بالارهاب والتخلف والبربرية 0

واذا كنا جادين فى ايجاد طريق للمصالحة بين الغرب والاسلام واقناع الغرب بان الاسلام دين قبول وحوار وتعاون مع المختلفين معه فان علينا ان ندرك ان ذلك لا يكون بان يغير الغرب افكاره وموافقه فقط ولكن علينا ان نخطو نحن ايضا نحو الغرب خطوة أولا بادراك طبيعة هذا العصر والاندماج فيه دون تفريط فى ثوابت العقيدة الاسلامية ثم باعادة النظر فى التفسيرات الرجعية للاسلام ورفض الجماعات التى تدعى انها سدنة الاسلام وان لهم وحدهم حق الاحتكار للحقيقة وما يخالفها باطل 0 فلابد ان يعود الاسلام بسيطا بدون كهنة او وسطاء ولابد من ان يقف جميع المسلمين صفا واحدا ضد الذين يريدون اشعال حرب دينية بأية صورة من الصور 0

وأخيرأ" فلقد ترددت كثيرا فى ذكر الاتهامات والسباب التى وجهت للدين الاسلامى وللقرآن الكريم وللرسول صلى الله عليه وسلم ولكنى وجدت ان هذه الاتهامات ليست جديدة فقد وجهت الى الرسول صلى الله عليه وسلم ذاته والوحى ينزل وقد خلدها القرآن فى آيات نتلوها ونتعبد بها لندرك ان العداء للاسلام قديم وسوف يستمر الى يوم القيامة ولن ينتهى ابدا" وعلى المسلمين ان يدافعوا عن أنفسهم وعن دينهم الى يوم الدين ومن هذه الآيات قوله تعالى :

( وقال الظالمون ان تتبعون الا رجلاً مسحوراً) (الفرقان 8) 

(وقال الكافرون هذا ساحر كذاب) (ص-4)

( قال الذين كفروا لما جاءهم هذا سحر مبين (7)أم يقولون أفتراه)(الاحقاف7-8)

( ولقد نعلم أنهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذى يلحدون اليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين) (النحل-103)

وفى المحاكم حين تنظر قضايا السب والقذف لابد ان يذكر فى الاتهام وفى الحكم الفاظ السب والقذف حتى يتبين ان كانت تدخل فى نطاق مفهوم هذه الجريمة او لاتدخل لذلك ذكرت بعض ما يوجه الى الاسلام والقرآن والرسول من سب وقذف وشعرت بالحرج فى كتابة الباقى وتعالى الله عما يصفون 0

ومن الضرورى ان اشير الى هذا الكتاب فى الاصل مجموعة مقالات نشرت فى مجاة أكتوبر وقد يجد القارىء تكرارا فى بعض المواضيع ولكنه تكرار مقصود لتذكير القارىء او للتدليل على تواتر الاتهامات وأمتلاء الكتب والصحف ومراكز الابحاث فى الغرب بهذه الاقوال والافكار 0

وفى الحقيقة فان هذا الكتاب ليس الا (ملف معلومات ) لكل من يريد ان يعرف ( ماذا يقولون عن الاسلام والمسلمين ) 00 وما فبه ليس الا نماذج وأمثلة اما حصر وتوثيق كل ما قيل ويقال فانه يحتاج الى عشرات الكتب 0

وأدعو الله ان يكون هذا الكتاب جرس انذار ينبه الغافلين ويازم المنكرين للحقيقة بالاعتراف بالواقع فيواجهوا هذه الحرب التى لا يعرف احد متى وكيف تنتهى ؟ ولكى يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم 0

وان كان الله سبحانه وتعالى القائل :( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )(الحجر9) فان على المسلمين ان يفتحوا عيونهم لما يدور فى العالم حولهم ليقولوا للعالم ما هى حقيقة الاسلام وليواجهوا أعداءه0

والله لا يضيع أجر من أحسن عملا
 حرب جديدة على الاسلام

هل سيبقى الاسلام والمسلمون فى قفص الاتهام؟

ماذا يعلمون التلاميذ فى بريطانيا عن الصراع العربى الاسرائيلى؟

ماذا يعرف البريطانيون عن الحقوق العربية؟

فلتات اللسان تكشف العداء للاسلام

مرض جديد فى بريطانيا اسمه (اسلاموفوبيا)

اعترافات بالانحياز ضد الاسلام

بعد انتهاء معادة السامية بدأت معاداة الاسلام

هل أصبح الاسلام عدوا فى أمريكا ومشكلة فى أوربا ؟

الاسلام ضحية الاعلام الامريكى والصيهونى

دراسة تطالب بتغيير القرآن!!

لماذا يكرهون الاسلام ؟

الحرب العالمية الثالثة على من؟

من يهدد من؟

هيستيريا العداء للمسلمين   

صناعة العداء للاسلام

تشويه الاسلام 00صناعة قديمة

العداء للاسلام وصل الى سويسرا

قبل وبعد 11 سبتمبر المسلمون هم الضحية

حرب عقائد 00 ام حرب مصالح ؟

فتوى ضد الاسلام

تشويه القرآن فى ترجمته على أيدى أعدائه

من وراء الحملة على الاسلام ؟

لماذا تكون معاداة السامية جريمة ومعاداة الاسلام حرية رأى؟

البعض فى أمريكا يريدون الحرب ضد الاسلام وليس ضد الارهاب!

الحرب على الاسلام اشتعلت

الاصباع الخفية وراء العداء للاسلام

أمريكا والاسلام

ختام : ما العمل

 
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف