رحلة الى الصين
محتويات الكتاب
 هذا الكتاب محاولة للتعرف عاى الصين وأكتشاف بعض ما جرى وما يجرى فيها من تغيرات فى عيون زوارها أقرب الى المعجزات وفى عيون آخرين تبدو ثورة حضارية واقتصادية وتجربة مبهرة فى التنمية وبناء الأنسان 0

والصين الآن توصف فى كتابات الرحالة والمراقبين بانها بلد تحدى المستحيل 00 بلد الارقام الضخمة 00 التنين الاصفر 00 العملاق الأسيوى القادم الذى يتسلل بخطوات هادئة واثقة ليتخذ مكانا فى المقدمة بين دول العالم الكبرى0

ومثل هذه الاوصاف انما تعكس الدهشة والانبهار لأن التاريخ الحديث لايعرف دولة أخرى انتقلت فى عشرين عاما فقط من دولة نامية من دول العالم الثالث الى دولة تنافسالدول الكبرى فى العالم الاول 00 دون أن تفقد توازنها أو تواضعها 00 وما زالت تخفى من عوامل قوتها أكثر مما تظهر 0

والدهشة هى الشعور الطبيعى لكل من يزور الصين الآن خصوصا اذا كان قد زارها قبل ذلك بثلاثين او عشرين او حتى خمسة أعوام 00 فقد بدأت نهضتها من نقطة الصفر وتعداد شعبها 800 مليون نسمة والأمية منتشرة بنسبة تزيد عن 90% ومثل هذه النسبة من شعبها تحت خط الفقر0 وعند خط الفقر 00 والزراعة بدائية 00 الصناعة تعتمد على ادارة وتكنولوجيا قديمة 00 وعندما تحركت للخلاص من آثار قرون من الاستعمار والتخلف مع ثورة ماوتسى تونج عام 1949 عاشت محاصرة تقربيا ووضع الغرب امامها العقبات ونتيجة لرواسب القرون من الاحتلال والاستغلال كانت هى ايضا تشعر بالخوف على ثورتها وحلمها فأغلقت ابوابها تقربيا وبدأت مسيرة عمل وتضحية جماعية لبناء كل شىء 00 وظلت سنوات تعمل بهدوء 00 وصبر وبعيدا عن العيون 00 ولكنها تعرضت لانتكاسة خطيرة فى سنوات الثورة الثقافية التى قادتها زوجة ماوتسى تونج وعصابة الاربعة واستمرت هذه الانتكاسة عشر سنوات كلملة تحولت فيها البلاد الى فوضة شاملة وتوقف كا شىء تحت شعار الحفاظ على مبادىء الثورة من أعدائها 00وبعد ان انتهت هذه الفترة المظلمة عادت الصين مرة اخرى مسيرتها بفكر جديد وروح جديدة وقيادة جديدة0

وكان هذا الفكر الجديد مواكبا للمرحلة التى قادها دنج شياو بينج ورفع فيها شعار (الاصلاح والانفتاح على العالم )0 واذا كانت الصين قد استغرقت أكثر من نصف قرن لوضع حد لحالة الفقر والتخلف وتغيير صورة الحياة العقيمة للصين القديمة فقد أنشأت فى عشرين عاما فقط نظاما صناعيا حديثا وزاد الانتاج الوطنى الاجمالى 56 ضعفا ووصلت الى درجة القوة فى العلوم والاقتصاد والتكنولوجيا ووصل تعدادها اليوم الى 1250 مليون نسمة ومع هذا العدد الضخم من البشر لم تعد فيها مشكلة الغذاء او الكساء بل حققت تحسنا ملحوظا فى مستوى المعيشة تبدو آثارها واضحة من النظرة الاولى فى المدن والريف لكل زائر0

وكانت رحلتى لمعرفة كيف استطاعت الصين ان تحقق هذه النهضة فى عقدين من الزمان فقط نجحت خلالهما فى جذب الاستثمارت وبناء قاعدة صناعية وتكنولوجية لاتقل عن ميثلاتها فى دول أوربا ونجحت فى غزو اسواق العالم  بمنتجاتها الرخيصة الجيدة وانتقلت من العالم القديم المتركز حول الأطلسى الى عالم آخر من النمو حول الباسفيكى واحتلت مكان القلب فى التحول الآسيوى وأستطاعت صياغة فريدة 00 فيها الخلاف وفبها الاتفاق 00 فيها الصراع وفيها التعاون 00 وفبها التحدى وتفادى الصدام 00 ونجحت فى حل هذه المعادلات الصعبة كما نجحت فى الحفاظ على حالة الاستقرار التى تمكنها من المضى فى التغيير والتحديث 0

الصين الآن كما يراها المراقبون تمثل لعالم الصناعة النهم الذى لا يشبع ابدا ما كان يمثله العالم الجديد بالنسبة لاوربا منذ قرون أرضا جديدة شاسعة 00 فيها قدرات هائلة 00 وعوامل نمو 00 وفرصا للربح الوفير 00 ويمكن ان تصبح بعد سنوات نقطة ارتكاز المنافسة العالمية 0 والدليل على ذلك ان فائض تجارتها مع الولايات المتحدة يتزايد عاما بعد عام ويوشك ان يصل الى مستويات سياسية خطيرة ولذلك يتوقع بعض الباحثين ان الصين والويات المتحدة ستصبحان القوتين العظمتين وستكون لهما أهداف مختلفة 00 ويتحدث بعض الباحثين ايضا فى الولايات المتحدة عن ( الخطر الصينى ) ويقولون ان على الامريكين ان يستعدوا لمواجهة وأحتواء هذا الخطر 0ودليلهم على ذلك ان حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة يزيد على الف مليار سنويا والعجز فى الميزان التجارى بينهما لصالح الصين يبلغ

ستين مليار دولار سنويا0

والصين تعيش فى وسط  آسيا التى تعرضت لازمات اقتصادية وقد استطاعت ان تحمى نفسها من الوقوع فى أية أزمة ولم تضطر الى تخفبض عملتها كما فعلت دول شرق آسيا لأن العملة الصينية ليست مرتبطة باى عملة أجنبية وليست قابلة للتحويل حتى الآن الا وفق قواعد وشروط وبالتالى لا تستطيع اية قوة اجنبية التلاعب بسعر العملة فهى فى مأمن من تأثير الضغوط الخارجية على اقتصادية وعملتها وهذا هو السر فى قدراتها على النجاة فيما وقعت فيه مثل اندونيسيا او ماليزيا او حتى اليابان 0

ويتفق كل من كتب عن الصين على ان الميزات الكبرى فى الصين كثيرة منها ان تكلفة العمالة منخفضة جدا وان مهارة ودقة العامل الصينى طوال الوقت دون كلل او محاولة للتهرب او التمارض والتزامه بالعمل صفات ليس لها مثيل فى أية دولة أخرى 0 وهذا ما يجعل الصادرات الصينية قادرة على الوقوف بقوة فى المنافسة فى الاسواق العالمية مع الدول الكبرى 0

وكانت هجمات الغربعلى الصين تأتيها من نقطتين 00 الاولى انها آخر قلعة للشيوعية وملكية الدولة لوسائل الانتاج والتخطيط المركزى للاقتصاد فى عالم يسود في الاقتصاد الحر او اقتصاد السوق 00 والثانية هى الديقراطية وحقوق الانسان وسيطرة الحزب الواحد 00 ولكن انهيار الاتحاد السوفيتى عام 1998 كان دليلا على ان الاسراع فى تغيير نظام الملكية وفتح الابواب للديمقراطية عشوائيا دون اعداد المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا 00 وان سياسة التدرج فى تطبيق اقتصاد السوق والديمقراطية هو الذى يناسب دولة كالصين كبيرة الحجم وسكانها 1200 مليون نسمة وفبها 55 قومية ولابد لها ان تضمن ان يكون التغيير آمنا وتظل وحدة البلاد قائمة ولا يحدث فيها ما حدث فى الاتحاد السوفيتى من تفكك 0

لم تنخدع الصين بالسراب الذى انخدع به الاتحاد السوفيتى عام 1997 وكان بمثابة قطعة الجبن التى جذبت الفأر الى المصيدة حين شهد الاتحاد السوفبتى فى ذلك العام تدفق الاستثمارات الاجنبية وارتفعت قيمة الاسهم مع الخصخصة المتعجلة ولكن هذه الفورة كانت قيصرة الاجل أثرى من ورائها عدد محدود من ذوى الحظوة ثم انتهى الامر الى الدمار والخراب وتحول الاتحاد السوفيتى الى دول متعددة وعانت روسيا لسنوات أزمة اقتصادية وصلت الى حد العجز عن دفع مرتبات الموظفين وافراد الجيش 000 وما زالت روسيا حتى الان تصارع للبقاء واستعادة نفوذها 00 وكان ذلك درسا اكد للصين صواب نظريتها عن التحول من التخطيط الشامل وملكية الدولة لجميع وسائل الانتاج الى ( اقتصاد السوق الاشتراكى ) وهى نظرية ابتدعها الصين ملخصها التحول الى اقتصاد السوق مع الاحتفاظ بالتخطيط الشامل والدور المركزى للدولة والسير خطوة خطوة وعدم الانتقال الى الخطوة التالية الا بعد التاكد من اتمام الخطوة الاولى بنجاح 00 سياسة التدرج هى سياسية الاصلاح الاقتصادى والسياسى القائمة منذ عشرين عاما وتؤكد النتائج نجاحها 0

وتفتح الصين ابوابها للاستثمارات الاجنبية ولكنها تؤمن بان الاجانب لا يملكون معجزة تحقيق النمو والتحديث ولا يهنهم ذلك كثيرا وعلى الصين وشعبها ان يجدوا بانفسهم طريقهم الخاص بهم ويعتمدوا على أنفسهم أولا وكل نجاح يتحقق بجهودهم سيكون قوة جذب للاجانب ليأتوا للاستثمار بشروط الصين وليس بشروط الاجانب وهذا ما يجعل الصين قادرة – مثلا- على وضع قيود على الصادرات الامريكية فى مجالات معينة مثل توليدالطاقة والصناعات الدوائية والالات والاتصالات عن بعد 00 وقادرة على اتخاذ مواقف مستقلة فى القضايا الدولية ولا تتحول –مثل غيرها من الدول الاسيوية – الى دولة تابعة0

ولقد زرت الصين لاول مرة عام 1995 وأثار دهشتى ما تحقق فيها من تنمية وتقدم اقتصادى ورأيت صورة الصين وشعبها مختلفة عما قرأته عنها فى عصورها القديمة والحديثة على حد سواء ولكن رحلتى الثانية فى أواخر عام 2000 كانت شيئا آخر 00 وجدت طفرات ومعجزات حدثت خلال السنوات القليلة الماضية فى كل مكان ذهبت اليه 00 ليس فقط بأنشاء مدن حديثة فى سنوات قليلة فيها ناطحات سحاب تنافس المدن الامريكية الكبرى مثل نيويورك وسان فرانسيسكو أو فى وجود مصانع الصواريخ والاقمار الصناعية وأقمار التجسس والالكترونيات والالياف الضوئية واجهزة الليرز وشبكات الانترنت والتليفون المحمول وغيرها من المنتجات التكنولوجية المتقدمة 00 ولكن وجدت الصين متفتحة لافكار جديدة تتم مناقشتها علانية وبحرية ووجدت روحاجديدة من عدم الاكتفاء بما تحقق والرغبة فى تحسين الاوضاع القائمة ولاول مرة لا اسمع العبارات المحفوظة من اقوال الزعماء ولكن اسمع النقد لكل شىء والارادة لتحقيق ما هو أكثر والاصرار على ان الصين ما زالت دولة نامية وستوى معسشتها ما زال منخفضا وتحتاج الى فترة طويلة لتحديث كل شىء فيها 0

وجدت الصين وقد خرجت نهايئا عن عزلتها وانفتحت على العالم وبدات تظهر فى الصحف مقالات تتنارل السلبيات وتطالب رالاصلاح هنا وهناك ومع  الانفراج فى الاعلام انتشر ( الانتر نت ) 00 وأهم من ذلك أن قادة الصين فتحوا مجالا واسعا للجدل والحوار عن المستقبل السياسى والاقتصادى وما هى اسلم الطرق للوصول الى هذا المستقبل 00 وكان من حظى ان اكون عضوا فى الوفد المصرى فى المؤتمر الدولى رفيع المستوى الذى عقد فى بكين لبحث مكان الصين فى القرن الحادى والعشرين وشارك فيه رؤساء حكومات سابقون ومفمرون وخبراء من امريكا وروسيا واليابان والمانيا واستراليا وبريطانيا وبقية دول العالم وكان هذا المؤتمر دليلا عى رغبة الصين فى الاستماع الى (الآخر) والتعرف على رؤية العالم لها فى الحاضر والمستقبل والاستفادة بالرؤى والافكار المعبرة عن المدارس الفكرية المختلفة فى العالم 0

 

وعدت من هذه الرحلة وان أؤمن بان الصين فعلا كما يقال عنها (مختلفة) 00 مختلفة فى اقتصادها ونظامها السياسى ومفهومها للديمقراطية وهذا الاختلاف نابع من اوضاع الجغرافيا السياسية أولا ومن ثقل حجمها السكانى ثالثا وهى تنطلق الى بناء ذاتها بوعى بظروفها وطبيعة تكوينها ولا تتاثر بالضغوط الخارجية ولا تعمل الا ما يتفق مع هذه الطيبعة وهذه الظروف 0

ولست فى حاجة لان اكرر ان كل زائر للصين تواجهه صعوبة اللغة الصينية وضرورة اعتماده على مترجم وكان من حظى ان صاحبنى اثنان من جمعية التفاهم الدولى يجيدان اللغة العربية كما كان معى فى معظم لقاءاتى وجولاتى السفير المصرى المتميز الدكتور نعمان جلال الذى كان يستعد لمغادرة الصين بعد انتهاء فترة عمله فيها وقد ترك اثرا طيبا وكذلك كان معى السيد محمد ابو الوفا السكرتير الثانى بالسفارة فى بكين والسيد ياسر هاشم القنصل المصرى فى شنغهاى والسيد حامد صقر المستشار الاعلامى والسيدة هالة عنارة مديرة مكتب وكالة انباء الشرق الاوسط فى بكين وقد لقيت منهم مساعدات كبيرة واجد نفسى مدينا لهم بالشكر 0

ولا ادعى انى استطعت الالمام بكل ما فى الصين فهى عالم كبير وليس من السهل الاحاطة بكل شىء فيها احاطة شاملة مع تنوع الاصول العرقية والقوميات واللهجات والدينات والثقافات والاختلافات الجغرافية والسكانية0

ولا ينبغى ان نغفل ونحن نتحدث عن الصين ان مسيرتها ليست سهلة فهى فى الحقيقة تسير فى حقول الغام وهناك تعارض مصالحبينها وبين بعض جيرانها من ناحية وصراع مع الولايات المتحدة لا يخفى عن العيون وصل الى ذروته فى نعركة استعادة هونج كونج  ومكاو وما زال الصراع فى الذروة من اجل استعادة الصين لجزيرة تايوان ضمن سياسة (توحيد الوطن) وان كانوا لا يتحدثون عن ذلك الصراع كثيرا والولايات المتحدة من جابنها لا تخفى انها تعتبر الصين العدو المحتمل وتسعى الى تحجيم قوتها ودرها الاقليمى والعالمى والحد من سرعة انطلاقها التجارى والاقتصادى والعسكرى ودول كثيرة فى العالم اصبحت تخشى غزو المنتجات الصينية لاسواقها بعد ان ملت هذه المنتجات الاسواق بأذواق تناسب المستهلكين فى كل بلد وباسعار المنتجات المماثلة فى الدول الغربية ونتيجة لذلك اصبحت الصين دائنة لمعظم دول العالم بينما ديونها الخارجية محدودة ووصل الاحتياطى النقدى الاجنبى فيها الى رقم يفوق الاحتياطى فى اية دولة اوربية0

ولا يعنى ذلك ان الصين قد انتهت من حل مشاكلها المتراكمة منذ مئات السنين فما زالت فيها مشاكل كثيرة وهم لا ينكرون ذلك ويتحدثون عن مشاكلهم بمنتهى الصراحة ولم يعد الصينيون حريصين على اخفاء المشاكل كما كانوا قبل عشرين عاما ولم يعد احد يقول لك ان كل شىء كامل او انه ليس فى الامكان ابداع مما كان او يردد ان الصين فوق الجميع وعندما بدات الصين التفاوض مع منظمة التجارة العالمية للدخول فى عضويتها وقفت بصلابة ترفض شروط المنظمة 00 كانت منظمة التجارة العالمية تريد ان تكون عضوية الصين على اساس انها دولة متقدمة وظلت الصين متمسكة بان تدخل كدولة نامية وتحصل على الامتيازات والاعفاءات والتسهيلات الممنوحة للدول النامية وبالصبر الصينى الذى لا مثيل له استمرت المفاوضات خمسة عشر هاما الى ان سلمت منظمة التجارة العالية وقبلت شروط الصين بالكامل وكانت الصين هى أخر عضو انضم الى المنظة فى اواخر عام 2001

ويتحدثون هناك كثيرا عن التخلف فى الريف وفى مناطق غرب الصين لان مشروع التنمية والتحديث بدا فى جزء واحد فى المناطق الشرقية الساحلية وكانت الحكمة من ذلك انه من المستحيل تنمية الصين كلها فى وقت واحد والان وبعد عشرين عاما تحققت لمناطق الشرق التنمية فبدات الصين فى تنفيذ خطة جديدة لتنمية الجزء المتخلف من البلاد فى المناطق الغربية ويقولون ان هذه المناقط الغربية تحملت التضحيات من اجل تنمية المناطق الشرقية واصبح على المناطق الشرقية بعد ان وصلت الى درجة ملحوظة من التقدم والثراء ان تسدد الدين وتسهم فى تنمية الغرب وبذلك تتحقق التنمية فى الصين كلها وهذا هو الهدف الذى يعطونه الاولوية فى هذه المرحلة 0

ولا زالت الامية والفقر فى بعض المناطق وتعانى الصين ليضا من البطالة نتيجة تطبيق اقتصاديات السوق ولم تعد الدولة مسئولة عن توظيف كل مواطن بصرف النظر عن الحاجة اليه 0 كما تعانى الصين من ظواهر سلبية مثل انتشار المخدرات والتفكك الاسرى وهى مشكلات لايخلو منها مجتمع فى العالم اليوم وهم يعترفون بوجود هذه الظواهر السلبية ويعملون على التغلب عليها 0

 

ويلفت نظر الزائر انتشار الثقافة الامريكية الى حد ما لدى الشباب فى المدن الكبرى 00 واعجاب الشباب بالوجبات السريعة والملابس والموسيقى الامريكية خصوصا بعد انتشار الفضائيات وخروج الصينين الى دول العالم باعداد كبيرة وزيادة مستخدمى الانترنت وبعد ان تهاوت الاسوار القديمة وانفتحت الابواب للغرب بما فيه من حسنات وسيئات وهم يحاولون تجنب السيئات بقدر الامكان وان كان الامريكيون يرون انهم يستطيعون التأثير على عقول الصينين وتغيير أفكارهم عن طريق ( الانترنت) وهذا صحيح وينطبق على كل دول العالم وليس على الصين وحدها وان كان الشعب الصينى فى عمومه ما زال محتفظا بتقاليده وعاداته الاجتماعية وتقاليده الموروثة ولم يتاثر بالثقافة الغربية0

وفى رأيى ان الصين اقرب الينا من امريكا والبعض يتصور ان مصر والدول العربية يمكن ان تاخذ بالنموذج الامريكى فى الاقتصاد والتنمية والثقافة والتعليم وهذا مستحيل لان ظروف امريكا وقدراتها مختلفة تماما عن ظروفنا وقدراتنا 00 امريكا بلد الوفرة 00 بلد الاراضى الشاسعة البكر التى لم يتم استغلالها حتى الان 00 بلد التقدم المذهل فى العلوم والتكنولوجيا والصناعة 00 بلد يزيد انتاجه عن احتاجات شعبه 00 بلد يقدم ما يفيض من حاصلاته الزراعية معونات للدول الفقيرة ويلقى بعض المحاصيل فى المحيط ومصر العكس لديها ندرة فى الموارد والخبرات وسوقها محدود وقدراتها المالية اقل من ان تحقق كل طموحها ولكن الصين رغم الاختلاف فى الحجم والمساحة والقدرات لقرب الينا فهى مثلنا صاحبة حضارة قديمة متميزة عمرها خمسة الاف  سنة وهى مثقلة مثلنا باحمال الماضى ومهما يقال عن كثرة مورادها فهى تكفى بالكاد شعبها الذى يمثل خمس سكان العالم وقد عانت مثلنا من مشاكل فى اعادة هيكلة الشركات المملوكة للدولة وضعف الطلب الداخلى والخارجى كما نجحت فى تخفيف القيود على

الاقتراض والائتمان وأنشات نموذجا لا ميثل له فى المناطق الصناعية الحرة المخصصة للتصدير وبالاضافة الى ذلك فان التكنولوجيا الصينية هى الاصلح لنا لانها ليست شديدة التعقيد مثل التكنولوجيا الامريكية ولكنها تكنولوجيا متوسطة واسعارها فى حدود الممكن ويتم تصنيعها بمواد نستطيع انتاجها محليا ويمكن اكتساب الخبرة فيها بسهولة 00 اى ان المسافة بيننا وبين امريكا والمسافة الثقافية ايضا اقرب كثيرا 0

عوامل التقارب وجسور التفاهم بيننا وبين الصين كثيرة ونستطيع ان نتعلم الكثير من تجربتها وعلينا ان نطلب العلم من الصين وان كان كل من قابلته فيها يقول لى انهم يطلبون العلم منا0




سائح فى الصين

 

بكين تتحدى

 

شنغهاى تنافس نيويورك

 

قصة نجاح

 

معجزة الانفتاح

 

التعليم هو البداية

 

سر التقدم

 

جيل الشباب يتقدم

 

الاعدام عقوبة الفساد

 

كيف يفكرون؟

 

الصين والعالم

 

الصين تفكر فى مستقبلها

 

الصين فى القرن ال21

 

ثقافتنا فى الصين

 

كيف حال الاسلام والمسلمين فى الصين؟

 

الصين والعولمة

 
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف